حوارات، مجتمع

دوافعه ورسالته للمترددين .. “العمق” تحاور مغربيا تبرع بأعضائه

في كل مرة يعلن فيها مغربي تبرعه بأعضائه يبدأ النقاش حول الموضوع ويقابل المتبرع عشرات الأسئلة من المترددين والرافضين والداعمين وحتى اولئك الفضوليون.

العمق حاورت ياسين عريش، وهو شاب مغربي يبلغ من العمر 30 سنة،صاحب شركة ولديه مشاريع Startup .

بداية كيف خطرت لك فكرة التبرع بأعضائك؟
خطرت لي فكرة التبرع عندما التقيت عدة حالات تعيش ألماً ممزوجاً بالفقر، من بينهم اولئك الذين يعانون من الفشل الكلوي ولا يجدون مساعدة أمام متطلبات “دياليز” من السفر والتنقل،فتجدهم يعيشون حياة كلها سواد،لا بصيص أملٍ في مستقبلهم، وكانت وفاة شخص بآسفي يعاني من هذا المرض في مراحله الأخيرة سببا حاسما في قراري .

هل تبرعت بأعضائك كاملة؟
التبرع يكون عادة لغرض علمي أو علاجي وأنا اخترت الثاني (العلاجي طبعاً) والذي يكون بموجبه التبرع بكل الأعضاء والأنسجة الصالحة للزرع ما عدا الأعضاء الحساسة.

من ساعدك للإقدام على هذه الخطوة ؟
كان قراراً شخصياً لأنني كنت مقتنعا به لكن كان لشخص يدعى گرماط أحد أقدم المتبرعين دور كبير في تنفيذ القرار والاقتناع اكثر.

كيف كانت ردة فعل عائلتك؟
عائلتي كانت مترددة في بداية الأمر لكن بعد حديث قصير أصبحوا من المساندين الأوائل.

ما هي المعلومات المغلوطة التي يتوفر عليها بعض المغاربة حول التبرع بالأعضاء؟
كثيرة، ابرزها ان التبرع قد يكون في حياتك وهذا خاطئ لأن التبرع يصبح ساريا بعد الوفاة فقط ،ويجهلون أن المتبرع من حقه ان يتراجع عن قراره وقتما شاء .

ما هي الإجراءات التي اتخدتها للتبرع ؟
الإجراءات كانت سهلةً جداً، أخدت معي البطاقة الوطنية وتوجهت للمحكمة الابتدائية وتحديدا الى المكتب الخاص بالتبرع، والذي استلمت فيه وثيقة اطلعت عليها وقمت بإمضائها و تسلمت نسخة منها مباشرة بعد ذلك ،عشرة دقائق كانت كافية.

ما هو ردك على من يشير أن التبرع بالأعضاء “حرام”؟
قراري كان مستنداً على الجانب الإنساني،حيث أن إنقاذ روح بعد وفاتك أكبر خير وصدقة جارية ،تخيل فقط أن تتغير حياة أسرة ككل بسبب قرنية شاب استعاد النظر وأصبح معتمداً على نفسه،شخص آخر استفاد من الكلي لم يعد يخضع لحصص تحتاج مالاً وجهداً وسفراً يستنزف ويقتل لحظات راحة بال أسرته.. اين الحرام في كل هذا؟ ومن نحن حتى نقول حرام وحلال؟ أليس القرآن به آية تقول : وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً.

هل يمكن أن نشهد في السنوات المقبلة تزايد عدد المتبرعين في المغرب؟
بارتفاع الوعي وزيادة الخس الإنساني والتفكير بالآخر.. أظن أن معدلات التبرع ستزداد أكثر وأكثر،نحن بحاجة أن نمارس ثقافة مساعدة الآخر بقدر مانستطيع هكذا هو الحب والخير الذي نتغنى به .

ما هي رسالتك للمترددين في التبرع من عدمه ؟
رسالتي للمترددين للتبرع ستكون كالتالي ،تخيل على أنك تعاني مرضاً و تحتاج لمتبرع ..تعيش عُمراً تنتظر بصيص أملٍ تنتظر قراراً بالتبرع من شخص آخر لتعيش حياةً بعد موته،كُن أنت ذلك الشخص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *