سياسة

التازي: هذه أسباب فشل النموذج التنموي .. والبيجيدي قليل الحكمة

عدد رجل الأعمال والفاعل السياسي كريم التازي جملة من الأسباب التي جعلت النموذج التنموي بالمغرب يُلاقي الفشل، وهو النموذج الذي أعلن الملك في خطابٍ شهير له السنة الماضية عن فشله، داعيا في الآن ذاته إلى التفكير في إعداد نموذج تنموي آخر يستجيب لتطلعات المغاربة.

وقال التازي في حوار مع الجريدة ضمن برنامج “حوار في العمق” الذي سيُنشر قريبا، إن سبب فشل النموذج التنموي بالمغرب يعود إلى فشل الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، من قبيل التعليم والصحة والسكن، مشددا على أن دعم القطاعات الاجتماعية أولى من تخصيص الأموال الطائلة للمشاريع الكبرى على أهميتها.

وأوضح عضو الحزب الاشتراكي الموحد أن المغرب يشبه سفينة يقودها طاقم لا يعرف كيف يتعامل مع محركها ولا مع ركابها، وهو ما يدفع فئة من الركاب (الطبقة الشعبية) إلى الاحتجاج لأنها تعرف أن طاقم السفينة لا يحسن عملا وفاشلٌ في قيادتها بالشكل المطلوب، مبرزا أنه حان الوقت لطي صفحة النموذج التنموي للمغرب.

وأضاف أن النموذج التنموي فشل في تكوين طبقة متوسطة قادرة على الصمود، وذلك بسبب فشل النموذج الاقتصادي الذي لا يساعد الطبقة المتوسطة على الحفاظ على مكتسباتها، حيث تتحول شيئا فشيا بفضل أعباء الحياة إلى فئة فقيرة بسبب كثرة المتطلبات وغياب التشجيع في مقابل ذلك من طرف الدولة.

واعتبر التازي أن فشل النموذج التنموي يعود أيضا إلى فشل النموذج السياسي، الذي وصفه بالهجين، فلا هو ديموقراطي كالهند يتحرك شيئا فشيئا نحو التقدم دون أن يتراجع ولا هو سلطوي استبدادي مثل الصين التي حققت نموذجا اقتصاديا فعالا، حيث استطاع أن يحقق نسبة نمو لا تقل عن 8 بالمائة سنويا، ويُمكّن ملايين الصينيين كل عام من الارتقاء من الطبقة الفقيرة إلى المتوسطة.

وأبرز أن النموذج السياسي الهجين بالمغرب هو سبب فشل نموذجنا التنموي، حيث في الوقت الذي يعمل فيه النظام على الحفاظ على الواجهة الديمقراطية، يعمل في الآن ذاته على التصدي للأحزاب الوطنية عبر التحالف مع الأعيان، وتقوية الجهاز الأمني الذي وصفه بـ “القوي والمتحكم في البلاد”، بالإضافة إلى محاولته احتكار وسائل الإعلام العمومية.

وشدد التازي على أنه حان الوقت لطي صفحة النموذج التنموي التي أعلن الملك عن فشلها، وذلك عبر طي صفحة الريع والفساد والتعليمات، مشيرا أن الاقتصاد الوطني اليوم هو اقتصاد “مقجوج” لأن الإدارة غير قادرة على التحرك والمبادرة، فيما ينشغل المنتخبون بـ “السرقة والشفرة” حسب تعبيره، داعيا إلى ضرورة تشكيل إجماع على أن الاقتصاد لا يمكن أن يتطور إلا بسيادة القانون.

وفي سياق آخر، وصف التازي حصيلة حزب العدالة والتنمية على رأس الحكومة منذ 2012 بـ “السلبية”، قائلا إن “رجال الأعمال والتقدميين لم يكونوا ينتظرون من البيجيدي أن يحقق نجاحا في المجال الاقتصادي لأنهم لا يتوفرون على الكفاءات اللازمة، ولكن كنا نعول عليهم فقط في قيادة إصلاح النموذج السياسي، لكن تبين أنهم لم يريدوا أن يفعلوا ذلك”.

وأوضح أنه صوت لحزب العدالة والتنمية سنة 2011 لأنه كان يتعامل معهم بدون أحكام مسبقة وكان يعتبر أنهم كانوا مثاليين في الممارسة الديموقراطية الداخلية ويثق في خطابهم، “غير أن ذلك ظهر أنه كذب، وأصبت بخيبة أمل”، يقول التازي، مردفا أن حزب البيجيدي كان يقدم وجها ويعمل بوجه آخر في تناغم مع المثل القائل “كثرة الحيلة وقلة الحكمة”.

واعتبر التازي أن فوز البيجيدي في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 والتي مكنته من قادة الحكومة لولاية ثانية، ليسا فوزا للعدالة والتنمية بل هزيمة للأحزاب الإدارية، لأن المغاربة ملو من تلك الأحزاب، لأنها كانت تتقدم للانتخابات ليس لخدمة المواطن بل من أجل خدمة مصالحهم الخاصة، بحسب تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *