مجتمع

استقالة المرابط من رابطة “عبادي” تجر التوفيق للمساءلة بالبرلمان

لا زالت تداعيات استقالة أسماء المرابط من رئاسة مركز الدراسات حول القضايا النسائية التابع للرابطة المحمدية للعلماء، تثير ردود فعل متباينة، حيث وجهت النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي حنان رحاب، سؤالا كتابيا إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، حول أسباب الاستقالة.

وأوضحت رحاب في سؤالها الذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن المرابط قدمت استقالتها “بعد الضغوط التي تعرضت لها بسبب مواقفها حول المساواة بين المرأة والرجل وخاصة في القوامة والإرث، داخل إطار الرابطة كمؤسسة وخارجها”.

وساءلت البرلمانية الوزير التوفيق بالقول: “هل تم فتح تحقيق في موضوع المضايقات؟، وما هي الإجراءات التي ستقومون بها لحمايتها بعدما أصبحت مستهدفة من طرف شيوف السلفية المتشددة”، حسب تعبيرها.

اقرأ أيضا: عصيد يتهم السلطة بدفع “المرابط” للاستقالة من رابطة “العبادي”

وفي نفس الصدد، اعتبرت البرلمانية المذكورة في تدوينة لها، أن “أسماء لمرابط مثال للعقل المجتهد والمستنير، ولا غرابة إن تعرضت لضغوط من داخل المؤسسة الدينية وخارجها وخاصة من الأوساط المحافظة المتطرف منها، وهو نفس الهجوم الذي استهدفنا نحن الاتحاديات حين رفعنا شعار المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وطالبنا بالنظر في الإرث، قبل أن تهاجم خفافيش الظلام وأيضا جهات لا تقبل الاجتهاد ولا ترى بديلا عن الحجر على العقل”.

وأشارت إلى أن دفاعها عن المرابط “هو دفاع عن العقل والتنوير ورفض للتفسيرات الجامدة للنصوص الدينية في ما يتعلق بالمرأة”، مشيرة إلى أن المرابط “تحمل نفس هم كل الداعين إلى المساواة بين الجنسين، ولذلك خاضت في أسئلة تُغضب وطابوهات تؤرق، لأن بعض العقليات الذكورية لا تقبل المس بالسلطة المقدسة للرجل أو تفوقه المزعوم على المرأة”.

اقرأ أيضا: رابطة عبادي تتهم أطرافا باستهدافها..و36 شخصية تتضامن مع المرابط

بالمقابل، أكد مصدر بالرابطة المحمدية للعلماء، أن هناك أطرافا، لم يذكرها بالاسم، تحاول الزج بالرابطة في أتون معارك هامشية، وذلك خلال تفاعله مع الجدل الذي رافق استقالة الكاتبة المغربية أسماء المرابط، من رئاسة مركز الدراسات النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب.

وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الرابطة تشتغل على قضايا فكرية ولا تشتغل بالفتوى التي هي من اختصاص الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين ومن اختصاص المجلس العلمي الأعلى، مضيفا أن أطرافا عدة اجتمعت على استهداف الرابطة، في ما تحاول الرابطة النأي بنفسها عن نقاش قضايا مجتمعية خلافية.

اقرأ أيضا: المرابط تستقيل من مركز نسائي.. ورابطة العبادي تبرر بـ”ثوابت دينية”

إلى ذلك، أطلقت عدة شخصيات عريضة تضامنية مع أسماء المرابط، وأعلنت من خلالها تضامنها معها، معتبرة أن الهجوم على حاملة هذا الفكر “هو استهداف للمرأة المغربية العالمة ولعطاءاتها الجادة”، واصفة المرابط بصاحبة الخلق العظيم والشجاعة الفكرية المتميزة.

العريضة المذيلة بتوقيع 36 شخصية مدنية وحقوقية وسياسية، اتهمت الذين هاجموا المرابط بأنهم ” قوى الظلام والتزمت والانغلاق” على أصوات التنوير في مجتمعنا هو تعبير من هذه الجهات على الحجر على الدين و محاربة الاجتهاد المتنور من داخله.

وكانت الكاتبة المغربية أسماء المرابط، قد قدمت استقالتها من رئاسة مركز الدراسات النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، وسارعت رابطة “عبادي” إلى إسناد تسيير أعمال مركزها في الدراسات والأبحاث في القضايا النسائية في الإسلام إلى فريدة زمرد، عضو المكتب التنفيذي للمؤسس، بدعوى الحفاظ على “الثوابت الدينية”.

اقرأ أيضا: بعد تأييدها المساواة في الإرث.. الكتاني يصف المرابط بـ”الجاهلة” و”المنحرفة”

يشار إلى أن أحمد عصيد، الناشط الأمازيغي، اتهم السلطة بدفع أسماء المرابط إلى تقديم استقالتها من الرابطة المحمدية للعلماء بسبب موقفها من نظام الإرث المعتمد”، واصفا القرار بـ”إجراء بعيد عن روح الحكمة ومنطق التجديد والتنوير الفكري الذي تمثله الرابطة”، على حد قوله.

في حين، هاجم الشيخ السلفي حسن الكتاني، الكاتبة المرابط قائلا: “إن وجود أمثال هذه المنحرفة عن الشرع الجاهلة بأحكامه لا محل له من الإعراب ضمن مؤسسة علمية كبيرة”، معتبرا خروجها من المركز “خطوة في الاتجاه الصحيح”، موضحا أن بقاءها في الرابطة يفقد المؤسسة مصداقيتها وثقة الناس فيها، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • جواد
    منذ 6 سنوات

    اردت كما جميع المغاربة معرفة مامحل المسمى بعصيد الذي يسيء للامازيغ مامحله من الاعراب؟وماعلاقته بالشان الديني؟فليترك الدين للمتدينين.من تدخل من المتدينين في علمانيته ولاتدينه