وجهة نظر

فضيحة الدبلومات المزورة الممولة من مؤسسة فوسبوكراع تأخذ أبعادا دولية خطيرة

بالتزامن مع قرار مجلس الامن الصادر حول النزاع الصحراوي، والقاضي بتمديد عهدة المينورسو لمدة ستة أشهر فقط، بعد معارضة روسيا لمقترح القرار الامريكي حول النزاع، وتحفظها الى جانب الصين حول القرار النهائي، اتهمت صحيفة برافدا بوست الروسية شركة ccf الفرنسية ومنظمة أميديست الامريكية بالاضافة إلى مؤسسة فوسبوكراع بما وصفته بـ “هدر المال العام في الصحراء الغربية”، في تقرير لها حول “فضيحة الدبلومات المزورة” الصادرة عن فرع منظمة أميديست بالعيون.

فتحت عنوان “الصحراء الغربية: هدر المال العام”، أوردت صحيفة برافدا بوست الواسعة الانتشار تقريرا مفصلا حول موضوع الديبلومات المزورة التي راح ضحيتها مجموعة من الشباب الصحراويين بمدينة العيون، حيث تطرقت لتفاصيل البرنامج التدريبي الذي نظمته منظمة أميديست بمدينة العيون بتعاون مع شركة ccf، وبتمويل ضخم من مؤسسة فوسبوكراع، مشيرة الى “أن 23 شابًا تم الاحتيال عليهم من طرف الهيئات المذكورة، بعد أن الاتفاق معهم على انخراطهم في برنامج تدريبي يمتد لـ 10 أشهر مما يعني 1700 ساعة تدريب حول مجال اللحوم الصناعة في مركز التدريب الزراعي في مدينة العيون. وكان الهدف هو منح هؤلاء المتدربين دبلومات تأهيل حول تقنيات الصناعات الغذائية تخصص اللحوم الحمراء بالاضافة الى مساعدتهم بتمويل مشاريعهم الذاتية” توضح صحيفة برافدا بوست.

الصحيفة الروسية نقلت عن محمد لامين زوكني ، أحد ضحايا “عملية الاحتيال” بحسب وصف الصحيفة، إنه “بعد انتهاء فترة التدريب، حصلوا على شهادات موقعة من مؤسستين فرنسيتين، وبعد تحقيق مطول استمر لعدة أشهر، صدموا عندما اكتشفوا أن الدبلومات مزورة، وأن تدريبهم قد استحال هباء منثورا”، موضحا “أنهم اتصلوا بمديرية الكوين المهني في مدينة العيون للتأكد من صحة الوثائق التي في حوزتهم ليتبين لهم أن الشهادات “مزورة”، على النقيض مما زعمت مؤسسة أميدست أن الدبلومات معترف بها من قبل المؤسستين الفرنسيتين” تنقل الصحيفة عن زوكني.

يرى محمد لمين زوكني أن ما حدث “يشكل فضيحة خطيرة بكل المعايير، لأن المؤسسة باعتهم وهمًا وجعلت أحلامهم تتبخر وأنهم تعرضوا “للاحتيال” من قبل تلك المؤسسات، مشيرًا إلى أنهم اقترحوا في البداية الاستفادة من التدريب في مجال تقييم لحوم الإبل في العيون خلال اجتماع حضره مواطنان فرنسيان ، وبناء على ذلك أنشئ البرنامج في وقت لاحق” بحسب ما نقلته الصحيفة الروسية عن زوكني دائما.

زوكني أوضح في تصريحه لبرافدا بوست العديد من ملابسات التدريب الذي خاضه في مركز أميديست خاصة ما يتعلق بطلب المركز من المتدربين التوقيع على التزامات تفيد بعدم عملهم طوال المدة التي سيتلقون فيها التكوين، كما تطرق الى النضالات التي خاضها المتخرجون من البرنامج بعد انقضاء فترة التكوين واكتشافهم لـ”الحيلة التي راحوا ضحيتها” بحسب وصفه، بعد عدم حصولهم على دبلومات معترف بها، كما لم يتم الوفاء بالوعود التي أعطيت لهم بتمويل مشاريعهم، حيث نفت المؤسسة الفرنسية بعد مراسلتهم لها علمها بتوقيع أي عقد من طرفها مع منظمة أميديست الامريكية، يوضح محمد لمين زوكني.

ومن اللافت أن تناول الصحيفة الروسية لموضوع الدبلومات المزورة الصادرة عن منظمة أمريكية بمدينة العيون في الصحراء المغربية، جاء في وقت شهد فيه مجلس الامن مواقف متباينة لدول أمريكا وفرنسا من جهة وروسيا من جهة أخرى حول القرار الأخير الذي صاغته الولايات المتحدة الامريكية ودعمته فرنسا وتحفظت روسيا حوله، فهل باتت مؤسسة فوسبوكراع تعكف على تقديم أوراق رابحة جديدة في صالح البوليساريو، بعد دخول دولة عظمى بحجم روسيا على خط النزاع في الآونة الأخيرة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *