منتدى العمق

“التجديد الطلابي” والتخندق السياسي

جاءت منظمة التجديد الطلابي بأهداف متنوعة مراعية بذلك جميع جوانب ومجالات الطلاب, منها المساهمة في تأطيرهم وتربيتهم على المبادئ الإسلامية و الوطنية الحقة مثل المواطنة الصالحة وقيم طلب العلم والمعرفة و المساهمة في الدفاع عن مصالح الطلاب وتمثيلهم لدى الجهات المعنية وتنمية المبادرات الطلابية وتشجيع التفوق العلمي و الدراسي والمشاركة في جهود التأهيل الطلابي من أجل الجامعة والوطن والأمة والسعي لتطوير وترشيد الجامعة المغربية ومنظومة التعليم العالي ورفع دورها في عملية التنمية والنهوض الوطني و دعم الاشعاع العالمي للجامعة الوطنية والطلاب المغاربة و تعزيز الانفتاح والتعاون والتضامن و دعم القضايا الإنسانية العادلة و خاصة قضايا الأمة الإسلامية, بالإضافة إلى ذلكالتنشئة السياسية.

ولتحقيق هذه الأهداف تعتمد المنظمة على مجموعة من الأنشطة من بينهاعلى سبيل المثالالمنتدى الوطني للحوار والابداع، الذي دأبت منظمة التجديد الطلابي على تنظيمهكل سنة ليصل لدورته العشرين بتوفيق من اللهتعالى والتزام القيادة الجديدة السير على نهج أسلافهم منذ التأسيس إلى يومنا هذا.

وعليه فإن المستقرئ لأهداف المنظمة سيذهب مباشرة على أن مواضيع المنتديات الوطنية للحوار والابداع الطلابي يجب أن تتسم بما هو دعوي أو معالجة قضية من قضايا التعليم او طرح مواضيع حرجة حول وضعية الجامعة مناقشة بذلك الأسئلة الانية، إلا ان في الآونة الأخير وخصوصا محطة الرباط, تطوان, الراشيدية وهذه السنة بالقنيطرة نرى أنه يغلب على منتدياتنا الجانب السياسي المحض.

إن اهم شيء نحتاج اليوم ان نناقش في منتديات المنظمة هي القضايا الراهنة للتعليم وعلى رأسها مشروع القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي والرؤية الاستراتيجية 2015-2030 والخطة البيداغوجية المقبلة (الجيل الخامس)-التي أطلقت الوزارة الوصية ورشات في شأنها بعد مهزلة الجيل الرابع-، على ان نتخندق في ” موضوع الانتقال الديمقراطي” و” ظروف اعتقال الصحفي توفيقبوعشرين” و “استدعاء المناضل عبد العالي حامي الدين”.

علاوة على ذلك فعند مراجعة الأوراق المؤطرة لمنظمة التجديد الطلابي التي راعت عدد مهم من جوانب الطالب سالفة الذكر لكونها تشتغلبالاساس في الوسط الجامعي. وعليه نجد في أوراق المنظمة الرؤية الدعوية والرؤية والثقافية والرؤية الإعلامية وغيرها …. لكن لا تجد قط الرؤية السياسية. يعني لحد الان نحن فالمنظمة لم نستطع بسط معالم فلسفة رؤيتنا السياسية، هذا ما جعل منظمة التجديد الطلابي تبحر في المجال السياسي دون قيد (الورقة السياسية).

إن الامر الذي يجب ان يطبع عمل المنظمة هو بناء الانسان لكون هذا الاخير هو المحرك الرئيسي لجل المجالات منها الدعوة والتعليم والاقتصاد والثقافة والسياسة …. وعليه فإن أردنا نهضة في مجال معين او شتى المجالات فيجب العمل على الانسان.

باختصار إننا في المنظمة انتقلنا من التنشئة السياسية إلى العمل السياسي وهذا يؤثر سلبا على فكرة ومشروع ورؤية منظمتنا العتيدة الملخصة في “الدعوة والمعرفة والإصلاح “.

ويبقى السؤال المطروح هل غياب رؤية سياسية واضحة تؤطر عملنا راجع إلى قصور في فكري في بلورتها أم أن علينا عدم بلورتها لكي نتعامل مع الجانب السياسي حسب أهواءنا ؟؟

نتمنى ان تكون هذه الكلمات القليلة والمتواضعة مدخل او محفز لتصحيح المسار الذي انغمسنا فيه والعودة إلى “الدعوة والمعرفة والإصلاح”

* عضو منظمة التجديد الطلابي / سطات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 6 سنوات

    مقال موفق أبرزه فيه الكاتب انجرار المنظمة الطلابية نحو العمل السياسي