مجتمع

“الخنز” يجتاح ضواحي أكادير ويتسبب في هروب السياح- صور

نفذ العشرات من ساكنة حي أنزا(3كلم غرب مدينة أكادير)مساء اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية للتنديد بالوضع الكارثي الذي يعيشه الحي منذ عقود، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من الوحدات الصناعية المنتشرة داخله، والتي تمددت هذه الأيام لتظهر على شكل دخان أسود كثيف، يعلو السماء، ويتسبب في ظهور ضباب كثيف مصحوب برائحة لا تطاق، تجبر المارين من الطريق الوطنية رقم 1التي تخترق جسد الحي، على إغلاق زجاج نوافد سياراتهم والمرور بسرعة، كما ساهم المشكل البيئي في فقدان الحي لسمعته السياحية التي اكتسبها منذ عقود، بحيث كان يعرف توافد العديد من السياح الأجانب خاصة عشاق الأمواج، بالإضافة إلى الأسر المغربية التي تستغل شقق الكراء المتواجدة بكثرة داخل الحي، وأصبح جل هؤلاء مجبرين على حزم حقائبهم والمغادرة بعد أن ضاقوا درعا من تلك الروائح.

وفي تصريح لعبد العزيز السلامي رئيس فرع أكادير للجمعية المغربية لحقوق الانسان، قال هذا الأخير بأن ماعايته اليوم بمدينة أنزا، يعتبر جريمة بيئية، و وصمة عار على جبين السلطات الإدارية بالمدينة ومايسمى ب”الشرطة البيئية”، ولا يتماشى والخطاب الرسمي الرامي إلى احتضان المبادرات البيئية الدولية، وتسويق صورة تخالف الواقع الذي تئن تحت وطأته الساكنة، هذه الأخيرة يقول السلامي تواجه عقابا جماعيا من طرف معمل بأنزا.

من جهة أخرى يقول السلامي في تصريحه للعمق”السلطات صرفت نظرها عن معاناة ساكنة منطقة آهلة بالسكان، في غمرة تخليدهم لمناسبة وطنية وفي عز الصيف، الشيء الذي أعطى صورة سلبية عن المؤهلات السياحية للمنطقة من طرف زوار مدينة الإنبعاث، واليوم أقول إن من يتجاهل معاناة الساكنة مع هذا المعمل، يساهم في حملة التهجير الجماعي للساكنة بحثا عن بيئة سليمة، و الجمعية بفرع أكادير في خندق واحد مع الضحايا لخوض الصيغ الاحتجاجية المستقبلية من أجل حق الساكنة في العيش الكريم في بيئة سليمة”

من جهتها قالت الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي في بلاغ لها في الموضوع، بأن مكتبها تابع وبقلق شديد طيلة 72 ساعة الماضية الوضعية الكارثية التي يعيشها الحي، وكيف أن الساكنة عاشت تحت ضباب ملوث غطى جل أزقتها، وأصبحت تحت رحمة الدخان الذي لم ينقطع لساعات من معامل السمك المنتشرة بين السكان، مما خلق أجواء من التلوث يصعب استنشاقها.

وأضاف بلاغ الجمعية الذي تتوفر العمق على نسخة منه، بأن الحالة الكارثية والتدهور البيئي لحي أنزا عمر منذ سنوات، مما جعل الساكنة اليوم تعاني أمراض من قبيل الربو والسيكولوز، وطالبت الجمعية من السلطات المختصة تطبيق المعاهدات ومقتضيات المؤتمر العالمي للمناخ كوب 22، وتفعيل لجن المراقبة سواء داخل العمالة أو الجماعة الترابية لأكادير .

وارتباطا بالموضوع، أصدرت جمعية أمواج أنزا بيانا استنكاريا، تحتفظ العمق بنسخة منه، قالت فيه بأن كل الوحدات الصناعية المتواجدة بالحي، تساهم في تردي الوضع الصحي للساكنة، واستغربت الجمعية من الغياب التام لأجهزة قياس جودة الهواء المتردي، لتحديد حجم الأخطار الصحية الناجمة عن هذه الأدخنة، واستنكرت في ذات الوقت إقصاء جمعيات المجتمع المدني من لجن المعاينة في حوادث بيئية سابقة عرفها شواطئ أنزا، وطالبت من جهتها من السلطات المسؤولة التدخل الفوري لوضع حد لهذه الكارثة البيئية التي دفعت بالعديد من زوار الحي إلى مغادرته، بسبب الروائج الكريهة التي تجتاحه آناء الليل وأطراف النهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *