منتدى العمق

عرس ودروس

عرس كأس العالم الذي انتهى بعدما أطربنا وعذبنا لكنه أعطانا درسا من الدروس السياسية وعبرة يجب أن نأخذها من هذا العرس وهنا اشكر رئيسة كرواتيا على ما قدمته لمنتخب بلادها حيث آزرت فريقها في كل لحظة وبقيت معهم حتى النهاية وهذا ما لم نشاهده عندنا نحن العرب ولن نشاهده حتى مستقبلا لأننا أنانيون رجعيون نعاني من جميع الأمراض النفسية ونحب أن نكون أفضل من إخواننا ونحب أن نقتل بعضنا البعض ونسرق بعضنا البعض وهذا لا يؤهلنا كي نكون مثل تلك اللبؤة التي استطاعت أن تدخل إلى قلوب الملايين بفضل سياسيتها وتواضعها وعطفها وتعاطفها، وأنا أشكرها لأنها جعلتني أعيد النظر في أفكاري وفلسفتي حول الوضع المزري الذي نعيشه ،أين هي أحزابنا ومسئولونا وحكامنا أمام هاته اللبؤة ،حين تتحدث عن الجمال فهي الأجمل وحين تتحدث عن اللباقة فهي الأفضل وحين تتحدث عن السياسة فهي الأحسن وحين تتحدث عن الرياضة فهي الأفضل ،إنها تحب وطنها فرغم ما عانته كرواتيا اقتصاديا أصبحت الآن من الدول المتقدمة والمشهورة عالميا ،لا نتحدث عن ما فعلته الرئيسة في مجتمعها من الناحية الاقتصادية لكنها تنظر بعين ثاقبة إلى المستقبل ،فأين نحن من ذلك ؟

أشكر كذلك المنتخب الإفريقي المهاجر الذي حاز على الكأس لفائدة فرنسا ، وأنا أعلم أن فرنسا لم تكن قادرة على الفوز لولا الأفارقة ، فحتى فرنسا لديها سياسة ألا وهي سياسة مد اليد ،فحين تنقذ شبابا أفارقة مهاجرين من الضياع هم كذلك يمدون لك أياديهم وينقذونك ويرفعوا رايتك ويجعلونك من الدول الفائزة ، والأفارقة هم الذين حرروا فرنسا وبنوها بعروقهم ودمهم والفرنسيون لم ينسوا ذلك فهم يساعدونهم ماديا ومعنويا وهذا ما ينقصنا في المغرب مد يد المساعدة ورفع المعنويات والأمان والإخلاص .

في الحقيقة إن عرس هذه السنة هو عرس الدروس والعبر للعرب ولكم مني الشكر والتقدير إلى آن نلتقي في عرس نفرح فيه جميعا بتضامننا وتعاوننا ونجاحنا الأكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *