منوعات

العنف ضد الإفريقيات .. باحثة تدعو المغاربة لوقف “النظرة التحقيرية”

سلطت باحثة في شؤون الهجرة، الضوء على معاناة المهاجرات السريات الإفريقيات بالمغرب، كاشفة أن المرأة الإفريقية تعاني نوعين من العنف، الأول من خلال النظرة الدونية والتحقيرية تجاهها باعتبارها امرأة مهاجرة، والثاني من خلال الاعتداء عليها واستغلالها أثناء بحثها عن العمل.

وقالت الباحثة زكية اليملاحي، ممثلة “التكتل الجمعوي لطنجة الكبرى”، إن المرأة الإفريقية تخرج لشوارع المملكة “تحت وطأة المعاناة والقهر”، مشيرة إلى أنها تتعرض لاعتداءات من طرف سماسرة الهجرة منذ خروجها من بلدها إلى غاية وصولها إلى المغرب، وذلك في ظل عدم مراعاة أبسط شروط الخصوصية النسوية في الهجرة.

جاء ذلك في مداخلة للمتحدثة، في ندوة حول موضوع “سبل مناهضة العنف والاستغلال الجنسي ضد النساء”، نظمتها جمعية كرامة لتنمية المرأة ومنتدى الزهراء للمرأة المغربية بشراكة مع وزارة العدل، مساء أمس الخميس بطنجة.

اليملاحي أوضحت أن النساء الإفريقيات تتعرضن لخطر صحي كبير أثناء السفر في اتجاه بلدان الهجرة، مشيرة إلى أن المرأة تضطر إلى قضاء حوائجها الصحية في الخلاء أثناء الدورة الشهرية أو الحمل، وهو ما يشكل تهديدا صحيا حقيقيا على حياتها.

وأضافت أن المرأة الإفريقية عند وصولها إلى البلد المقصد، ويكون في العادة غير معروف لديها، تشرع في التسول ومحاولة البحث العمل في مشروع بسيط في شوارع المملكة، من أجل كسب لقمة العيش.

واعتبرت اليملاحي أن مدينة طنجة اهتزت هذا الأسبوع على وقع قضيتين تشكلان انتهاكا لحقوق الإنسان، الأولى هي قبول “الترحيل القسري للمهاجرين الأفارقة في ظروف لا إنسانية من إسبانيا في اتجاه المغرب”، والثانية الحكم بالسجن على 18 مهاجرا بعد ترحيلهم إلى المغرب، بتهمة “إحراق الحاجز بين سبتة والمغرب والقيام أعمال تخريبية”.

وأشارت إلى أن النساء الإفريقيات “تتعرضن للعنف والاستغلال أثناء بحثهن عن العمل، إما بالعمل دون مقابل أو الاعتداء جنسيا وجسديا، وأحيانا الاتجار بهن في أماكن الدعارة، ورغم ذلك قد لا تحصل تلك المرأة على عمل وتبقى حبيسة تلك الظروف”، لافتة إلى أنها تعاني بالموازاة مع ذلك من نظرة دونية وتحقيرية في المجتمع بسبب لونها وأصلها.

وأرفت بالقول: “هناك من تشتغل في البيوت من طرف قلوب لا يوجد وصف لها، فيعتدي عليها الزوج جنسيا ويستهزئ بها الأطفال وتتعرض للقسوة والضرب من طرف الزوجة، بل حتى في الفضاء العام وداخل وسائل النقل والمراكز الصحية، دائما تعاني من نظرة تحقيرية، وهي نوع من العنف”.

المتحدثة سجلت غياب دراسات تركز على المرأة في الهجرة ومعاناتها، مشددة على ضرورة تربية المغاربة لأبنائهم على قبول المهاجرين، لأنه لا يهاجر أحد من بلده عن طوع، بل لظروف قاسية، على حد وصفها.

يُشار إلى أن ندوة “سبل مناهضة العنف والاستغلال الجنسي ضد النساء”، جاءت تزامنا مع أول يوم من دخول القانون رقم 13-103 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، حيز التنفيذ بعد المصادقة عليه بالإجماع بمجلس النواب في إطار قراءة ثانية.

واعتبرت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، القانون بأنه واحد من أهم القوانين في الترسانة القانونية المغربية، بعد “الثورة” التي خلقتها مدونة الأسرة في مجال إنصاف المرأة والعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن آمالا كبيرة ت علق اليوم على تفعيل هذا القانون وأجرأة كل مقتضياته باعتباره آلية قانونية معتمدة لإنصاف المرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *