أخبار الساعة

هدم مسرح عريق في برلين ليحل محله مركز تسوق

كان عشاق المسرح الألماني على موعد في أواخر الشهر الماضي مع آخر عرض مسرحي على خشبة مسرح “كودام بويهنين” العريق في وسط برلين، بعد أن تقرر إغلاق أبوابه إلى الأبد.

وحسب وكالة الانباء الالمانية، فان هذا المسرح الذي تأسس عام 1921 على يد المخرج السنيمائي والمسرحي الأسطوري ماكس رانيهاردت، سيتم هدمه ليحل محله مركز تسوق، مما خلف صدمة وخيبة أمل لدى ساكنة برلين ومحبي الفن الرابع.

ويحتل هذا المسرح الذي يضم خشبتي عرض، مكانة فريدة في تاريخ مسارح برلين، حيث وقف على خشبته الكثيرون من نجوم ألمانيا وتم فيه تصوير الكثير من أفلام السينما والأعمال التلفزيونية.

وشكل المسرح عنصر جذب لزوار العاصمة الألمانية لمشاهدة الممثلين المعروفين من خلال الأعمال التلفزيونية والسنيمائية وهم يقدمون عروضا حية على خشبة المسرح. كما يثير اهتمام السياح بمقاعده المخملية الحمراء العتيقة ومدخله المزخرف الفاخر.

ويرى البعض أن مسرح “كودام بويهنين” بالنسبة لبرلين يعادل مسرح “أولد فيك” بالنسبة للندن.

ونقلت الوكالة عن مارتن فويلفر (54 عاما) الذي يتولى إدارة المسرح منذ 15 عاما “عائلتي ارتبطت بهذا المبنى على مدى ثلاثة أجيال متتابعة… يؤسفني أنني مضطر لقول الوداع”.

وأ ضاف أنه “لن يستطيع حضور لحظات هدم مبنى المسرح ، فهذا الأمر يحطم قلبي”.

من جانبه، قال المسرحي الألماني البارز رولف هوشته إن هدم المسرح يعد «فضيحة».

وحسب المصدر ذاته، فانه منذ عام 1990، أصبح المبنى المعروف باسم «كودا مكاريي»، الذي يضم قاعتي المسرح، هدفا للمضاربين العقاريين، ونموذجا واضحا لهذا النوع من الصفقات العقارية التي تتنقل فيه ملكية العقار من يد إلى يد مقابل أرباح كبيرة.

وكانت شركات التطوير العقاري التي تشتري المبنى، تفكر في كيفية الاستفادة من هذا الموقع المتميز للأرض المقام عليها المبنى، لكن وجود المسرحين فيه كان يمثل عقبة أمامها، غير أن الملاك الجديد للمبنى ألغى عقد إيجار قاعتي المسرح.

ورغم الاحتجاجات الشعبية والدعم المقدم للمسرح، أقام الملاك الجدد دعوى قضائية لطرد المستأجرين منه.

وفي أوائل 2017، تمكن رئيس لجنة الثقافة في مجلس شيوخ مدينة برلين، كلاوس ليدرر، من حزب اليسار، من الوصول إلى اتفاق مع شركة «سيلس باوفيلت» التي تمتلك المبنى من أجل إقامة مسرح جديد لكنة أقل حجما، ولن يضم سوى قاعة واحدة تسع فقط ل650 شخصا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *