خارج الحدود

في ظاهرة تحدث مرتين فقط.. الشمس تتعامد مع الكعبة وتخفي الظلال بمكة

كشف الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، ملهم بن محمد هندي، أن الشمس ستتعامد فوق الكعبة المشرّفة اليوم الاثنين (12 رمضان)، وتختفي لحظتها ظلال الكعبة تماما نتيجة تعامد أشعة الشمس عليها، فيما أوضحت دار التقويم القطري أن ظل الكعبة المشرفة سيختفي تماما عند أذان صلاة الظهر، حيث ستكون الشمس في هذا التوقيت عمودية تماما على الكعبة المشرفة ويختفي حينها ظل الأشياء في مكة المكرمة.

وقال الباحث الفلكي  هندي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام سعودية، إن ميل الشمس سيكون 21.5، وهو الموعد الأول لتعامد الشمس على الكعبة خلال العام الجاري، الذي سيتزامن مع رفع أذان صلاة الظهر على الساعة 12:18 بتوقيت مكة المكرمة.

وأضاف أن إحدى القواعد الفلكية الأساسية تقول “عند تساوي ميل جرم سماوي مع خط عرض مكان ما، يتعامد هذا الجرم فوق الموقع أثناء عبوره دائرة الزوال لهذا المكان”، وبتطبيق هذه القاعدة على الشمس، نجد أن الشمس يتغيّر ميلها خلال العام بين 23.5 درجة شمالاً و -23.5 درجة جنوباً خلال رحلة الشمس الصيفية والشتوية.

وتحدث ظاهرة تعامد الشمس نتيجة لموقع الكعبة المشرفة ما بين خط الاستواء ومدار السرطان، فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر قبة السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر ماي، وعند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان فى شهر يوليوز سنويا.

بدوره، قال الخبير الفلكي بدار التقويم القطري الدكتور بشير مرزوق إن تلك الظاهرة هي إحدى الطرق الدقيقة لتحديد اتجاه القبلة في أي مكان على مستوى سطح الكرة الأرضية، وبدون استخدام أي أجهزة فلكية.

وأوضح مرزوق أنه بسبب هذه الظاهرة يمكن تحديد اتجاه القبلة في كل الأماكن من الكرة الأرضية وبدقة عالية جدا بواسطة ظل الأشياء وقت أذان الظهر في مكة بالتوقيت المشار إليه أعلاه، إذ إن اتجاه القبلة لأي مكان في العالم يكون في الاتجاه المعاكس تماما لظل الأشياء وقت أذان الظهر في مكة المكرمة.

وأضاف أن هذه الظاهرة تحدث مرتين كل عام: الأولى خلال ماي عندما تتحرك الشمس ظاهريًا باتجاه الشمال من خط الاستواء إلى مدار السرطان، حينها تمر الشمس على خط عرض مكة المكرمة (21.425 درجة شمالاً)، والثانية خلال يوليوز عندما تعود الشمس في حركتها الظاهرية باتجاه الجنوب من مدار السرطان إلى خط الاستواء، وتمر على خط عرض مكة المكرمة من جديد.

يُذكر أن ظاهرة تعامد الشمس مع الكعبة لا تمثل أي مناسبة دينية، وإنما هي فقط تطبيق فلكي عملي يُستفاد منه في تحديد اتجاه القبلة في أي مكان على مستوى العالم بدقة متناهية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *