أخبار الساعة، مجتمع

إنطلاق فعاليات النسخة 3 لأسبوع اللغة الاسبانية بمعهد ثربانتيس بالرباط

انطلقت، اليوم الاثنين بمعهد ثربانتيس بالرباط، فعاليات النسخة الثالثة لأسبوع اللغة الاسبانية، الذي ينظم من 23 إلى 27 أبريل الجاري، وذلك بحضور أعضاء من الحكومة المغربية والهيئات الدبلوماسية للدول الناطقة بالإسبانية.

ويحتضن أنشطة هذا الأسبوع، إضافة إلى معهد ثيربانتس، كل من جامعة محمد الخامس والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وذلك بمشاركة متخصصين مغاربة وأجانب.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، محمد الغراس، أن اللغة “هي الوسيلة المثلى لمعرفة تاريخ وثقافة ومجتمع بلد معين”، معربا عن أمله في أن يشكل أسبوع اللغة الاسبانية بالمغرب دفعة للصداقة والتعاون والتعارف بين البلدين.

وأضاف  الغراس، الذي ألقى كلمته باللغة الإسبانية، أن “استقرار المسلمين واليهود، القادمين من شبه الجزيرة الإيبيرية، بالمغرب أدى إلى أن تنتشر اللغة الاسبانية بعدد من مدنه، كتطوان وفاس”، مبرزا في هذا الصدد أن “العديد من العلماء الأندلسيين استقروا ببلدنا حاملين معهم علوم الأندلس”.

وأشار كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني أن التمازج الثقافي بين المغرب وإسبانيا يتجلى بشكل “خاص ورائع” في عدد من الجوانب، خاصة “المعمار والحدائق والفلاحة واللباس، فضلا عن الموسيقى وطريقة النطق”.

وأشار  الغراس إلى أن المغرب يعتزم تشجيع اللغة والثقافة الاسبانيتين “بشكل يعكس أهمية العلاقات التاريخية” التي تجمع بين الرباط ومدريد، مبرزا أن هذه الخطوة من شأنها تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية وتقريب المسافات.

واعتبر كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني أن الطلب على اللغة الاسبانية بالمملكة ما فتئ يزداد، خاصة مع تموقع اسبانيا، إلى جانب فرنسا، كشريك تجاري مهم للمغرب وتموقع المغرب كثاني زبون لإسبانيا خارج الاتحاد الاوروبي، مبرزا حضور أزيد من 400 مقاولة اسبانية في المنطقة الحرة بالمغرب.

وأعرب عن أمله في أن تقوم السفارة الاسبانية بالرباط بإبرام المزيد من اتفاقات التعاون تسمح للجامعات المغربية الاستفادة من الدعم في ما يخص اللغة الاسبانية ما سيسمح بتسهيل تبادل الطلبة والأساتذة بين المؤسسات التعليمية بين البلدين وتجاوز حاجز اللغة.

من جهته، أكد الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية،  محمد بن عبد القادر، أن المغرب بذل جهودا منذ الاستقلال في نشر اللغة الاسبانية بالمناطق التي لا يتحدث بها أبناؤها، مضيفا أن لغة ثربانتيس “تستحق وضعا أفضل داخل المنظومة التعليمية بالمغرب”.

وذكر الوزير، الذي تحدث كذلك باللغة الاسبانية، بالحضور المهم لشبكة معاهد ثربانتيس في 12 مدينة مغربية، مبرزا أن هذا الأسبوع يعد موعدا ثقافيا سيسمح للمغاربة بمعرفة الفرص التي تتيحها هذه اللغة من أجل الدراسة والعمل.

واعتبر أن هذه المبادرة تتيح “فسحة للتفكير معا” في تشجيع الاسبانية، التي لها “مستقبل واعد”، في الحياة الثقافية المغربية، داعيا إلى تعزيز حضورها في المشهد الثقافي المغربي.

من جهتها قالت وصال الغرباوي، ممثلة مجموعة بلانيطا للنشر والتواصل الاسبانية بالمغرب، إن مجموعتها تولي إهتماما كبيرا لدعم حضور اللغة الاسبانية بالمغرب، معتبرة إياها مصدر غنى ثقافي وانساني وتاريخي. وأبرزت أن الاسبانية هي لغة رسمية ل21 دولة ويتحدث بها أكثر من 550 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

واعتبر سفير الشيلي وعميد سفراء الدول الناطقة بالإسبانية بالمغرب، السيد أليكس خيخير صوفيا، أن سياسة الانفتاح التي نهجتها المملكة تجاه دول أمريكا اللاتينية تعزز من أهمية اللغة الإسبانية، مقترحا في هذا الصدد إنشاء “مرصد للغة الاسبانية” يكون مقره المغرب ويحظى فيه هذا الأخير بصفة ملاحظ.

ويشكل الاحتفاء بأسبوع اللغة الإسبانية في المغرب ثمرة تعاون بين معهد سرفانتس بالرباط وجامعة محمد الخامس وسفارات الدول الناطقة بالإسبانية في المغرب (الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا واسبانيا وغواتيمالا وغينيا الاستوائية والمكسيك وبنما والباراغواي والبيرو وجمهورية الدومينيكان وفنزويلا). وتركز نسخة 2018 من هذا الحدث الثقافي على الأهمية المتزايدة للغة الإسبانية في المغرب وحول العالم.

ويلي حفل الافتتاح الرسمي لهذا الأسبوع معرض بيبليوغرافي حول اللغة الإسبانية مع قراءة مستمرة لدون كيشوت على مدى أربع ساعات بدون انقطاع.

وسيتطرق برنامج هذا الأسبوع لمواضيع تتعلق بحضور اللغة الإسبانية في العالم، خاصة الأدب المغربي باللغة الإسبانية، وقوة اللغة الإسبانية بالقارة الامريكية.

كما يضم البرنامج تنظيم لقاء مع الشاعر والكاتب الاسباني المرموق خواكين بيريز ازاوستر ، وعرض أفلام وثائقية وحفلات موسيقية لاتينية، فيما سيتم تنظيم حفل الاختتام بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية يشهد تقديم عرض في فن الفلامينكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *