مجتمع

المتعاقدون يشكلون “طوفانا أبيضا” يجتاح العاصمة ويصدح بـ”الترسيم”

تدفق الآلاف من الأساتذة المتعاقدين مشكلين ما سموه بـ”الطوفان الأبيض”، من ساحة باب العلو في اتجاه وزارة التربية الوطنية بالعاصمة الرباط اليوم الأحد 6 ماي 2018 في مسيرة نظمتها “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد أفواج 2016/2017/2018”.

وقال أستاذ متعاقد في تصريح لجريدة “العمق” إن مطلب “الترسيم” وإسقاط “التعاقد” هو الهدف الرئيسي للأساتذة المتعاقدين، موضحا أن المسيرة الوازنة التي نظمتها التنسيقية تستهدف كذلك إسقاط نظام الأكاديمية الذي يطلق يدها في فسخ التعاقد مع الأساتذة في حال مرضهم.

وأضاف المصدر ذاته أن المسيرة الوطنية جاءت من أجل رفض سياسة الدولة في مجال التعليم، مشدد على مواصلة الأساتذة المتدربين احتجاجاتهم ونضالاتهم حتى تحقيق الأهداف الرئيسية التي من أجلها اجتمع كل أفواج الأساتذة المتعاقدين.

وتوشحت المسيرة الوطنية بالبياض أثثته بدلة الأساتذة البيضاء. وعرفت المسيرة ترديد شعارات من قبيل “لا لا ثم لا للتعاقد المهزلة”، “بالوحدة والتضامن الترسيم سيكون”، “الشعب يريد إسقاط التعاقد”، “بالوحدة والتضامن اللي بغيناه اكون اكون”.

اقرأ أيضا: “تأخر المنحة” و”الترسيم” تدفع الأساتذة المتعاقدين لمقاطعة مراكز التكوين

وتأتي المسيرة الوطنية للأساتذة المتعاقدين أيام قليلة من مقاطع الآلاف من الأساتذة “المتعاقدون” التكوين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين الـ17، وذلك احتجاجا على تأخر صرف المنحة منذ بداية الموسم التكويني، والمطالبة بالترسيم، وتحسين ظروف التكوين.

وهدد الأساتذة المتعاقدون بمقاطعة شاملة وبنقل احتجاجاتهم إلى شوارع مدينة الرباط يوم الأحد المقبل، في حالة عدم استجابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لمطالبهم.

اقرأ أيضا: أمزازي يثير غضب المتعاقدين بعد رد عن أسباب فسخ عقدة أستاذ بولمان

ورغم طمأنة رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الأساتذة المتعاقدين بعدم فقدان عملهم، إلا أن ذلك لم يطمئن الأساتذة المتدربين الذين مازالوا يحتجون لترسيمهم.

وكان العثماني قد قال خلال الجلسة الشهرية “حول إصلاح منظومة التربية والتكوين” بمجلس النواب يوم الاثنين 5 فبراير 2018، “إنه من أصل 35 ألف أستاذ متعاقد، لم يوقف عن العمل إلا اثنين”.

وأضاف العثماني أن وزارة التربية الوطنية، أصلا توقف سنويا 400 شخصا من أساتذة وموظفين لأسباب متعددة”،قائلا “بالتالي فالمتعاقدين غير مهددين بفقدان عملهم”.

وكشف رئيس الحكومة، في أن التعاقد المبرم مع من سيزاولون مهنة التعليم في المؤسسات العمومية “ليس تعاقدا هشا، بل تعاقدا نهائيا وغير محدد في المدة”، وأن الحكومة لجأت إلى هذه الصيغة لأنه ليس هناك وظيفة عامة جهوية.

اقرأ أيضا: نقابتان تدعوان أمزازي لسحب نظام تكوين المتعاقدين”وتطالبان بترسيمهم

وكانت التنسيقية قد طالبت بـ”إدماج كل المتعاقدين في أسلاك الوظيفة العمومية دون قيد أو شرط، واعتماد سياسة وطنية حقيقية للنهوض بالتعليم العمومي”، فيما أعلنت عدة نقابات عن تضامنها مع المتعاقدين ومشاركتها في مسيرة الأحد المقبل.

بدورها، كانت نقابات التعليم، قد طالبت وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، بسحب مشروع النظام الأساسي الخاص بأطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، معتبرة أن الوزارة انحرفت عن مسار الحوار والمقاربة التشاركية من خلال هذا المشروع، مطالبة بضرورة إدماج وترسيم الأساتذة المتعاقدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *