أخبار الساعة، منوعات

إيطاليا تعاني إحراجا من تراثها المعماري الفاشي

نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرا ذكرت فيه أن الديكتاتور الفاشي، بينيتو موسوليني، قد غطى تقريبا جل إيطاليا بالروائع المعمارية الفاشية، ما جعل البلاد تعيش في الوقت الحاضر إحراجا، وحائرة بين إعادة هيكلة هذا التراث أو الحفاظ عليه ضمن التراث الوطني للبلاد.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إنه من أبرز المعالم المعمارية التي يعود تاريخها للحقبة الفاشية، الكاسا ديل فاسيو (أي منزل الفاشية) الواقع في مدينة “كومو”، وقصر الحضارة الإيطالية في روما الذي شيد سنة 1940، فضلا عن المجمع الرياضي “فورو إيطاليكو” الواقع في مدينة التلال السبع.

وذكرت الصحيفة أنه في المجمع الرياضي “فورو ايطاليكو” بروما، توجد تماثيل لرياضيين وخيول ترفع قوائمها.

وعند مغادرة المجمع، تظهر نقوش على تماثيل السباحين ونقوش أخرى حربية فاشية كتب عليها “الانتصار أمر هام، لكن القتال أكثر أهمية”، أو “أخيرا استعادت إيطاليا إمبراطوريتها”.

وعلى بعد خطوتين من “ملعب أولمبيكو” بروما، وأمام مدخل المركب الرياضي، تظهر مسلة منقوش عليها اسم الزعيم الفاشي موسوليني، التي بنيت عندما ترشحت روما لاستضافة الألعاب الأولمبية سنة 1940.

ويبدو جليا أن المجمع الرياضي “فورو إيطاليكو” يستحضر من خلال معماره المزدهر، أمجاد الإمبراطورية الرومانية وحقبة الدكتاتورية الفاشية.

وذكرت الصحيفة أن السياح مستاؤون من رؤية اسم الدوتشي مكتوبا بأحرف كبيرة داخل المجمع، إلا أنه بالنسبة للأهالي المحليين يعبر ذلك عن عشقهم لهذا المكان. وخلال سنة 2015، اقترحت النائبة الإيطالية، لاورا بولدريني، محو اسم “موسوليني” عن الصخور المتراصة داخل المعلم، لكن وجهت لها تهم بمحاولة تشويه التحف المعمارية.

وأوردت الصحيفة أن السلطات في الولايات المتحدة فككت تماثيلا كونفدرالية ترمز للعبودية، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في البلاد. وقد طرحت نفس المسألة في إيطاليا، حول تدمير التماثيل التي أنشئت خلال عهد الدوتشي أو اعتبارها جزء من التراث، وفي كلا الحالتين، تسبب ذلك في انقسام المجتمع الإيطالي بين مؤيد ورافض لطمس هذه المعالم.

وقد تزامن هذا الجدل مع صعود أحزاب اليمين المتطرف قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في الرابع من آذار/ مارس.

وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الفاشي قاد سياسة معمارية مجنونة، امتدت لمدن مترامية على غرار لاتينا، وسابوديا، أو كاربونيا في جزيرة سردينيا. وحيال هذا الشأن، نوه الأستاذ في التاريخ المعماري، فولفيو إيراتشي، بأنه “خلال السبعينيات، شق المعماري الأمريكي بيتر أيزنمان، المحيط الأطلسي قادما إلى مدينة “كومو” الإيطالية كي يدرس معمار منزل الفاشية”.

ويشتهر هذا المعمار بروائعه الفنية التي ألهمت عدة أسماء مختصة في الفن المعماري، من أبرزها الفرنسي لو كوربوزييه.

وأضافت الصحيفة أنه تم إعادة هيكلة بعض المعالم في كنف السرية؛ من بينها قاعة “نويفا ساكر” للسينما في روما، التي كانت في السابق مركزا يجتمع فيه أعضاء “منظمة الشباب الفاشي”.

وفي الوقت الحاضر، يتعمد الفاشيون الجدد، المتمثلين في أعضاء حزب اليمن المتطرف “فورزا نوفا” (القوة الجديدة) أمام قصر الحضارة الإيطالية، تحديدا أمام الساحة التي ألقى فيها موسوليني خطابه الذي أعلن فيه عن غزو إثيوبيا.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه في ساحة مدينة “بولسانو”، تحديدا على الجزء الأمامي من وزارة المالية الإيطالية، لا زال يظهر نحت غائر للزعيم الفاشي، بينيتو موسوليني، ممتطيا ظهر حصان، يرافقه شعار “صدق، طاعة، قتال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *