حوارات، مجتمع

“با محمد”.. قصة جد لـ15 حفيدا حارب الشيخوخة بالماراطون (فيديو)

حوَّل  محمد المعيسري أب لعشرة أبناء وجد لـ15حفيدا، جزءا من “حانوت” بقالة في ملكيته يتواجد في أحد الأحياء بمدينة القليعة اقليم انزكان أيت ملول، إلى متحف رص فيه العشرات من الكؤوس والميداليات والهدايا، التي تحمل في قلبها أسماء ماراطونات بعدد من المدن والأقاليم المغربية شارك فيها وهو في الـ74 من عمره.

“العمق” التقى بهذا البطل الاسثنائي الذي واجه الشيخوخة بالماراطون وكان معه الحوار التالي:

 من هو المعيسري محمد؟

أنا من مواليد سنة 1944 بمدينة القليعة اقليم انزكان أيت ملول وبالضبط دوار الخمايس، تابعت دراستي الابتدائية إلى حدود الشهادة بمدرسة العوينة ايام الاستعمار، ولم أتمكن من اتمام تعليمي لكوني لاأتوفر حينها على دراجة عادية للتنقل إلى مدينة انزكان، أكملت ماتبقى من تعليمي في مسجد الدوار، وحكمت علي الظروف أن أترك المسجد، واتفرغ للعمل، واليوم أنا أب لعشرة أبناء، ولدي 15 حفيدا.

 كيف اخترت المارطون كرياضة؟

في بداياتي كنت مولوعا بكرة القدم، ولعبت مع فريق وداد الخمايس، وفي سنة 1997بالضبط، شاركت مع أحد ابنائي في فريق واحد في بطولة رمضان، وحين دخلنا الملعب، سمعت كلاما نابيا، ووقعت مشاداة بين اللاعبين، وحينها قررت تغيير الوجهة، والتحقت بنادي اولمبيك الدشيرة للعدو الريفي، واحتضني النادي، وتدربت معه حتى أصبحت بطلا في الماراثون في فئة المسنين.

 ولوجك للمارثون جاء متأخرا؟

صحيح انه جاء متأخرأ والسبب سبق وأن ذكرته، إضافة إلى أنني قررت أن أواجه شيخوخة مابعد الستين بالرياضة واللياقة البدينة، وكرة القدم ليست الرياضة المناسبة لعمري، لذلك فضلت المارطون والجري، على رياضة المستديرة التي أعشقها بجنون.

 المدن والملتقيات التي شاركت فيها؟

شاركت في كل المدن والأقاليم المغربية، ولم ادع أي منطقة من طنجة إلى وجدة إلى الداخلة من وطننا الحبيب دون أن ألبي نداء المنظمين، باستثناء مدينة الحسيمة التي لم أحض بشرف زيارتها والمشاركة فيها، فقد شاركت في العيون لمرات، ووارزازات نفس الشيء، وخنيفرة وزواغة مولاي يعقوب ومكناس وسلا والرباط والجديدة والصويرة، وكلميم وأسا والرشيدية والناظور والداخلة وفي كل المدن والأقاليم كنت ضيفا محبوبا، وكان المنظمون والمسؤولون دائما يوفرون لي جميع المتطلبات.

 كيف تستعد للمارطون وماهو تخصصك؟

تخصصي هو نصف المارطون 20كلم و12 و8كلم ، ولاأشارك في المسافات الطويلة مثل 40كلم، أحاول عند التدريب أن أركز على إنهاء السباقات التي أشارك فيها، وأجري وفق ماتقتضيه صحتي وقوة تحمل قلبي، ولذا أستحضر أثناء التداريب عامل السن في كل تحركاتي، وأحاول أن أتأقلم مع الظروف المناخية التي سيجرى فيها السباق، والحمد لله جميع المناسبات التي أشارك فيها أكمل المسافة بل في بعض الأحيان، أصل شبابا في مساري وأحاول في طريقي ان أساعدهم بمد يد العون لهم لوصول خط النهاية.

 ماذا منحتك رياضة  الماراطون وأنت في هذا العمر؟

منحتني الكثير، الثقة في النفس، والإحساس بأنني شيخ فوق العادة، فعوض الجلوس أمام المقاهي وضياع الوقت في الدردشة، فأنا أعمل على الأقل 3مرات في الأسبوع على التنقل إلى مدينة الدشيرة الجهادية، والتدرب والاستمتاع بجو الأصدقاء الذين ألتقي بهم في الحلبة ومن مختلف الأعمار.

هل حققت انجازات في صنف المسنين؟

نعم فقد دخلت في المراتب الأولى والثانية والثالثة أكتر من مرة، في القنيطرة وأيت ملول والقليعة، والأهم عندي ليس هو المرتبة بالدرجة الأولى ولكن الخروج من دائرة العجز والخمول واستغلال الوقت في مايفيد صحتي.

نصيحتك للشباب؟

أنصحه بالابتعاد عن الموبقات وممارسة الرياضة ، والابتعاد ما أمكن عن التدخين، واليوم شبابنا يعيش حالة من الضياع وليس كلهم، والحل هو الرياضة، ففيها كل المنافع، وهي السبيل الوحيد لتكوين أشخاص اسوياء.

ماهو حلمك الذي لم تحققه بعد؟

في هذه المرحلة من العمر، أدعو الله فقط أن يمتعني بالصحة والعافية، ولا أريد من الدنيا أكثر مما أخدت، وانا اليوم في كامل لياقتي البدنية وهذا فضل من الله.

كلمتك الأخيرة؟

أتمنى من الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى ووزارة الشبيبة والرياضة الاعتناء بالأبطال المسنين، ومنهحهم فرصة المشاركة في التظاهرات الرياضية داخل وخارج أرض الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *