أدب وفنون

الجمهور والنقاد والفنانون أيضا.. سخط متواصل على سيتكومات رمضان

ككل عام، وبمجرد عرض الحلقات الأولى من الأعمال التلفزيونية الرمضانية، يبدأ الجمهور ب “محاكمتها” ، إما أن تنال إعجابه فيشيد بها في كل وقت وحين، أو تثير سخطه فيبدأ بالتعبير عن ذلك من خلال نشر صور ساخرة وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي.

الفايسبوك .. “الشاهد” الأول
بمجرد انتهاء عرض حلقة من حلقات الأعمال التلفزيونية التي تعرض في وقت الإفطار، ينشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا تتبث بالدليل أن السيتكومات تجاوزت الخطوط الحمراء هذا العام، حسب وجهة نظر البعض، وذلك بعرضها لمشاهد يحمل فيها الممثلون سكاكين مطلية بالدماء تارة وتارة حلقة كاملة “يتحرش” فيها الممثون بأربع فتيات أمام الاف الأسر والعائلات التي تشاهد هذه الأعمال التلفزيونية في سلسلة “حي البهجة”.

وكتبت الصحفية المغربية ماجدة ايت لكتاوي على حسابها الشخصي في الفايسبوك :” الالتزامات المهنية تجعلني مضطرة لتتبع الانتاجات التلفزية الرمضانية، ويا ليتني ما فعلت!”.
وأضافت :”لا سيناريو ولا حوار، تبخيس كبير لأنوثة المرأة حين يبغي الزوج إضحاك الجمهور ليقول عنها ” نحن الرجال نتفاهم مع بعضنا”، مصطلحات سوقية، لا قصة واضحة ولا إبداع. والكثيير من مشاهد العنف.. الكاميرا مشغلة والممثلون يتكلمون دون هدف!

وختمت تدوينتها “سؤال للممثلين: لماذا تعمدون إلى تبشيع ملامح وجوهكم والاكثار من غمز الأعين وجعل افواهكم قريبة من آذانكم؟ بالله عليكم أتحسبون أن الضغط على الحروف والكلمات سيضحك المشاهدين؟”.

وليس التحرش والسكاكين المشكل الوحيد الذي واجهه المشاهدون، بل إن البعض أضحى يرى سلسلة “سوحليفة” تهديدا لأبنائه ، حيث كتب الصحفي توفيق نديري ومباشرة بعد عرض الحلقة الخامسة من السلسلة :” سنوات وأنا أربي بناتي على احترام الأكبر سنا حتى لو كان مخطئا، وأرببيهم على حب الناس وعدم التدخل في أمور الكبار، وأربيهم على مناداة الاخر بالعم أو الأخ، وفي الأخير ستجد نفسك مجبرا على استقبال يتم استغلال فيها براءة طفلة للترويج لقلة الحياء وتحرميات.”

ناقد : جميع الأعمال رديئة ولا نقطة ضوء هذا العام

من جهته، قال الناقد مصطفى الطالب أن الأعمال الكوميدية التي تعرض هذا العام مخيبة للامال :” مستوى جميع الأعمال “رديء” جدا، لا شكلا ولا مضمونا ولا وجود لأفكار مميزة، ففي السنوات الفارطة على الأقل كنت تشاهد عملا ذو فكرة جيدة، حتى لو كانت بعض الحلقات ضعيفة .”
وأضاف في تصريح لجريدة العمق المغربي، تعليقا على الأعمال الرمضانية: “هذه السنة فغابت الأفكار الجيدة ولا وجود لحوار، وحتى بعض الأسماء المعروفة في هذه الأعمال الكوميدية، كنا نتوقع ان تطرح أعمال ذو المستوى ، لكن حصل العكس.”

ممثلون مغاربة: نرفض العمل في رمضان لهذه الأسباب

وفي نفس السياق، قالت الممثلة المغربية سعيدة بعدي في تصريح للعمق المغربي، أنها ترفض العمل في بعض الأعمال التلفزيونية المقرر عرضها في رمضان، احتراما للصورة التي تريد العودة بها للوسط الفني بعد غياب لسنوات، موجهة نداء للمسؤولين للتمهل وإعطاء الفنانين والممثلين وكتاب السيناريو والتقنيين الوقت الكافي للاشتغال، واقترحت أن يتم بدء التحضير للأعمال الرمضانية ابتداء من شهر شتنبر من كل عام.

الممثل والمخرج المغربي محمد نظيف أشار أيضا في تصريحات للعمق المغربي أنه رفض المشاركة في أعمال رمضانية، مشيرا أن “التكرار” سمة تميز الأعمال التلفزيونة التي تبث خلال رمضان، “نفس الشيء يتكرر، وخير دليل على عدم رضاي على هذه الأعمال هو عدم مشاركتي فيه”.

الحل.. الهاكا أو المقاطعة !
بدوره وجه الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي رسالة احتجاجية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، لوقف ما سماه “العبث”، مشيرا أن سيتكوم “الدرب” لا يشرف العمل الإبداعي الوطني ويتضمن احتقارا للمجتمع المغربي، مشيرا إلى أن لغة وطريقة الحوار تمس بالأطفال، متسائلا: “هل هي فكاهة أم سخافة في القنوات التلفزية المغربية؟ أين الإبداع واحترام المشاهدين؟”.

وأضاف: “أين المراقبة وأين حماية الجمهور الناشئ في وسائل الإعلام السمعية البصرية الصادرة في الهاكا؟”، وأضاف: “ماذا يعني التلويح بسكاكين ملطخة بالدّماء في أكثر من سبعة مشاهد فضلا عن عشرات المصطلحات بالقتل والذبح؟”.

ومن جهة أخرى، دعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة القناة الثانية طيلة رمضان المبارك، وذلك عبر إطلاق هاشتاغ “خليها ساعتين”.
وقال ناشط على الفايسبوك :”قررنا مقاطعة القناة الثانية لساعتين متتاليتين في المساء، مباشرة بعد آذان المغرب أي خلال فترة الفطور، حتى تحقيق المطالب الشعبية”.

وأضاف :”تهدف حملة المقاطعة الشعبية الجديدة للقناة الثانية، إلى جعل اللغة العربية لغة جميع البرامج في القناة، وبدون استثناء، وعلى جميع صفحاتها ومواقعها، احتراما للدستور واحترام لدين الإسلامي.”
وختم تدوينته “يطالب الداعون إلى حملة المقاطعة هذه، برفع جودة البرامج التي تقدمها القناة الثانية، واحترام طبيعة المجتمع المغربي.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *