منوعات

العلام يدعو لنقاش مجتمعي وإعلامي للتنبيه لخطورة أزمة السكن

دعا المحلل السياسي عبد الرحيم العلام لنقاش مجتمعي وإعلامي للتنبيه لخطورة أزمة السكن، “لعل وعسى تستيقظ الجهات المسؤولة من سباتها، وتكف عن عمليات التجميل الجارية، وتتدخل من أجل الحد من استنزاف جيوب المواطنين، وتشويه المكترين في الإشهارات المدفوعة، وتحميلهم مسؤولية واقع لم يختاروه”.

وقدم العلام عبر حسابه بموقع “فيسبوك” ما أسماه بـ”الوصفة الحقيقية لاقتناء سكن أو كرائه، والتي تخفيها الاشهارات المزيفة للواقع”، حيث قال “بدل أن تصدق تلك الإشهارات التي تروجها شركات “الإنهاش” العقاري، والتي تهين كرامة ملايين المغاربة المكترين، وتُوصّفهم على نحو يظهرهم في وضعية أزمة وخوف دائم من المُكري، وتجعل أطفالهم في وضعية حرجة لأن الإشهارات الزائفة، تظهر عملية الكراء وكأنها انتحار، وأن على الناس الهروب من الكراء والارتماء في “قبورهم” التي يجتهد الإشهار من أجل تصويرها على أنها جِنان فسيحة”.

وشرح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، وصفته قائلا: “إذا كنت تريد أن تشتري بيتا عن طريق القروض، فما عليك إلا أن تَنسى ما يقارب نصف راتبك لمدة 25 سنة، ناهيك عن مصاريف رهن القرض والتسجيل والتحفيظ والموثق…؛ إذا أردت كراء شقة من 70 مترا، فعليك أن تسمح في ثلث راتبك إذا كان يتجاوز الـ 5000 درهم”.

واشترط العلام أن يكون المرء على علم بـ”أن هناك من يتنعّمون في القصور ولديهم إقامات فاخرة وعمارات لا تصلح إلا للّهو، بينما تفني عمرك في أداء أقساط بيت يشبه القبر، وأن بعض شركات العقار حصلت في أحيان كثيرة على الأراضي بأثمنة رمزية ومع ذلك تُدخل ثمن الارض ضمن المصاريف”.

وتابع المتحدث ذاته، قائلا: “هل تعلم أن غزة التي تعتبر أكبر سجن في العالم، يمتلك فيها 83 في المائة من المواطنين سكن تمليك؟ هل تعلم أن المرحوم ميلود الشعبي لمّا ذهب يستثمر في السينغال، منحه الرئيس الأرض مجانا، وطلب منه ألا يحتسب الارض ضمن المصاريف ؟؟؟؟ هل تعلم أن أغلب المغاربة يسكنون في شقق لا تتوفر فيها شروط السكن اللائق، ومع ذلك يتفاخرون أمام بعضهم البعض؟؟؟”.

وزاد متسائلا: “هل تأكّد لديك بأن أزمة السكن في المغرب مفتعلة وليست حقيقية. يُراد من خلال افتعالها أمرين اثنين على الأقل: 1ـ تسمين جيوب أصحاب الأبناك…(بدليل مضاعفة ثرواتهم في ظل الأزمة)؛ 2ـ أن يبيع المواطن عُمْره مقابل قبر الحياة، وألاّ يفكر في أي نشاط غيرَ التفكير في كيف يعوّض ما يُقتطع من راتبه، و كيف سيدفع للبنك أو المُكري كل شهر؟”.

وأكد العلام أن “أكبر المشاكل التي تتهدد الحياة الصحية والنفسية لملايين المغاربة، هي أزمة السكن المفتعلة في بلد مساحته تعادل مساحة رزمة من الدول الأوربية. لكن للأسف لا توجد أية بوادر حقيقية لتجاوز هذه الأزمة التي تنتج عنها العديد من الأمراض البدنية والنفسية، وتخلف أعمال عنف وخصومات لا تنتهي”.

وختم تدوينته بالقول أنه “حتى العروض المقدمة والمجهودات المحتشمة التي تقوم بها دولها، لا ترقى إلى مستوى الحلول الناجعة، بل هي مجرد ترقيعات للواقع”، مضيفا بقوله: “إنها أزمة كبيرة، وينبغى على الجميع التنبه إليها. بل هي كافية لكي تكون محط نقاش مجتمعي وإعلامي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *