منتدى العمق

على هامش مهام المثقف

في مجتمعنا بين تعالي أصوات الناطقين بإسم النخبة و المثقفين و غيرهم من مستويات المثقف بالمفهوم الغرامشي عن إلغاء الإرث بالتعصيب الذي يمكن أن يكون مكسبا للوضعية الإجتماعية و السياسية و الحقوقية للمرأة و لا سيما في خضم التحولات العالمية التي مست المجتمع المغربي .

من خلال هذا المدخل يمكن فهم وضعية المرأة ببلادنا ، بمعنى أن تجليات العولمة و الحداثة التي تميز بها المجتمع الدولي والتي لابد لنا أن ننغمس فيها بدورنا فرضت مظاهرا من قبيل تغير وضعية الحقوقية و السياسية و الاجتماعية من خلال الاهتمام بمفاهيم كونية التي تعيد للمرأة مكانتها الخاصة داخل المجتمع ، و بالتالي يمكن أن نعتبرها إحدى مؤشرات المقاربة الحقوقية في إدماج المرأة داخل المنظومة المجتمعية بشكل أوسع ، لكن هنا يتبادر إلى أذهاننا عدة تساؤلات من قبيل

هل هذه المبادرة عن إلغاء الإرث بالتعصيب هي نتيجة لتغير البنيوي بالمجتمع ؟هل هناك طفرة وعي فيما يخص وضعية المرأة ؟ ام أنها ورقة صراع بين التيار الحداثي و المحافظ بالمغرب بمعنى ورقة لتطاحنات السياسوية ؟ أم أنها تعبير عن تغير الوضع الحقوقي للمرأة بشكل سطحي تستفيد منه جهات معنية على مستوى الدولي ؟

و إن كان هذا وعي نابع من تغير بنيوي إجتماعي لماذا لم يوقع المثقفون و النخب عريضة إصلاح النظام التعليمي و الإعلام الرسمي و إعادة النظر في الخطاب الديني من حيث مساهمتهم بشكل مباشر في إنتاج إديولوجيات الذكورية و إعادة إنتاجها حيث يتجلى هذا من خلال سلوكات التي تمارسها فئة من الجماعات و الأفراد تتمثل في التحرش الجنسي و اﻹغتصاب و العنف هذا ما يجعلنا نفترض أنها من المفارقات التي تستوعبها بنية المجتمع المغربي و التي لابد لنا من الرجوع إليها بمزيد من التحليل و التركيب لفهم ما هو أعمق من ذلك.

من جهة أخرى إن ما يروجه الإعلام الغير الرسمي المتمثل في مواقع التواصل الإجتماعي يبين واقع وضعية المرأة ذلك من خلال الفاعلين المساهمين في هذا النوع من الإعلام و عدم إحتكاره من طرف سلطة او جهة معينة فقط بل تعدد فاعليه بإختلاف المواقع و الفئات الإجتماعية و المصالح و كذا المجالات الجغرافية مما يصدق عليه قول ” أن العالم أصبح قرية صغيرة ” و بالرجوع إلى توقيع عريضة من طرف مثقفون و نخب من عدة مجالات ربما من المسلمات و البديهي ان يتم توقيع عرائض بشكل مكثف تمس مختلف مشاكل المجتمعية مع ضرورة اقتراح البدائل و كذا التعامل بالمثل مع مختلف أزمات تحقيق المطالب الاجتماعية بمختلف مناطق المغرب إلا إذا إعتبرنا أن هذا الفعل مؤشر على وعي المثقف بدوره و ليس مجرد الركب في موجة الحداثة و التصفيق بمفاهيم من قبيل المساواة و العدالة الاجتماعية و غيرها ، ﻷن من يهمه الأمر وجب عليه توقيع عرائض في جملة من القضايا من شأنها ان تقوم بشرخ في بنيات و ذهنيات المجتمع من أجل تغير إجتماعي و ثقافي أسمى من أن يكون تغيير مؤدلج يخدم مصالح معينة

ــــــ

*طالب باحث شعبة سوسيولوجيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *