منوعات

خبير دولي: الماء هو ذهب القرن الحادي والعشرين

أجرت مجلة الخطوط الملكية المغربية حوارا مع ماديسون كوكس أبرز مصمّمي الحدائق.

وقد اكتسب ماديسون كوكس، الملقب بـ”بستاني المليارديرات”، سمعة دولية بفضل إبداعاته الطبيعية في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والمغرب. يشغل حاليا ماديسون كوكس منصب مدير مؤسسة بيير بيرجي – ايف سان لوران، ويستحضر معنا التحولات التي تم إجراؤها في حديقة ماجوريل بمراكش، والي تعتبر واحدة من أشهر الحدائق في العالم. هذا اللقاء يقربنا من رجل ملتزم جدا بالقضايا المتعلقة بالمياه.

ما هي الحديقة التي تعتز بها؟
أتيحت لي فرص للعمل في أروع الحدائق في فرنسا، والبرتغال، وفي كاليفورينا وعلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لكن المشاريع التي اشتغلت عليها في المغرب هي التي منحتني السعادة، فأنا لا أقول هذا الكلام لأنني أتحدث إلى مجلة مغربية! أولا لأنني اعتبر أنه من المثير للغاية مواجهة ثقافي الغربية والأمريكية (للعالم الجديد)، مع الثقافة المغربية التي تمتد جذور تقاليدها في عمق حضارة قوية، سواء من حيث زراعة النباتات، أو تنسيق المناظر الطبيعية. لكن ما أفخر به أكثر هو منح الرجال والنساء الذين اشتغلوا إلى جانبي الأدوات التي يحتاجون إليها ليعتزوا بمهنتهم، فمن خلال دروس اللغة والتكوين في علم النباتات، فإن هذه المغامرة تعني لي الكثير، إن لم تكن أكثر من سمعة حديقة ماجوريل حول العالم!

ما هي الطريقة التي اتبعتها لتطوير حديقة ماجوريل؟
عندما وصلت، بدأت بمعالجة التكرار، الذي لم يكن دائما مثيرا للاهتمام، مثل الكميات الكبيرة من الجيرانيوم الأحمر. كانت الفكرة تعتمد على تجميل وإثراء الحدائق. وكانت هناك أيضا مساحة شاسعة من العشب تتطلب كميات كبيرة من المياه، والشيء الذي يعطي نتائج عكسية. بالنسبة لإيف سان لوران، الذي كان متأثر كثيرا بثقافته الفرنسية، فإنه لا وجود لحديثة بلا عشب. لكن في النهاية وافق على إجراء تجربة في الجزء العمومي للحديثة ولكنه احتفظ بالعشب في الجزء الخاص، المحيط بالمنزل الذي يعيش فيه، كما واجهت أيضا مقاومة من البستانيين.
كان للمسلسلات الأمريكية، مثل دالاس أو ديناستي، تأثير كبير، إذ نقلت إليهم هذه الثقافة أن قمة الثراء هي زراعة العشب في الصحراء! فأقنعتهم باستبداله بنباتات مثل الصبار، وهو الأكثر ملائمة للبيئة القاحلة، من خلال إقناعهم بأهمية حسن إدارة المياه للأجيال القادمة، لأن الماء هو ذهب القرن الحادي والعشرين. وأنا الآن أفتخر بكون كل الذين يعملون معنا (بستانيين، وعاملين في الاستقبال أو الأمن،…) يتقاسمون اليوم، ثقافة الحفاظ على المياه.

أجريت تحديثا في نظام السقي بحديثة ماجوريل…
نعم، لقد تغيرت بشكل كبير. إذ كان نظام الري تقليديا، فتجلب المياه من الآبار وتجري على طول الساقية لإغراق مختلف المساحات المزروعة. لكننا في الوقت الراهن متصلون بشبكة ا لمدينة، ويتم توزيع المياه عن طريق نظام الري بالتنقيط أو الري المبرمج، الشيء الذي حد بشكل كبير من هدر المياه.

هل لديك شعور بأن العقليات تتغير في اتجاه الحفاظ على المياه؟
خلال العشرين سنة الماضية، كان هناك تقدم حقيقي، إذ عملت في مشروعين بلوس أنجلوس وهناك، يؤخذ استهلاك المياه على محمل الجد، حيث تسمح بتعديل الحدائق. أرى أن القضية البيئية تتطلب تدابير راديكالية، مثل طريقة إبعاد الأكياس البلاستيكية، التي أطلقها المغرب، في سنة 2016. وكل حركة في هذا الاتجاه تعد ذات أهمية. فنحن في حديثة ماجوريل، قررنا منع قنينات المياه البلاستيكية واستبدالها بالزجاجية.

ما هي الحدائق الأخرى التي توصي قراءنا بزيارتها في مراكش؟
لا تفوتوا فرصة زيارة “الحديقة السرية”، التي تقع في وسط المدينة العتيقة، فقد تم ترميم هذا المكان الجميل والرومانسي قبل بضع سنوات، وهو يسمح للزوار الأجانب بالتعرف على مفهوم الرياض، وفكرة وجود جنة صغيرة في قلب المنزل. أوصي كذلك بزيارة قصر قدي، ونادي بلدي كونتري. بالإضافة إلى مساحات الورود، فإن الحدائق تضم أشجار الزيتون والساقيات، … وعلى بعد 10 دقائق من وسط المدينة، يمكن للزائر أن يعيش تجربة العيش في المزرعة في المناطق الخلفية لمراكش، وهي فرصة متاحة أمام أولئك الذين ليس لديهم الوقت لزيارة أرياف مراكش الجميلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 6 سنوات

    "وجعلنا من الماء كل شيء حي" صدق الله العظيم