مجتمع

عيد الفطر في سوس…احتفالية لنبذ الخلاف ونشر التسامح والإخاء

انطلقت صبيحة احتفالات السوسيين بعيد الفطر السعيد ، على ايقاع جو يسوده التراحم وصلة الرحم ، ظهرت ملامحه منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم الجمعة.

وعاينت جريدة “العمق” مظاهر من فرح ساكنة سوس بالعيد السعيد فعلى صعيد اقليم انزكان ايت ملول مثلا تم تجهيز أزيد من خمسين مصلى لاستقطاب ضيوف الرحمن، وانطلقت صلاة العيد حوالي الساعة السابعة والنصف من صبيحة اليوم حيث اهتزت سماء سوس بالتكبير والتهليل والشكر، واختتمت مراسيم الصلاة حوالي التاسعة صباحا، لتنطلق مرحلة أخرى من الاحتفالات بدأت من داخل المصليات، حيث بدأ الجميع في تبادل التهاني وتبريكات العيد.

هنا في سوس لا يتشرط أن تعرف الشخص الذي تقابله لتلقي عليه تحية العيد ، فالجميع اليوم يصبح أسرة واحدة، يتعانق المصلون ويرددون بينهم عبارة “مبروك العواشر أيك ربي العيد دومباركي ” ، فتلغى الألقاب والمنصب والجاه ويتساوى الفقير بالغني.

خطبة العيد تناول فيها الإمام مجموعة من القضايا الآنية التي تهم المسلم في علاقته بربه، وعلاقته بالعباد والمجتمع، وحث الحاضرين على صلة الرحم، ونبذ الخلافات وختم خطبتيه بالدعاء لترفع بعدها اكف الضراعة للعلي القدير بالدعاء.

بعض من المصلين بل أغلبهم يستغل اليوم ، ويزور المقابر ، فهي عادة دأبت عليها الأسر خاصة الذكور، فترى الأب وأبناءه يتلون الفاتحة وقصار السور على جد أو جدة غادرا الحياة بعد سنين من العطاء او ابن او بنت خطفتها المنون في ريعان شبابهما، ويختتم المشهد بتوزيع الصدقات على الفقراء والمساكين.

المرحلة الثانية من فرحة السوسيين بيوم العيد، تنطلق داخل المنازل، فالعائلات اليوم تلغي الحدود وتفتح الأبواب، وتجهز الموائد بسلطان الجلسة الشاي المنسم بالنعناع، والحلويات التقليدية والعصرية، دون اغفال “ليدام” ويقصد به زيت الأركان والعود، والعسل وأملو وكلها اكلات تقدم صبيحة العيد لأهل الدار والضيوف.

ويبقى المميز في سوس عن باقي مناطق المغرب، الطريقة للتي يندمج بها الوافدون من مختلف المناطق المغربية مع أهاليه، فتجد الصحراوي والشيضمي والعبدي والدكالي والرباطي والريفي والوجدي والبهجاوي والسرغيني وغيرهم ينصهرون في مجتمع أساسه البساطة، واحترام الآخر، وكيف لا واهالي سوس عبر التاريخ استقبلوا في بواديهم وحواضرهم اجناسا من البشر من ديانات أخرى، كاليهودية والنصرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *