أدب وفنون

اشويكة: الفن مدنس لا مقدس.. وأبيضار تعرضت لأشرس هجوم في التاريخ العربي

اعتبر الكاتب الناقد السينمائي محمد اشويكة أن المرأة المغربية تعيش وضعية صعبة في عالم الفن السابع، حيث تظل غائبة عن الكثير من الوظائف خلف الكاميرا، فيما يظل حضورها في الوظيفة الوحيدة التي تكون أمام الكاميرا وهي التمثيل مقرون بتعرضها للانتقاد والهجوم سواء نجحت في مهمتها الفنية أن فشلت.

وأوضح اشويكة أن هذا الوضع التي تعيشه الممثلات المغربيات يرجع بالأساس إلى النظرة المسبقة للمجتمع عن ممتهنة الفن، وكذا عدم القدرة على التفريق بين الشخصية التي تظهر أمام الشاشة عن الشخصية الحقيقة للممثلة خارج عالم الفن، في حين أن “الفن مدنس وليس مقدسا ولا يجب الانتقاء في الأدوار بل يجب على الممثل أن يشخص الواقع أمام الكاميرا”.

وأبرز المتحدث أن الأسباب المذكورة هي التي جعلت الممثلة لبنى أبيضار تعيش أشرس حملة هجوم في تاريخ السينما المغربية والعربية بسبب دورها فيما أسماه بـ “مباراة نبيل عيوش”، والتي دفعت بها إلى مغادرة البلد، معتبرا أن الاتفاق مع الممثل في الدور الذي لعبه أو عدم الاتفاق معه يجب أن لا يختلط بحياته الشخصية وكذا عدم إسقاط صورته أمام الشاشة على حقيقة شخصه.

اشويكة في حديثه اليوم الأربعاء، خلال الجلسة العملية “صورة المرأة في الثقافة والإعلام والسينما” ضمن أشغال ندوة “المرأة والتنمية في البلدان المغاربية” التي تنظمها منظمة العمل المغاربي بمراكش، أبرز أن المرأة المغربية مازالت تغيب عن كثير من الوظائف خلف الكاميرا في عالم الفن السابع، حيث يحتكر الرجال قرابة 90 في المائة من بعض الوظائف من قبيل الإخراج التي تعد بمثابة امتلاك ناصية الأمر والنهي والمسؤولية الكاملة عن إنتاج المعنى للفيلم وتكثيف الصور وتحديد العلاقات على المستوى الفني والتقني، ناهيك عن غيابها التام عن بعض الوظائف من قبيل الإضاءة والآلة، والتي قد تسجل فيها حضورا في التلفزيون دون السينما.

وأضاف أن امتهان العمل السينمائي داخل المغرب ليس بسيطا وليس سهلا، نظرا لتقيده بمجموعة من الكوابح والمعيقات، من أهمها هشاشة المجال، موضحا أن الأسر تتخوف من احتراف أبنائها للسينما نظرا اعتقادا منها أن هذا المجال ينحصر في الترفيه الذي يظل ذا دلالة قدحية في المخيال المغربي، وأن السينما ليس مجالا يذر الدخل القار، كما أن الأسر المغربية في غالبيتها لا ترى في الفن السابع مجالا لإحداث التغيير والتأثير والرقي بالمجتمع.

وقال اشويكة في مداخلة المعنونة بـ”نساء السينما المغربية أمام الكاميرا وخلفها”، ” أن تكون المرأة ممثلة في المغرب فيه كثير ما يقال وتحتاج يوما دراسيا لوحده، وجرأة المرأة على الظهور أمام الناس التي تعد إعلانا للأنا في مجتمع لا يجرؤ عليها إلا الرجال يجر عليها الكثير من الانتقادات والأحكام الجاهزة”.

وأبرز الناقد السينمائي ذاته على أن المغربيات الأوليات التي ولجن إلى عالم الفن السابع إما درسن في الخارج بما يمكنه من هروب عن النظرة الدونية للمجتمع المغربي لمن تشتغل في هذا المجال، أو كن ينتمين إلى أسر فنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *