منوعات

الريسوني يكتب : معاملة الضيف عند “الإجهاضيين”

الجنين في بطن أمه هو عبارة عن نفس بشرية، لها من الحقوق الأساسية ما لسائر الأنفس البشرية. وفي مقدمتها حق الحياة التي وهبه الله إياها. لكن هذا الإنسان الضُّعَيِّف محبوس في رحم أمه إلى أن يتهيأ للخروج في أجله المحدد. فهو ليس مِلْـكا لأمه، وليس شيئا من أشيائها، ولا هو جزء من أحشائها، ولا هو عضو من أعضائها. بل هو مجرد ضيف وأمانة عندها وفي عُهدتها.

وقد أمر الإسلام بإكرام الضيف، ولو كان أجنبيا وغريبا، وكان قادرا على تدبير أموره، فكيف بمن نزل ضيفا عند أمه! وكيف بضيف ضُّعَيِّف عاجز، هو أحوج ما يكون إلى كل أنواع الرعاية والخدمة وحقوق الضيافة؟! فلذلك كانت هذه الضيافة هي أعظم ضيافة وأوجب ضيافة في الحياة البشرية، وقد جعل الله تعالى لها من الأجر والفضل ما لم يجعله لأي خدمة أو ضيافة أخرى. وكلنا نعلم مقام الأمومة وشرفها وفضلها…

فهل كنتم تتصورون يوما أن يـأتي ناس من شياطين الناس، ويقولون لكل امرأة حامل: من حقك قتلُ ضيفك الصغير والتخلص منه متى شئت، يمكنك تسلميه للطبيب أو الممرض، ليُقَطِّعَه أو يشفطه ويريحك منه، وها نحن ندافع عنك وعن جريمتك. نحن سنحارب ونغير كل ما يعيقك أو يمنعك من إسقاط حملك، سواء من الشرائع أو القوانين أو الأخلاق. نحن سنضغط على الدولة والحكومة والمجتمع، لكي نرفع الحظر عن قتل الأجنة الضيوفِ عند أمهاتهم.

قديما كنا نعلم ونسمع عن وقوع حالات فردية واستثنائية من الإجهاض، نعم مثلما تقع أي جريمة أخرى في المجتمع. أما اليوم فالإجهاضيون يتكلمون في كل مكان ومن كل منبر، ويدعون إلى استباحة القتل وشرعنته وتسهيله والتشجيع عليه. ويقدمون لذلك كل ما يستطيعون من إرشادات وأدوات وخدمات.

فهل هم بذلك يتقربون إلى الشيطان، أم أن الشيطان هو من أصبح يتقرب إليهم ويتبرك بهم ويقتبس من خبراتهم ونضالاتهم؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *