حوارات، مجتمع

الكيراوي: خططت لأكون صحافيا .. ومرشح نسي اسم حزبه استفزتني

نقرأ لهم دون أن نعرف تقاسيم وجوههم ولا ملامحهم، يكتبون لنا وعنا وقائع وملاحم، يخوضون “في عمق” المجتمع، في ثنايا الذات وفي قعر الذاكرة، يرسمون واقعنا ووعينا ولاوعينا بأقلامهم، بالألم حينًا وبالأمل حينا آخر.

هم حملة الأقلام الذين امتهنوا المتاعب عن طواعية وقدر محتوم، هم الذين انصهروا في رحاب صاحبة الجلالة حد الذوبان. التقيناهم بعيدا عن مكاتبهم .. قريبا من القارئ، حيث تم قلب الأدوار والوضعيات وتجريب مواجهة السؤال الذي هو زاد الصحافي.

وفي خضم البحث عن الجواب تحدثنا عن الطفولة وتفاصيل الحياة الشخصية في بوح صريح. في الموسم الثاني من هذه السلسلة التي فتحت من خلالها جريدة “العمق” منذ رمضان الماضي بابا للبوح لثلة من الزملاء الصحافيين، تستضيف الجريدة في الحلقة السابعة لهذا الموسم الصحافي خالد الكيراوي صحافي بإذاعة “إم إف إم”.

ما الذي تتذكر عن طفولتك؟
طفولتي كانت عادية في حي شعبي بين درب غلف والحي الحسني كانت التنشئة الكبرى، تميزت بشغب طفولي عادي مع الأقران إذا ما قورن بالراهن.

كنت التلميذ الأصغر في القسم بحكم أنني ولجت القسم التحضيري عن سن السادسة من العمر، وهو ما كان يجعلني في بحث دائم عن إثبات الذات داخل القسم ولو بالشغب. وكان الاساتذة ينبهونني باستمرار إلى أن شعبي لا يناسب المعدلات الجيدة التي كنت احصل عليها في الدراسة.

كيف جاء التحاقك بالصحافة؟
أثناء الدراسة كنت متميزا في مادة الإنشاء والإلقاء في المسرح المدرسي، وهي ميزة كانت سببا في انبهاري بالميكروفون وبالكتابة أيضا، وفي سن الثامنة عشرة بدأت أولى محاولاتي مع الكتابة الصحفية من خلال محاولات مع جريدة الاتحاد الاشتراكي باسم مستعار من داخل معهد للعمل الاجتماعي بطنجة، كنت أراسل الجريدة عن بعض الخروقات والأحداث داخل المؤسسة وكم كنت أشعر بالزهو عندما ينشر المقال ويخلف ردود فعل داخل الإدارة ومن المقالات من كانت تتسبب في نزول لجان للتفتيش وتنقلب الأوضاع رأسا على عقب.

وكان الطلبة يبحثون عن صاحب الاسم المستعار، وتتسع دائرة الشكوك تحت المراقبة اللصيقة للمسؤولين.

وسامحني الله على صمتي وأنا أرى الاتهامات تتوزع بين بعض الطلبة والأساتذة منهم أستاذة كانت معروفة بانتمائها لحزب الاتحاد الاشتراكي.

بعد ذلك وفي سنة 1996 التحقت بجريدة البيضاوي آنذاك (الوطن الآن حاليا)، كصحفي متعاون قبل أن أخوض تجربة مع بعض الجرائد الوطنية آخرها الصباحية قبل أن انتقل من الصحافة المكتوبة إلى الإذاعة سنة 2006 مع تحرير القطاع السمعي بالمغرب لتنطلق الرحلة المهنية الحقيقية.

هل كنت تتوقع يوما أن تصير صحافيا؟
كنت مهيأ لولوج عالم الصحافة، سواء عبر التكوين الأكاديمي المتعدد الاختصاصات بين إجازة في الحقوق واجازة في علم الاجتماع وماستر في التواصل والإعلام. مع التكوين تجد نفسك مضطرا الولوج إلى المهنية بأرضية صلبة وبسقف انتظارات ورهانات أكبر.
ولهذا يمكن الإقرار بأن ولوجي الصحافة كان مخططا له.

بعيدا عن الصحافة، ماهي اهتماماتك في السياسة والثقافة والرياضة والمجتمع؟
لدي اهتمامات جمعوية تتكامل مع مجال عملي المهني من خلال العمل المدني في جمعيات متخصصة في الشأن المحلي والفلاحة، وأنا فخور بتجربتي داخل الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء سطات كأول تنظيم مهني يعنى بالفلاح الصغير الذي يعيش أوضاعا صعبة ويتعرض لأبشع مظاهر الاستغلال من طرف اللوبيات والسماسرة.

ويحاول البعض في الآونة الأخيرة الزج بالفلاح الصغير في صراع وهمي مع المواطنين في ملف المقاطعة، لذا وجب التنبيه إلى أن الفلاح الصغير كان مستغلا على الدوام في مجال الحليب من خلال علاقات غير متكافئة ترسخ هيمنة الشركات على التعاونيات بتواطؤ مع الفلاحين الكبار الذين يستغلون نفوذهم السياسي والاقتصادي للاستحواذ على مشاريع مخطط المغرب الأخضر مستغلين ضعف التنظيمات المهنية للفلاحين الصغار وخيانة بعضها الآخر بعقدها الصفقات شخصية مع الشركات.

ما هي المدينة الأقرب إلى قلبك ؟
بصراحة تميزت تنشئتي الاجتماعية بين عدد من المدن منها الدار البيضاء مسقط الراس وطنجة وطاطا والصويرة على طول مساري التعليمي والمهني. لكني قلبي موزع مؤخرا بين البيضاء والجديدة على اعتبار أصلي الدكالي.

ألا تشعر بالندم أنك لم تختر طريقا آخر غير الصحافة؟
بصراحة بدأت اشعر بهذا مع ما يعيشه القطاع حاليا من أوضاع الإكراهات منها ما هو ذاتي وما هو موضوعي. وأفكر جديا في ترك المجال إذا استمر على حاله.

ألا تظن أن دور الصحفي أو السياسي ليس هو دور الكاتب ؟
قد يتقاطعون في تشكيل الرأي العام، لكل منهجيته واخلاقياته.

رأيك في واقع الصحافة بالمغرب؟
رأي في الصحافة بالمغرب من رأي العديد من الأصوات التي تدعو إلى التخليق وعدم التضييق. بإمكان الصحافة المغربية ان تشكل قاطرة تنموية حقيقية للبلاد اذا ما توفرت الإرادة الحقيقية لترسيخ الحريات والحقوق الإنسانية بذلا من هاجس الريبة الذي يميز علاقة الصحافي بالمؤسسات الأخرى.

ماهو تقيمك لتجربة الإذاعات الخاصة بالمغرب؟
أظن أن القطاع السمعي الخاص مطالب بوقفة مع الذات لتقييم مرحلة 12 سنة بعد التحرير، وستكون فرصة مواتية لكل المتدخلين من أجل إعادة تحديد الأهداف والوسائل. لأن ما نعيشه الآن بصراحة بعيد كل البعد عن الدور المجتمعي المنشود بفعل عوامل تعرية قوية من شأنها ان تنسف التجربة من جذورها.

لا أحد ينكر أن بروز الإذاعات الخاصة خلخل القطاع السمعي الراكد لكنه لم يجب بعد عن حاجيات المجتمع المغربي بفعل هيمنة المعلنين والاشهار.

هل من طريفة وقعت لك في رحاب صاحبة الجلالة؟
صادفتني طرائف عديدة على المباشر منها مع الضيوف ومنها مع المستمعين، لكني التي استفزتني كثيرا كانت بمناسبة إحدى الانتخابات التشريعية بمناسبة الحملات الانتخابية الأحزاب السياسية حين نسي ممثل أحد الأحزاب اسم حزبه وبدأ يبحث عنه في أوراق الدعاية الانتخابية. حينها وقفت على مرارة اعطاب المشهد الحزبي بالمغرب وبان التعددية لا تعكس باي حال من الأحوال مبدأ التنوع والتنافس الفكري الإيديولوجي.

ماذا تمثل لك هذه الكلمات ؟
الحرية: أساس كل تقدم انساني
الحب: ضرورة إنسانية بمقدار.
المكرفون: عشق طفولي يصطدم بواقع مرير

رأيك في هؤلاء:
عبد اللطيف بن يحيى: صوت إنتصر للمهمشين والبحر
خالد مشبال: جوهرة الميكروفون المغربي وبفضله أحببت الراديو.
نعمان لحلو: فنان يحسن الاختيار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *