آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي

هذه هي المفاتيح التي يمتلكها المغرب للفوز بتنظيم مونديال 2026

في محاولته الخامسة للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، يعوّل المغرب على مجموعة من العوامل التي تعتبر «نقاط قوة» لحسم الأمر واستضافة مونديال 2026.

وسيكون المغرب في مهمة صعبة، خاصة أنه ينافس ملفا ثلاثيا موحدا للولايات المتحدة وكندا والمكسيك. واللجنة المكلفة بملف ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، تؤكد أن للبلاد تجارب مهمة، ستساعده على تجاوز مجموعة من الأخطاء التي حالت دون فوزه باستضافة البطولات في مناسبات سابقة، وستعمل على استغلال مميزات الملف. ويتعين على جميع المرشحين إرسال وثائقهم وملفاتهم للاتحاد الدولي قبل 16 مارسالجاري.

ويراهن المغرب على 6 «مفاتيح» للفوز، وهي الاستقرار والموقع الجغرافي، والدعم الإفريقي والعربي، وأخطاء دونالد ترامب، واستثمار الشركات، وشغف المغاربة بكرة القدم، فضلا عن تجاوز أخطاء الماضي لتقديم ملف متكامل.

الاستقرار والموقع الجغرافي

رئيس اللجنة المكلفة بالملف المغربي مولاي حفيظ العلمي، قال إن «بلاده تتميز باستقراره السياسي الذي يغيب عن مجموعة من بلدان المنطقة، إضافة إلى الجانب الأمني الذي جعل المغرب يصنف ضمن خانة البلدان الآمنة، على عكس أحد البلدان المرشحة ضمن الملف الثلاثي والتي تصنف بين الأخطر في العالم».

وحول الموقع الجغرافي، يركز المسؤولون المغاربة على قرب بلادهم من أوروبا (14 كيلومترا)، وهو العامل الذي من شأنه أن يسهل المأمورية على تنقل الجماهير، إضافة إلى التوقيت الذي سيكون ملائما للجميع لمتابعة المباريات في أوقات مناسبة، وهو الشيء الذي ينعكس إيجابا على عائدات الإشهار والنقل التلفزيوني، وهي أشياء يركز عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

كما يؤكد المسؤولون على نجاح المغرب في تنظيم تظاهرات رياضية كبرى. المدير الفني للاتحاد المغربي، ناصر لارغيط، قال ان بلاده أظهرت إمكانياتها التنظيمية في كأس العالم للأندية عام 2013، مؤكدا أن الاتحاد الإفريقي أعجب بقدرات المغرب التنظيمية ووقف على نجاحه خلال بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي استضافها مؤخرا، إضافة إلى إعجابه بالبنيات التحتية الرياضية وغيرها التي بات يتوفر عليها.

الدعم الإفريقي والعربي

منذ إعلان رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026، وهو يؤكد أنه «ملف إفريقي» كما أن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أحمد أحمد، أكد «دعمه الكامل للملف المغربي»، إلى جانب العلاقات المتميزة للمغرب مع البلدان العربية. وحول هذه النقطة أكد اللاعب السابق للمنتخب المغربي، عزيز بودربالة، أن «العلاقات المتميزة للمغرب سواء من خلال كرة القدم أو الجانب الدبلوماسي ستكون في صالح بلاده».

وأضاف: «الأكيد أن المغرب نجح في ربط علاقات متميزة مع كل دول إفريقيا من خلال كرة القدم، وساهم في الكثير من المشاريع لتطوير كرة القدم الإفريقية، وهي أشياء لها دورها في حشد الدعم للملف المغربي».

أخطاء ترامب

ولم يفت المسؤولون المغاربة الإشارة للأخطاء الدبلوماسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة تصريحاته الإعلامية الأخيرة التي أساء فيها للقارة الإفريقية. ورئيس اللجنة المكلفة بملف المغرب قال الشهر الماضي، إن التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي في حق القارة الإفريقية لا يمكن تقبلها.

استثمار الشركات

يقدم المغرب تسهيلات الاستثمار للشركات الأجنبية، وهو العامل الذي ركز عليه وزير الرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، عندما قال: «المغرب يقدم تسهيلات كبيرة للشركات التي تريد الاستثمار في المغرب»، فهو يقدم إعفاءات ضريبية مهمة لها، كما أن العديد من الشركات الأوروبية الكبرى لها مصالح في المغرب.

وبحسب نجم كرة القدم المغربية السابق، بودربالة، فإن أغلبية الدول التي نظمت المونديال لم تكن تتوافر على جميع المنشآت عند تقديمها لملفها. وأوضح أن «بلاده تملك مشروعات مستقبلية لتنظيم كأس العالم، وأن ملف بلاده قوي وبإمكانه التفوق على الملف الأمريكي».

شغف المغاربة

كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في المغرب، على عكس الولايات المتحدة أو كندا التي تصنف فيها كرة القدم في المرتبة الثالثة، إضافة إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه الجمهور المغربي للدوريات العالمية الكبرى.

لارغيط قال إن كرة القدم المغربية عرفت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وأوضح: «هناك تطور ملحوظ على مستوى الملاعب والبنيات التحتية إلى جانب تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال 2018 في روسيا، والمسار الموفق للمنتخب المحلي في بطولة إفريقيا للمحليين»، وهي عوامل أكد لارغيط «أنها تمنحنا الأفضلية لتنظيم كأس العالم 2026».

رئيس اللجنة المكلفة بالملف المغربي أكد أيضا أن من النقاط المهمة ميزة التسامح والانفتاح التي يتصف بها الإنسان المغربي، كما أن بلاده طالما دافعت عن قيم التســامح والحوار والتعايش بين الثقافات والأديان، وسيركز المغرب على إبراز أصالته وتاريخه الحضاري.

تجاوز أخطاء الماضي

المغرب سبق له أن قدم ترشيحه لاستضافة كأس العالم في أربع مناسبات سابقة، وسيعمل على تجاوز الأخطاء التي حالت دون تحقيقه لحلم تنظيم المونديال، إذ أن مجموعة من المشاريع التي كان يقدمها «على الورق» أصبحت موجودة على أرض الواقع. ناصر لارغيط أبرز ضرورة أخذ العبرة والاستفادة من التجارب السابقة عندما ترشح المغرب لاحتضان المونديال، وأوضح: «لدينا أربع تجارب فشلنا فيها، يجب أخذ الدروس وتقييم الأخطاء لتجاوزها في ملف 2026».

كما أن تغيير طريقة التصويت المعتمدة لاختيار البلد المستضيف لكأس العالم من شأنه أن يؤثر إيجابا على حظوظ المغرب، فخلال السنوات الماضية كان الحسم في البلد الذي سيفوز بحق تنظيم المونديال يتم عبر 24 عضوا في المكتب التنفيذي للفيفا، وهو الوضع الذي تغير حاليا، لتصبح كل البلدان المنتمية للاتحاد الدولي (207) تشارك في التصويت، وهو ما يجعل فرص جميع الملفات المرشحة متساوية.

*القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *