مجتمع

إشهار لـ “الضحى” يثير موجة انتقادات .. إساءة للأستاذ وتخريب للمدرسة

جرَّت وصلة إشهارية لشركة “الضحى”، تبث خلال شهر رمضان، تظهر فيها الممثلة المغربية دنيا بوطازوت وهي تؤدي دور أستاذة لا تملك منزلا، وتطلب من التلاميذ في القسم حل معادلة رياضية عجزت عن فكها، لينجح أحد التلاميذ في إيجاد الحل يتمثل في اقتناء شقة بالمجموعة المذكورة، -جرت- انتقادات واسعة على الشركة معتبرين أن الوصلة تسيئ لرجال التعليم.

وأجمع مختصون، في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق”، على كون الوصلة لا تحترم ثلاث عناصر أساسيين في المنظومة التعليمية، وهم الأستاذ والتلميذ والمدرسة العمومية، لافتين إلى أن هدف الشركة من الإشهار هو الربح أكثر من إشهار يحترم الآخرين.

مطالب برفع دعوى قضائية

شارك العشرات من النشطاء على موقع “فيسبوك”، صورا للوصلة الإشهارية المذكورة، تحمل تعليقات “لاذعة” لشركة الضحى، وكذا للقنوات العمومية التي بثتها، مطالبين برفع دعوى قضائية على الشركة.

وفي هذا الإطار، أشار أحد النشطاء الذي يدعى خالد في تدوينة له، بالقول، “لمن يريد النضال لإعادة التوقير والاحترام لرجل التعليم. هاد الإشهار المهين يستحق النقابات ترفع عليه دعوى.. المعلم مكرفص بالو غا مع فين يسكن. معلم خصو غا يلصق للتلميذ شي حاجة يتلاها فيها باش يجلس هو.. معلم اللي التلميذ ديالو غلبو وحرق له الفيلم وزيد وزيد.. علما أن اللوحات الإعلانية خطيرة فالتأثير على اللاوعي”، حسب قوله.

وقال ناشط آخر يدعى عزيز، إن “وصلة بوطازوت تسيئ لسبعة ملايين تلميذ وتحط من كرامة 290 ألف إطار بقطاع التربية والتكوين، متسائلا “ما هي الرسالة التي يريدها التلفزيون المغربي أن تصلنا من خلال هؤلاء الممثلين العباقرة؟”، وفق تعبيره.

وبدوره، اعتبر ناشط آخر يدعى محمد، أن الوصلة “إساء كبيرة لرجال ونساء التربية والتعليم، وتصوير الأستاذ على أنه إنسان متلهف على “الهموز” في شقق الضحى، إلى درجة أنه لا يأبه برسالته في المدرسة التي يغادرها تاركا التلاميذ في القسم، مهرولا إلى عمارات الضحى للظفر بشقة سكنية”.

انتهاك لكرامة المشاهد

قال عبد العالي تريكت رئيس الجمعية المغربية لحماية حقوق المشاهد، إن الإشهار انتهك كرامة المشاهد، و”يستفز الأساتذة، ويظهر فيه بأن الأستاذ “كيقلب على الهمزة فين كاينة ملي كيخرج من وسط القسم”، وفق تعبيره، لافتا إلى أن المشكل هو منطق السوق والبيع والهمزة الذي أدخل الاشهارات والتلفزة المغربية في مستوى بشع للغاية”.

وأضاف تريكت في تصريح لجريدة “العمق”، أن الوصلة، “استفزاز لمشاعر الآباء والتلاميذ والأساتذة في نفس الوقت”، متسائلا “كيف يعقل بأن الصورة التي ألصقت على الأستاذ بكونه يبحث عن المال والهمزة وبالأخص اختيار امرأة لتجسيد الدور، مما يشكل ضربا لصورة المرأة كأستاذة وكشخصية وصورة لعمل نبيل”.

تجارة على حساب كرامة الأستاذ

وبدوره، انتقد الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي، الوصلة الإشهارية ، معتبرا أن الجارة لا يجب أن تكون على حساب كرامة الأستاذ، مشيرا إلى أن “الهدف منها هو الربح، فـ”الاشهارات التي أصبحنا نراها الربح هدفها أكثر من هدف لإشهار يحترم الآخرين، والطريقة التي تم التسويق بها سيئة”، حسب قوله.

وأبرز الرامي، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “إظهار الاستاذ بكون هدفه المصلحة الخاصة على مصلحة التلميذ، هو إساءة لرجل التعليم صاحب الضمير المهني الذي يقدم جهدا ووقتا لخدمة الاجيال”، موضحا أنه “يجب الاحتياط من مثل هذه الإشهارات التي تضرب في عمق المجهود الذي يقوم به، سواء المربين أو وزارة التربية أو المجتمع المدني”.

وصلة لتخريب للمدرسة العمومية

وبالمقابل، اعتبر عالم الاجتماع علي الشعباني، أن “من خطط للإشهار وسمح بمروره هدفه تخريب المدرسة المغربية والإساءة لرجال التعليم”، مشيرا إلى أن “الجميع يجب أن يحاسب على تلك الاساءة، لأنها تمس بثلاث أطراف”.

ولخص الشعباني هذه الأطراف، عبر تصريح لجريدة “العمق”، في “الإساءة للأستاذ باعتبار أنه لا يقوم بواجبه، ولا يفكر إلا في مصالحه الخاصة وبمجرد ما جاءته فرصة ترك التلاميذ وذهب لقضاء مصالحه، ثم الاساءة للتلميذ واحتقار ذكائه، ثم الاساءة للمدرسة العمومية على أنها لم تعد تؤدي الواجب وأن الاساتذة لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة ثم انها اعطت صورة بالفقر الذي وصل إليه رجل التعليم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *