مجتمع

العدل والإحسان تدين التدخل الأمني بجرادة وترفض إقحامها في الملف

أدانت جماعة العدل والإحسان، ما سمته “أشكال القمع المخزني الذي طال ساكنة مدينة جرادة”، اليوم الأربعاء، إثر التدخل الأمني لفض احتجاجات الساكنة بمنطقة الآبار “السندريات”، مؤكدة على “محورية السلمية في أي حراك ورفض أي عنف”.

واعتبرت الجماعة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن احتجاجات مدينة جرادة هي “احتجاجات جماهير مقهورة عاشت ومازالت تعيش سنوات من الظلم والحيف والحرمان جراء تبعات التصفية الظالمة لمناجم الفحم منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي”.

وفي نفس السياق، عبرت الجماعة عن استهجاننا لإقحام اسمها في الأحداث الجارية بجرادة، موضحة بالقول: “كلما انسد الأفق أمام المخزن وضاقت حويصلته عن استيعاب صبر الشعب وإصراره على ممارسة حقه في حرية التعبير بشكل سلمي وحضاري، إلا وانبرى المأجورون لربط اسم العدل والإحسان بالعنف وألصقوا بها بهتانا ما يجري من الأحداث، في خطوات تسعى من خلالها السلطة رمي فشلها على الغير والجماعة خصوصا، وتسعى هذه المنابر إلى قلب الموازين بجعل الجلاد ضحية واتهام ضحايا القمع بالعدوان”.

وأضاف البلاغ أن بعض المنابر “الإعلامية”، “طالت اليوم الأربعاء باتهامات تلقي اللائمة على هيآت سياسية حول ما يحدث بمدينة جرادة وما عرفته من احتجاجات حول الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة بعد إغلاق منجم الفحم الحجري دون إيجاد بدائل اقتصادية تضمن للساكنة كرامتها وتبعد عنها شظف العيش، مما اضطر الكثيرين للإلتحاق بآبار الموت طلبا لرغيف يلونه سواد غبار الفحم”.

وأشارت الجماعة إلى أن مطالب سكان مدينة جرادة هي “مطالب مشروعة، لا يعفي تراكم الإخفاقات و”التعايش” مع سنين القهر المخزن من مسؤولياته في الإسراع بإيجاد الحلول والبدائل الواقعية”، مثمنة “تشبث الساكنة بالسلمية طيلة ثلاثة أشهر، وما أبانت عنه من تضامن اجتماعي منقطع النظير”.

وكانت عمالة جرادة، قد أعلنت عن تسجيل بعض الإصابات في صفوف القوات الأمنية، بعضها بليغة، نقلوا على إثرها للمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة، وذلك في المواجهات التي اندلعت اليوم الأربعاء، بين المحتجين والأمن، في حين كشفت مصادر محلية أن مجموعة من المتظاهرين أصيبوا خلال المواجهات.

وأوضح بلاغ للعمالة، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن قوات الأمن اعتقلت 9 أشخاص على خلفية هذه الأحداث، سيتم تقديمهم أمام العدالة، متهمة المتظاهرين إحراق 5 سيارات تابعة للقوات العمومية وإلحاق أضرار مادية جسيمة بمجموعة من العربات والمعدات المستخدمة من قبل هذه القوات.

وكان نشطاء بمدينة جرادة، قد أفادوا بأن القوات العمومية تدخلت بـ”قوة”، صباح اليوم الأربعاء، لفض اعتصام تخوضه الساكنة داخل آبار الفحم “الساندريات”، حيث أدت عمليات الكر والفر بين عناصر الأمن والمعتصمين إلى سقوط أشخاص داخل الآبار بينهم امرأة، وإصابات آخرين بجروح مختلفة.

وأوضح نشطاء بالمدينة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن اعتصام الساكنة داخل “الساندريات” جاء ردا على البلاغ الأخير لوزارة الداخلية الذي أعلنت فيه عن منع التظاهر “غير القانوني” بالشارع العام وهددت بـ”التعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكات غير المسؤولة”.

وطالب المعتصمون بإيفاد لجنة للتأكد فعلا إن كانت هناك مشاريع قد تم تنفيذها على أرض الواقع بإقليم جرادة، بدل إغراق المدينة بمختلف الأجهزة الأمنية، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا على مطالبهم المشروعة والتي على رأسها إطلاق سراح المعتقلين، ومحاسبة المسؤولين وبديل اقتصادي حقيقي، بالرغم من كل التهديدات التي تضمنها بلاغ وزارة الداخلية.

يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الداخلية، أمس الأربعاء، عن منع التظاهر “غير القانوني” بالشارع العام في إقليم جرادة، مهددة بـ”التعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكات غير المسؤولة، وذلك حفاظا على استتباب الأمن وضمان السير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين”، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء “انطلاقا من صلاحياتها القانونية وأحقيتها في إعمال القانون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *