خارج الحدود

صرخة جديدة لنساء سعوديات.. “نطالب بالتعدد”

بين الفينة والأخرى تستنجد سيدات سعوديات بمواقع التواصل الاجتماعي لحض الرجال على الزواج بأكثر من امرأة، وقد أعدن مؤخرا إطلاق حملة تحت وسم #نطالب_بالتعدد_يكون_إجباري بعد أقل من ثلاثة أشهر من انتهاء حملة بالهدف والوسم نفسهما.

وتحث السيدات في المملكة من خلال الحملة الرجال على أن يكونوا أكثر جدية في تحمل المسؤولية تجاه ما وصفوه بمشكلة العنوسة، التي باتت تؤرقهن وتدفعهن للاستجارة من الرمضاء بالنار من خلال مطلبهن جعل التعدد إجباريا.

وشارك التغريد رجال دين وقدموا نصائح شخصية وتوصيات شرعية للشباب السعودي، وحثوهم على الشعور بالنساء اللواتي من حولهم، والتزوج من اثنتين أو أكثر، وطالب آخرون بإعالة الشباب غير القادر على الزواج، وعندها سوف يحل القسم الأكبر من مشكلة العنوسة.

بينما رأى بعض المغردين أن في ذلك خرابا لمنازل عامرة بالمحبة والعلاقات الزوجية المستقرة: “لكن إذا انت مرتاح مع الأولى، ليش تجيب النكد لحياتكم وتنكر جميل السنوات اللي عاشتها معك بحلوها ومرها؟ ترا لها مشاعر زيك تغار وتنقهر، والدنيا دوارة اليوم تشوف دمعتها تنزل قهر بكرة تشوف أمك، بنتك مكانها يومها بتعرف معنى كلامي”.

أحوال التعدد

وعلى الرغم من أن أبغض الحلال عند النساء هو تعدد الزوجات، فإن المشاركات في الحملة لجأن إلى دق نواقيس خطر العنوسة، مطالبات بضرورة أن يكون التعدد “إجباريا” للحد منها ولتحصين النفوس بالحلال، بحسب وصفهن.

ويعتبر تعدد الزوجات في المملكة العربية السعودية ميسرا إلا أن المشاركات في الحملة يرين أن هذه المساعي غير كافية بسبب تزايد نسبة العنوسة في ظل توفر أنواع عديدة من الزواج، وهو ما تترتب عليه مشاكل مجتمعية كالطلاق وتأخر سن الزواج عند الشباب.

وعلى الصعيد الرسمي تعترف السعودية بالتعدد، ويعتبر قانونيا وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية التي يسمح للرجل المسلم أن يجمع في الزواج بين أربع نساء في وقت واحد، إلا أن الهيئة العامة للإحصاء (السعودية) نشرت نهاية 2016 تقريرا مفصلا عن الإحصائيات المتعلقة بالزواج والعنوسة التي تبدأ بعد سن 32 عاما.

وقال التقرير إن نسبة النساء في المملكة تبلغ 49.01% من إجمالي السكان، وإن نسبة اللاتي تزوجن في سن أقل من 32 عاما بلغت 97.2% من العدد الإجمالي للمتزوجات، ونسبة من تزوجن بعد 32 عاما وصلت 2.8%.

وفيما يخص الرجال المعددين، قال التقرير إن عددهم نصف مليون رجل، وكان من تتراوح أعمارهم بين 45 و54 عاما الأكثر إقبالا على التعدد، وتراوحت أعمار من تزوج ثلاث مرات أو أكثر منهم بين 60 و64 عاما.

ومن أنواع الزواج “زواج المسيار”، وهو نكاح تتنازل فيه الزوجة عن كل شيء حتى النفقة، ولا يلزم الزوج بأدائها لو طالبته الزوجة بها، فضلا عن أنواع أخرى.

حلول الأزمة
وفي ظل تفاقم المشكلة، شكل ثمانية مأذونين مطلع 2017 مجموعة “واتساب” تحت اسم “تعدد النساء”، في محاولة لتشجيع الرجال على تعديد الزوجات للتعامل مع “مشكلة” تزايد المطلقات والأرامل والعوانس في السعودية، وذلك في دعوة صريحة للشباب السعودي لاتخاذ أكثر من زوجة بهدف خفض عدد النساء اللاتي لا يملكن شريكا في حياتهن، وفقا لما نشرته صحف محلية.

وبحسب هذه الصحف، فإن الفكرة نشأت بهدف التسهيل على الشباب الراغبين في التعدد، وتمكينهم من إيجاد الزوجة المناسبة.

وكانت المفاجأة في تفاعل نحو تسعمئة سيدة مطلقة أو أرملة، إلى جانب فتيات لم يسبق لهن الزواج من قبل، وضعن أسماءهن على قائمة الانتظار، قائلات إنهن لن يمانعن في الارتباط برجل لديه زوجة أو اثنتين أو ثلاث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *