وجهة نظر

ثلاثة مشاهد = ثلاث مآسي !

ثلاثة مشاهد صادمة طغت على المشهد العربي في الأيام القليلة الأخيرة.. الأول، مشاهد الدماء والاشلاء والتهجير التي يتعرض لها الشعب السوري كل يوم بفعل الالة العسكرية الروسية – الإيرانية – السورية الوحشية، والتي لم يعد يخفى على أحد ما كانت تحاول ان تخفيه من اجندات سياسية تسعى إلى خلق خلل ديموغرافي جديد لمصلحة اقلية حكمت سوريا بالحديد والنار منذ تسلم حزب البعث الحكم في سوريا في العام 1963، وصولا إلى انقلاب حافظ الأسد ووصوله إلى السلطة التي حولت سوريا إلى مجرد عزية لأسرته لا أكثر.

عادت بي الذاكرة وانا أتابع المشاهد المأساوية الدامية على امتداد بلاد الشام وخاصة في الغوطة حيث القصف الروسي والسوري والايراني المليشياوي جوا وبرا وبكل الأسلحة المحرمة دوليا تنفيذا لسياسة الأرض المحروقة، عادت بي الذاكرة إلى بداية الاحداث في سوريا وبالتحديد الى السادس عشر من شباط عام 2011، حيث كان الشعب السوري يراقب الثورات العربية وسقوط أنظمة الاستبداد في تونس وليبيا ومصر، ويتمنى في داخله ان تحظى سوريا بما حظيت به شقيقاتها من حرية وخلاص.

كان من بين هذا الشعب السوري الذي تجاوز عدد ال – 27 مليون مجموعة من تلاميذ المدارس في درعا البلد بجنوب سوريا الذين ناقشوا بعد انتهاء الحصص الدراسية في أحد تلك الايام الأحداث الدراماتيكية التي اجتاحت العالم العربي من حولهم. رأى هؤلاء الأطفال في ملايين المتظاهرين الذين ملأوا ميادين العواصم العربية والشعارات التي رفعوها نحو (الشعب يريد إسقاط النظام)، ونجاحهم في إسقاط حكام طغاة ومستبدين، نموذجا أعلى أرادوا ان ينقلوه بطريقتهم الطفولية الخاصة إلى بلدهم التي يحكمها آل الأسد منذ أكثر من أربعين عاما، فقرروا ان يخرجوا في ساعات الليل المتأخرة حيث يكون الناس في بيوتهم لكتابة بعض الشعارات على جدار مدرستهم، فكتب الطالب بشير (يا دكتور جالك الدور) يعنون بذلك بشار الأسد، وكتب معاوية (الشعب يريد إسقاط النظام)، وكتب آخرون (ارحل)، ولم ينسوا ببراءتهم ان يوقعوا تحت أسمائهم كلٌّ تحت الشعار الذي خطه بيده!!

لم يعرف هؤلاء الطلاب الأبرياء العاشقين للحرية رغم صغر سنهم، أن هذه الشعارات النابعة من القلب والتي خطتها اناملهم الغضة، ستفجر ثورة ما زالت مستمرة حتى اليوم، سجل فيها الشعب السوري شبابا وشيوخا، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، ملاحم سيذكرها التاريخ لهم أبد الدهر. عاد كل منهم الى بيته، وفي الصباح دارت رحى الظلم عنيفة دموية لم يتوقعها أحدٌ خصوصا وان الحديث يدور عن مجموعة من الأطفال الذين لم يقدروا ربما عواقب ما فعلوا في دولة لا تحتمل نفسا حرا ان يخرج من رئة يملأها نور الحرية.

وصل الخبر شرطة درعا البلد في صباح اليوم التالي على يد مدير المدرسة، فانطلقت وحوش المخابرات والشرطة بإشراف عاطف نجيب ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس جهاز الأمن السياسيّ بدرعا، ليبدأ تحقيقا دمويا مذلا بدأوه بالطلاب وأقاربهم الذين اعترفوا تحت التعذيب الوحشي ب (الخيانة العظمى!!) التي ارتكبوها في حق الوطن وزعيمه الملهم من خلال كتابة الشعارات المطالبة بالحرية، وهي الكلمة الأكثر بغضا في أوساط النظام وعكاكيزه. لقد أحسَّ زبانية جهنم هؤلاء ان رياحا سموما بدأت تهب من جهة دول الربيع العربي توشك ان تصل سوريا، فكان لا بد من المواجهة بالحديد والنار الأسلوب الوحيد الذي يحسنه نظام البعث وآل الأسد على امتداد سنوات حكمهم لسوريا. أوصلت التحقيقات والاعترافات إلى (بشير أبو زيد) فقيد إلى مقر الشرطة معصوب العينين ومقيد اليدين، ثم نُزِعًتْ ملابسه ما عدا الملابس الداخلية فقط، ثم انهالت الزبانية على جسده الضعيف ضربا وركلا، اقتيد بعدها إلى نقطة استخبارات السويداء حيث وُضِعَ في الدولاب ليتلقى لسعات السياط والكابلات على كل مكان فيه، مع التركيز على يديه التي كتبت الشعارات (المعادية!) حتى تشققت راحته وسقطت أظافره.

لم يصدق المحققون رواية (بشير) الصادقة انهم فعلوا ما فعلوا بأنفسهم دون توجيه من أحد، فكلما أنكر دعواهم زادوا وجبة التعذيب. بعد ثلاثة أيام تم اعتقال أربعة وعشرين شخصًا على ذمة القضية، من بينهم ثلاثة من أبناء عم بشير، وخمسة عشر طفلًا بينهم عدد من الذين اشتركوا في واقعة الشعارات، والتهمة؟ كتابات على جدران المدرسة. نُقل المعتقلون بعدها إلى (فرع فلسطين) المكان الذي كان يرتعب السوريون من مجرد ذكر اسمه، ليواجهوا فنونا جديدة من العذاب منها الصعق بالكهرباء والضرب بالمواسير المعدنية على الأعضاء التناسلية والشبح والركل في كل أجزاء الجسم، وإطفاء السجائر في اللحم الحي، والضرب بأعقاب البنادق، والحرمان من النوم والطعام والشراب … الخ..

تابع أهالي الأطفال المعتقلين اخبار أبنائهم بقلق شديد خصوصا وانهم يعرفون وحشية النظام في تعامله من أي شكل من أشكال المعارضة مهما كان ساذجا او بسيطا. توجه الاهالي إلى عاطف نجيب – المسؤول عن الأمن، ولفيصل كلثوم – محافظ درعا السابق. تعامل المجرم عاطف نجيب مع الأهالي وتوسلاتهم بفظاظة وقسوة موجها لهم الاهانات المذلة، وأخبرهم باستهتار مهين ان ينسوا أطفالهم، وأن ينجبوا أطفالًا غيرهم. لم يكتف بذلك بل وجه إليهم الكلام الآتي والتي كان له أكبر الأثر في إشعال الثورة. قال لهم: (إذا لم تكونوا قادرين على الإنجاب، فلترسلوا زوجاتكم إلى مقرات الأمن وسيقوم رجالنا بهذه المهمة!!!!!!!!!!!!) …

تناقل الناس في درعا إهانة (عاطف نجيب) ووصل اخبار الواقعة إلى كل ارجاء سوريا، فخرج أهالي درعا في 15 آذار 2011 في تظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم، متزامنة مع تجمعات صغيرة في مناطق مختلفة من البلاد. بعد ان رفضت السلطات الاستجابة إلى مطالبهم خرج الاهالي في مظاهرة بتاريخ 18 آذار في جمعة (الكرامة) من المسجد العمريّ القديم بدرعا، حيث واجهتها الشرطة والجيش بالرصاص وقع على أثرها عدد من الشهداء، اشتعلت على إثرها مظاهرات في كل انحاء سوريا طالبت في البداية بإجراء إصلاحات سياسية ورفع حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ 38 عامًا، كذلك قام بعض المتظاهرين بحرق مقر حزب البعث في المدينة ومقر لشركة اتصالات يملكها رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري.

قامت يوم الأربعاء 21 آذار، قوات الأمن باقتحام المسجد العمريّ وإطلاق النار على من فيه ليسقط في هذا اليوم 51 قتيلًا، أعقب ذلك مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن حتى بلغ عدد قتلى الأسبوع الأول من الأحداث 55 قتيلًا وفقًا لمنظمة العفو الدولية، بينما تقول المعارضة إن الأسبوع الأول شهد ما لا يقل عن 150 قتيلًا. استمرت التظاهرات في كل أرجاء سوريا تطالب بإصلاحات سياسية تطورت لاحقًا للمطالبة بإسقاط النظام.

تسارعت الأحداث بعد ذلك حيث دخلت في الثامن عشر من هذا الشهر عامها الثامن مخلفة حتى الآن نحو مليون قتيل بالرصاص أو بالتعذيب في أقبية السجون أو بالقصف الجوي والبري، إضافة إلى ملايين الجرحى واللاجئين، والدمار الذي حَوَّلَ المدن القرى السورية العريقة إلى كومة من الرُّكام.

مذابح الغوطة التي يرتكبها الحلف السوري – الروسي – الإيراني اليوم ذكرتني بدرعا 2011 وكيف بدأت الثورة التي ما كان في مشهدها داعش ولا النصرة ولا القاعدة.. كانت ثورة سورية ناصعة كاد لها العالم ودوله عربية وعجمية، فأدخلوا على خطها تلك التنظيمات التي أرادوا بها تشويه الوجه المشرق لثورة الشعب السوري، لكن هيهات.. الشعب السوري سينتصر، اما بشار الأسد وحلفاؤه فإلى زوال طال الزمان او قصر.

(2)

المشهد الثاني، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماعه مع ما تُسَمَّى ب (القيادة!!) في رام الله بتاريخ 19 آذار 2018، والذي يمكن تقسيمه إلى قسمين أساسين. الأول، العلاقة مع الاخر الأمريكي والإسرائيلي والعربي. فبعيدا عن الغوص في النوايا، وبعيدا عن النبش في تاريخ العلاقة الحميمية بين الامريكان والإسرائيليين من جهة وبين أبو مازن ومجموعته من جهة اخرى منذ تم فرضة كرئيس للوزراء في عهد الرئيس ياسر عرفات – رحمه الله – وحتى الأزمة الأخيرة التي شعر فيها أبو مازن ب –(بخيانة!) أصدقائه الامريكان والإسرائيليين، ودفعهم له إلى الزاوية مفلسا من أي إنجاز مهما كان محدودا على مدار عقود منذ توقيع اتفاق أوسلو، بالرغم من تقديسه للتنسيق الأمني وخنقه للصوت الفلسطيني المعارض والمقاوم، وعاريا من كل ما يمكن أن ينقذه من الحرج القاتل امام شعبه، رغم انه كان الأكثر حرصا على مصالحهم، والأكثر استجابة لضغوطاتهم، والأكثر تنازلا في سبيل الوصول إلى حل معهم مهما كان نوعه او حجمه، بعيدا عن كل ذلك، لا يمكن الا نتعاطف مع موقفه الناقد وبشدة لمواقف الإدارة الامريكية من الملف الفلسطيني، كما اتفهم تماما توجيهه (الشتائم) إلى السفير الأمريكي اليهودي الصهيوني في تل ابيب (فريدمان)، ووصفه ب (ابن الكلب) بسبب مواقفه المعادية للحقوق الفلسطينية والناسفة لثوابته الوطنية، ودعمه الكامل وغير المتحفظ للسياسات الإسرائيلية بما في ذلك الموقف من القدس الشريف والاستيطان والدولة الفلسطينية وحق العودة وغيرها من الملفات الخطيرة التي تمس مستقبل فلسطين برمته. ندعم أيضا مواقف (أبو مازن) الرافض لما يسمى (صفقة القرن) التي تم ترتيبها في البيت الأبيض، ويتم الترويج لها برعاية مباشرة من (كوشنر) صهر ترامب اليهودي الصهيوني و(جرينبلاط) المبعوث اليهودي الصهيوني الأمريكي الخاص للشرق الأوسط..

أما القسم الثاني في الخطاب فهو الملف الفلسطيني الداخلي، فقد تجاوز فيه أبو مازن كل الخطوط الحمراء، وكشف في لحظة غضب وفلتان أعصاب عن مكنونات نفسه وعدائه المبدئي البنيوي الأصيل والمتجذر للوحدة الوطنية الفلسطينية، وأسقط القناع عن وجهه الحقيقي المنحاز بشكل سافر إلى ولاءاته الفصائلية الحزبية والفئوية الضيقة على حساب القضية الوطنية الجامعة، وهبط في مقطع (ردح) إلى مستوى غير مسبوق في هجومه المنفلت على حركة حماس ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والقيم، متجاهلا كل أبجديات المنطق والعدالة في البحث عن الحقيقة في قضية ما قيل انها محاول اغتيال للحمداللة رئيس الوزراء الفلسطيني وفرج مدير المخابرات، على ارض غزة، وموغلا في الفجور السياسي والأخلاقي حين قال: (حادث آثم وحقير قامت به حركة حماس في قطاع غزة، هذا الحادث ليس غريبا عليهم وليس خراجا عن تقاليدهم وعاداتهم، فهم اول من اخترع الاغتيالات والقتل في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي، ولم يغيروا هذا السلوك الحقير. الإسلام برئ من حركة حماس وقادتها!!).. هكذا!!

كنت كتبت الأسبوع الماضي مقالا بعنوان (محاولات الاغتيال العربية مسرحية تحمل اجندات سياسية)، أشرت فيه إلى تراث غني من (ثقافة!!) الاغتيالات المرتبة مخابراتيا تحقيقا لأجندة سياسية تتحدد في تلميع النظام من جهة، وضرب قوى المعارضة الحية والقضاء عليها من الجهة الأخرى. لم يمض أسبوع وإذا بأبي مازن يخرج علينا دون رتوش او اقنعة ليثبت ما ذهبت اليه. “فضيحة” هي الكلمة المناسبة في وصف خطابه امام القيادة، والذي كال فيه الاتهامات لحماس دون دليل وبشكل يخالف الأعراف المتبعة، محملا إياها بكل صفاقة المسؤولية المباشرة عن تفجير غزة في محاولة بائسة ومكشوفة لتحقيق اهداف سياسية لطالما انتظر اللحظة المناسبة لتحقيقها في صلبها ضرب حماس وإخراجها تماما من الملعب السياسي، وخلط الأوراق والعودة بجهود المصالحة الفلسطينية الداخلية إلى نقطة الصفر، ومعلنا سلسلة عقوبات ضد قطاع غزة الذي يعاني أصلا من حصار خانق منذ سنوات عديدة.

المهم أن الفصائل الفلسطينية على اختلاف توجهاتها رفضت الخطاب وأدانته، وأجمعت على أنه لا يخدم المصلحة الفلسطينية. حركة حماس وصفت تصريحات عباس بأنها “غير مسؤولة تحرق الجسور وتعزز الانقسام، وهي تمهد لتنفيذ مخطط الفوضى الذي يمكن من خلاله تمرير صفقة القرن ومخططات الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومشاريع الاحتلال الصهيوني”. ولذلك دعت في بيان لها إلى إجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية، “لينتخب الشعب من هم أهل لتحقيق الوحدة ورعاية المصالحة. .”.. أما حركة الجهاد الإسلامي فاعتبرت خطاب عباس تهديدا لوحدة الشعب الفلسطيني، وقالت على لسان القيادي الشيخ خضر حبيب إن عباس في حال فرضه عقوبات جديدة “فإن ذلك يستوجب انتفاضة على النظام السياسي برمته، وإجراء انتخابات مجلس وطني موحد”… اما المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، فقد صرح بأن “الإجراءات القانونية والمالية ضد غزة، واتهام حماس بعملية الاغتيال؛ أسرع وصفة لانهيار المصالحة ومحاولة تمرير “صفقة القرن” بقرار أبو مازن (محمود عباس).

أثبت أبو مازن من خلال خطابه التحريضي انه لا فرق في الأداء – رغم اختلاف الأوضاع السياسية – بين القيادة الفلسطينية في رام الله بكل مستوياتها، وبين أي نظام عربي سواء في سياساته الداخلية أو في تلك الخارجية.. العقلية المستبدة والدكتاتورية والشمولية الأحادية التي لا تعتاش إلا على أشلاء شعب ممزق ومهزوم في ذاته وفي واقعه، بما في ذلك العداء للمشروع الإسلامي ودعاته لمصلحة ما يسمى كذبا وزورا دولة مدنية ليبرالية وعلمانية لا تؤمن بالديموقراطية الا بقدر ما تقصي معارضيها، فإن لم تستطع فاستئصالهم من جذورهم شكلا ومضمونا، هذه العقلية هي التي تحكم السلطة الفلسطينية مع الأسف.

(3)

اما المشهد الثالث فهو زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة الامريكية والتقائه بالرئيس ترامب، والتي جاءت لتكمل صورة الانهيار العربي بشكل يستدر شفقة الأعداء قبل الأصدقاء.. تابعت لقاء بن سلمان مع ترامب حيث كان يعرض أمام وسائل الاعلام لوحات لحجم المشتريات العسكرية السعودية، والتي لا أستبعد انها أعدت في تل أبيب خصوصا وان نتنياهو استعمل هذا الأسلوب في كثير من خطاباته ولقاءاته. كان لقاء غريبا لم يتعامل فيه ترامب مع ابن سلمان كزعيم دولة عربية تعتبر الأكثر اخلاصا لأمريكا، بل تعامل معه كتاجر يعرض عليه بضاعته التي تكلف المليارات مداعبا ” وهذه تعتبر فتاتا بالنسبة لكم، وانا اطمع في ان تعطونا جزءا من ثروتكم”!!..

لم ينس ابن سلمان ان يلتقي وسائل الاعلام الامريكية على هامش زيارته، فلم يكن حديثه عن القدس وفلسطين وقضايا الامة ومعاناة وشعوبها، وضلوع أمريكا في كثير من أزمات الامة العربية والإسلامية، وعن انحيازها لإسرائيل رغم احتلال الأخيرة وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني والأمة.. لا، فقد انصب حديثه عن (فلسفته!!) في الحياة الشخصية، وعن التحولات التي تشهدها بلاده على طريق العلمنة والتحرر من (قيود!!) الماضي وأنماطه غير المناسبة ل (روح العصر!!). فقد اعتبر ولي العهد السعودي مشترياته ثمينة القيمة جزءاً من حياته الشخصية الغنية التي يعيشها باعتباره ابن عائلة ملكية وليس مناضلاً أو من أبناء الطبقة الكادحة. ورد الأمير على سؤال المذيعة نورا أودونيل في لقاء بثته قناة “سي بي إس” الأمريكية ضمن برنامج “60 دقيقة”، الاثنين 19 آذار، حول ثروته وشرائه يختاً وقصرا في فرنسا، قائلا: “هذه حياتي الخاصة أحاول أن أحتفط بها لنفسي”، مضيفا: “أما عن إنفاقي فأنا شخص غني ولست فقيراً كما أنني لست غاندي أو مانديلا، أنا عضو في العائلة المالكة الموجودة منذ مئات السنيين قبل إنشاء المملكة العربية السعودية ونملك الكثير من الأراضي”. أما عن النساء السعوديات فقال: “النساء لا يتعين عليهن ارتداء غطاء الرأس الأسود.”..

لم ينس ابن سلمان ان يلتقي مساء الثلاثاء 20 آذار، في مقر إقامته بالعاصمة الأميركية واشنطن مع كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأميركي إلى المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، حيث أطلعاه على آخر تطورات خطة إدارة الرئيس الأميركي ترامب لسلام فلسطيني إسرائيلي المعروفة باسم (صفقة القرن) بعد أن كان قد صرح غرينبلات في وقت سابق، أن “اللمسات الأخيرة على الخطة، قد اكتملت، وأن الإعلان عنها سيتم عندما تصبح الظروف مناسبة”…

(4)

اعتقد أن عناصر المؤامرة ضد الأمة العربية والإسلامية أصبحت واضحة، وان قائمة العار التي كانت سببا في انهيارات خطيرة في تاريخ الامة ك – ( ابن العلقمي ) الذي فتح أبواب بغداد للتتار، و (شاور) الذي فتح أبواب القاهرة للفرنجة، و (الصالح إسماعيل) الذي فتح أبواب دمشق للصليبيين، وكالذين فتحوا أبواب بغداد للغزو الأمريكي في العام 2003، و (بشار الأسد) الذي فتح أبواب دمشق للروس وايران، و (السيسي) و (محمد بن سلمان) اللذين فتحا أبواب القدس لترامب ونتنياهو، قد اكتملت تفاصيلها وتحددت وجهتها..

أحِسُّ بان الزمان بدا يتهيأ استقبالا لوعد الله: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) …

* الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *