وجهة نظر

التجلي الثقافي لمغاربة العالم في ألمانيا.. اليابان نموذجا

البيان فيما تقوم بلاد اليابان في مخيال و فكر الالمان:
كيف يتحول الالمان ضيوفا في بلدهم؟

في خطوة غير مسبوقة و مرة في كل سنة تشد الثقافة اليابانية و للمرة 17 الرحال و بشكل وازن خارج آسيا لتعانق ضفاف نهر الراين بمدينة دسلدورف و التي يوجد بها أكبر تجمع سكاني ياباني في المانيا.

فغدا السبت 26 ماي سيحج مئات الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم إلى دوسلدورف و بالضبط إلى ضفاف نهر الراين للاحتفال باليابان وثقافتها.

على طول نهر الراين و في قلب المدينة القديمة لدسلدورف ستُنصب الخيام لتقديم الثقافة اليابانية من ملبس و مأكل و معالم ثقافية و اقتصادية و سياحية أصيلة حيث يمكن للضيوف الالمان و غيرهم معاينة و ملامسة أنواع مختلفة متعددة للثقافة اليابانية: موسيقى و رقص و رياضة (الساموراي) و طهي و طبخ فضلا عن العديد من المنصات الإخبارية حول فكر و اقتصاد و لغة اليابان.

و ككل سنة سيُختَم اليوم بعرض شيق و مشوق للألعاب النارية اللامعة في سماء ليل المانيا فوق مدينة دوسلدورف تحت عنوان: “التقاليد اليابانية: الفن و الثقافة”.

نعم، في هذا اليوم تتفوق اليابان و بامتياز من خلال هذا التجلي الثقافي بأن تجعل ليس فقط الالمان فحسببل العالم ضيفا فوق التراب الألماني.

فأين نحن مغاربة العالم من هذا التجلي الثقافي لكي نجعل من يوم أو أسبوع ثقافي مغربي منبرا ندعو فيه العالم ليكون “ضيفا” عندنا لمعاينة الصناعة التقليدية المغربية و التبوريدة مثلا و ملامسة تجلياتنا الثقافية الأمازيغية و الصحراوية التي بها بلدنا ببحريه المتوسط و الأطلسي و سلسلة جباله بالريف و الأطلس ووديانه و صحرائه و تاريخه المجيد و بطولات رجاله و نسائه و علمائه و مدارسه و فقهائه ؟

ما السبب في تعثر تنزيل هذا التصور و لنا في اليابان إسوة حسنة لكي نساهم في تقديم مغربنا الجميل في أحسن حلله؟

تصوروا معي هذا التأثير الذي سيحدثه مغاربة العالم في أنحاء المعمور إذا اتفقنا أن نجعل يوم (ج) و ليكن يوم عيد الاستقلال أو عيد المسيرة الخضراء أو عيد الشباب أو عيد مغاربة العالم-كل هذَا يحمل رمزية و دلالة و قيمة لا نتزايد حولها أو عليها – تصوروا معي هذا التأثير الحسن و نحن نخرج “المغرب” من الاوراق و الملفات و البيانات و المقالات الصحفية و التي تبقى حبيسة الاستغلال و الاستهلاك الداخلي و المحلي الى تجليات ملموسة على مدار السنة.

إننا بهذا سنفعل الديبلوماسية الثقافية الموازية للديبلوماسية الرسمية إن وُجِدَت و سنخدم الوطن بعيدا عن المزايدات المجانية : نخدم الوطن بحب و بعشق و إلهام رباني لأن حب الاوطان من الايمان.
لا تنسوا أحبتي ما قلت إذن عن اليابان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *