سياسة

نجلة شباط تربك مناقشة الحصيلة الحكومية والطالبي يشهر سلاح التجريد من العضوية

تسبب خلاف بين النائبتين البرلمانيتين باسم حزب جبهة القوى الديمقراطية، ريم شباط وشفيقة لشرف، في إرباك الجلسة العامة التي يعقدها مجلس النواب مساء اليوم الأربعاء، والمخصصة لمناقشة عرض الحصيلة المرحلية لعمل الحكومية.

ويعود أصل الخلاف بين النائبتين المنتميتين لنفس الهيئة السياسية، إلى عدم الاتفاق حول الحصة الزمنية المخصصة للمتدخل باسم الحزب خلال نفس الجلسة البرلمانية التي ترأسها راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، حيث هدد الأخير بتحريك مسطرة التجريد من عضوية المجلس بحق نجلة شباط بسبب تغيير الانتماء الحزبي.

ويمثل حزب جبهة القوى الديمقراطية الذي يرأسها مصطفى بنعلي بمجلس النواب، ثلاث برلمانيين، وفق نتائج الانتخابات التشريعية المجراة في الثامن من شتنبر 2021، ويتعلق الأمر برؤوف عبد اللاوي عن فاس الشمالية، وشفيقة لشرف عن جهة الدار البيضاء سطات، إلى جانب نجلة حميد شباط، ريم شباط عن جهة فاس مكناس.

وقال الطالبي إن النائبة ريم شباط أكدت أنها تنتمي إلى جبهة القوى الديمقراطية وتطالب بمنحها حصة خاصة لمناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة.

وتساءل عما إذا كان النواب المنتمون إلى حزب “الزيتونة” ما يزالون في مجموعة واحدة أم وقع الانفصال فيما بينهم مرة أخرى، لتأكيدها في محضر الجلسة، “لأنه سيكون لها تبعات سيتم عرضها في المجلس وسنراسل المحكمة الدستورية، بالنظر إلى أن التخلي عن الفريق يستتبعه التجريد من عضوية البرلمان”.

واعتبر رئيس مجلس النواب، أنه “إذا تم احتساب وقت تدخل كل نائب برلماني بناء على عدد أعضائه، فسيكون للعدالة التنمية 50 دقيقة والاستقلال 400 دقيقة لكونه يضم 80 نائبا، لأنه لا تحتسب الحصة المخصصة لكل فريق أو مجموعة بعدد النواب، وأن العملية تتم وفقا للانتماء وبناء على التمثيل النسبي”.

وقالت ريم شباط إنه “جرت العادة أن النواب يحددون اسم المتدخل خلال الجلسات البرلمانية لمساءلة الحكومة 24 ساعة قبل انعقاد الجلسة”.

وأضافت: “اتفقنا أنا والإخوان بثلاثة بأنه سيتم اقتسام التوقيت المخصص إلى حصتين، تتدخل في الأول النائبة شفيقة لمدة أربع دقائق، على أن أكمل أنا الأربع دقائق المتبقية، حسب إجمالي الحصة الزمنية الممنوحة لنواب جبهة القوى الديمقراطية بناء على مراسلة لإدارة المجلس”.

وأضافت شباط، أنها أبلغت الإدارة بقرار اقتسام الحصة الزمنية مع زميلتها في الحزب، قبل أن تتفاجأ باتصال النائبة شفيقة لشرف لتعلن رغبها في أخذ 5 دقائق و35 ثانية، على أن تأخذ ريم سباط دقيقتين و30 ثانية، معتبرة أن هذا هو أصل الإشكال، وأنها لم تطلب الحصول على خمس دقائق، وترفض التخلي عن حصتها في آخر لحظة.

وبناء على ذلك، قرر رئيس مجلس النواب، تأجيل مداخلة جبهة القوى الديمقراطية خلال مناقشة الحصيلة نصف المرحلية للحكومة، بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش وعدد من الوزراء، إلى حين توصل النائبتين إلى اتفاق فيما بينهما حول من يتكلف بالتدخل باسم الحزب، مشددا على ضرورة السهر على احترام المقتضيات القانونية والدستورية المؤطرة لتنظيم حق النواب في التدخل خلال الجلسات البرلمانية.

وتدخل النائب البرلماني عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية عبد الصمد حيكر، للدفاع عن حق النائبة ريم شباط في اقتسام الحصة الزمنية المخصصة لنواب جبهة القوى الديمقراطية بمجلس النواب، وقال إنه في جلسات برلمانية سابقة تم توزيع حصص الفرق البرلمانية على أكثر من متدخل، متسائلا: “لماذا يتم استثناء النائبة البرلمانية ريم شباط؟ من حقها أن تتدخل باحتساب ما تبقى من التوقيت المخصص لجبهة القوى”.

من جهتها، قالت النائبة البرلماينة عن جبهة القوى الديمقراطية، شفيقة لشرف: “لدينا انتماء حزبي ونتبع لحزب جبهة القوى الديمقراطية الذي يعتبر مؤسسة لها أجهزتها التقريرية ومكتب سياسي”، موضحة أنها “لا تملك حق اتخاذ القرار بشأن التخلي لزميلتها ريم شباط عن المداخلة في حدود أربع دقائق”.

وكشفت البرلمانية أن حزبها اتصل بها وطلب منها أخذ 5 دقائق ونصف، على أن تتولى شباط الجزء المتبقي من الوقت المخصص لجبهة القوى الديمقراطية، مردفة: “ماشي حنا اللي كنقرروا ولا كنختاروا، نحن تابعين للحزب وهو من يقرر، والآن اتخذوا القرار الذي ترونه مناسبا”.

من جهة أخرى، شدد رئيس مجلس النواب على أنه أمام أمرين، مشيرا إلى أنه يضمن حق النائب في أخذ الكلمة وفق ما يكفله الدستور، ولا علاقة له بالحزب، وأن قرارات الحزب تهم النائبتين خارج مجلس النواب.

واستدرك بالقول: “توصل مكتب المجلس بمراسلة من رئيس الحزب يطلب فيها تجريد ريم من العضوية لعدم الانتماء إلى حزب جبهة القوى الديمقراطية، وأنه يريد أن يوثق هذا الأمر في محضر هذه الجلسة من أجل ترتيب الإجراءات القانونية بهذا الخصوص”.

وكشف الطالبي العلمي، أن محضر الجلسة السادسة والعشرين بعد المائة، يتضمن تأكيد النائبة البرلمانية ريم شباط بأنها لم يسبق لها أن راسلت المجلس لطلب الانفصال عن النواب المنتمين إلى حزب جبهة القوى، عبر قولها: “ما عمرنا راسلناكم باش تفرقونا نتوما”.

وزاد “نعتبركم بأنكم لازلت مجتمعين، وبناء عليه، أجاب مكتب المجلس رئيس حزب جبهة القوى بأن النائبة البرلمانية ريم شباط ما تزال نائبة باسم نفس الهيئة السياسية، ولا يمكن أن ندفع بذلك طلبا إلى المحكمة الدستورية بتجريدها من عضوية مجلس النواب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *