سياسة

حداد: العثماني يتواصل “أكاديميا” .. وصمت الحكومة يقلق رجال الأعمال والمواطنين

وصف وزير السياحة السابق والبرلماني عن حزب الاستقلال لحسن حداد، التواصل السياسي لدى حكومة سعد الدين العثماني بأنه “ضعيف”، معتبرا أن هذا الأمر “صار مقلقا ليس فقط بالنسبة لعموم المواطنين ولكن بالنسبة لرجال الأعمال والمستثمرين على حد سواء”، مبرزا أن “جل من يهمهم الأمر يترجمون ضعف التواصل هذا لدى الحكومة إلى غياب في الرؤية وتذبذب في التوجهات وانعدام الحزم في مواجهة المستجدات”.

وأوضح حداد في مقال رأي توصلت به جريدة “العمق”، أن “تركيبة الحكومة الهجينة وغياب الانسجام بين مكوناتها يسرد كأحد أسباب عدم قدرتها على التواصل وأخذ زمام المبادرة”، مضيفا أن “هناك من يذهب إلى أبعد من ذلك لطرح مدى توفر الكفايات والقدرات لديها لمقاربة الشأن العمومي مقاربة ناجعة وفعالة”.

وأبرز أن طرفا ثالثا يقول بأزمة ريادة وقيادة في الفريق الحكومي حيث تسود الضبابية فيما يخص سلطة اتخاذ القرار، بل وتضارب في السلط يحعل المبادرة عند الحكومة تأتي دائما في غير وقتها، تنقصها القوة والفعالية والحزم، وهي أمور كفيلة بإقناع الرأي العام بصواب اختياراتها، معتبرا أن “هذه أمور نسبيا واردة بشكل أو آخر وبدرجات مختلفة”.

وأكد حداد أن ما يعوز أعضاء الحكومة هو التواصل السياسي المنتظم والمطمئن، وليس الكفايات التقنية والتدبيرية التي يتوفرون عليها ولو بنسب متفاوتة، معتبرا أن “التواصل السياسي يقتضي وجود رؤيا ومنهاج لدى الحكومة تترجمها إلى سياسات واضحة المعالم وإلى مقاربات ذكية وإلى قدرة للتعامل مع المستجدات بحكمة وذكاء وشجاعة”.

وأشار إلى أن مشكلة العثماني هو أنه يتواصل مع المغاربة “بشكل أكاديمي”، فيما يحتاجه عامة الناس هو التفاعل مع الواقع وتطمينا للمواطنين ورسائل قوية حول القضايا المطروحة، مضيفا أن الحكومة أظهرت في كل المناسبات (الحسيمة أو جرادة أو حملة المقاطعة) أنها لا تستطيع لا بلورة خطاب مقنع ولا تفاعلا ناجعا مع انتظارات المواطنين والرأي العام.

وأوضح أن تدخلات الحكومة لا تفعل شيئا سوى صب الزيت على النار عبر تصريحات متهورة وغير محسوبة وغير مفكر فيها، مؤكدا أنه على رئيس الحكومة أن يفهم أن سكوته لن يجعل المشاكل تتبخر في السماء، وأن تدخلات بعض وزرائه المتهورة لا تخلق الطمأنينة في نفوس المواطنين والفاعلين الاقتصاديين، وأن أستاذيته وميله للتواصل الأكاديمي لا يجعل الرأي العام يقتنع به أو ينخرط وراء إصلاحاته.

وأبرز أن السلطة ليست كراسي أو مناصب ولكنها تفاعل جاد وذكي مع قضايا المواطنين، مشددا على أنه “آن الأوان للحكومة أن تعتمد أسلوبا للتواصل السياسي أكثر واقعية وأكثر نجاعة”، معتبرا أن “مستقبل الوطن والمجتمع والحكومة ذاتها يعتمد، بشكل أو بآخر، على تواصل متجدد، ذكي وأكثر تفاعلا مع الشارع وانتظارات المواطنين والمواطنات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *