منتدى العمق

هل أصيب أخنوش بلعنة جهة كلميم واد-نون؟

يبدوا أن عزيز أخنوش اكتوى بنارين هذه الأيام، نار حملة المقاطعة التي زعزعت قوته الإقتصادية كبروفايل رجل أعمال ناجح حكمت الأقدار على شركاته أن تشهد أدنى انخفاض ببورصة البيضاء منذ تأسيسها ، ليدنوا نحو الأسفل ضمن قائمة أثرياء “فوربس” بخسارة حوالي 900 مليار سنتيم خلال شهر فقط.

هذه الخسارة الإقتصادية التي كانت معززة بخسارة سياسية لرجل حريص على تلميع صورته أمام الجميع استعدادا لاستحقاقات 2021 لاشك أنها ستعيد ترتيب أوراق الذين يدفعون بعزيز أخنوش ، فالرجل سرعان ما أدرك الجميع كونه ليس إلا فزاعة أتيحت لها جميع الإمكانيات لكسب تعاطف الناس وإعادة الثقة للأحزاب السياسية، لكن مع أول إختبار فشل وصار الآن العدو الأول للمغاربة في حملتهم ضد جشع الشركات ورؤوس الأموال.

بلوكاج جهة كلميم واد-نون والطريقة التي تعامل بها أخنوش مع ممثلي حزبه بمجلس الجهة عبر تهميشهم ومحاربتهم، شكلت ضربة موجعة أيضا له وأظهرته في شكل ضعيف غير قادر على التواصل و مواجهة منتخب يعرقل عمل جهة كلميم واد-نون بأوامر من إلياس العمري الذي بات همه الوحيد اصطياد عثرات أخنوش ونصب كمناء لوقف زحفه وإثبات فشل رهان المخزن على أخنوش وحزبه بعدما تعمد على دفع الياس وحزبه الى الوراء بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة.

بيد أن كل هذا تهاوى بسرعة كبيرة، خاصة فقدان ثقة ساكنة جهة كلميم وادنون ومطالبتها لرئيس الجهة بالتخلي عن لونه الحزبي الذي تخلى عنه و لم يعد يسانده في معركته عبر هاشتاغ تم تداوله على نطاق واسع #بوعيدة_يمثلني و #حزب_الاحرار_لا_يمثلني ، أبان بشكل كبير فشل عزيز أخنوش و “مسار(ه)” الذي لم يعد يشكل “ثقة” إلا لدى من يظنون أن عزيز أخنوش لازال يمتلك نفس القوة التي جاء بها.

أخنوش الذي كانت مهمته ايقاف تقدم حزب العدالة والتنمية بعدما فشل إلياس العمري في وقف زحفه، أضحى الان بين سندان فقدان الشعبية و ضربات حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، الحزبين اللدودين اللذين لن يتوانوا في تقديم جميع التنازلات فيما بينهم للإطاحة بالوافد الجديد الذي فشل في فك بلوكاج جهة كلميم وادنون وهاهو الآن يفشل أيضا في فك شفرات المقاطعة التي كلفته خسارة إقتصادية وسياسية قد تعصف بمستقبله.

فهل أصيب أخنوش بلعنة جهة كلميم وادنون؟ وهل سينجح في ذلك لانقاذ نفسه وانقاذ صورة حزبه؟ الايام القادمة كفيلة بالجواب على هذه الاسئلة…

*باحث في سلك الدكتوراه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *