مجتمع

أوريد: تبني الدارجة قطيعة مع تاريخنا ودخول في العزلة (فيديو)

رفض الكاتب والمؤرخ حسن أوريد، إدراج مفرات من الدارجة في المقررات التعليمية بالمغرب، معتبرا أن تبني الدارجة يعني “القطيعة التامة مع تاريخنا ودخولنا في العزلة”، محذرا من أن هذا القرار ستكون له انعكاسات خطيرة على المنظومة التربوية والتعليمية.

وقال الروائي المغربي في حوار مصور مع “العمق”، إن الاستئناس بالدارجة من أجل التبليغ لا بأس به، متسائلا بالقول: “لكن ما الذي يراد بهذه الخطوة؟ هل هي بداية للتهييء للدارجة؟”، مشددا على أن تبني الدارجة ليس أمرا هنيا، خاصة في ظل ردود أفعال لها جدور تاريخية وقاعدة اجتماعية لا يمكن الاستهانة بها، وفق تعبيره.

وأضاف بالقول: “تبني الدارجة كلغة وطنية ستكون سهلة نسبيا إن افترضنا أننا حسمنا دارجة معيارية تجمع بين دارجة زاكورة ودارجة شفشاون، فهل الدولة المغربية بكل مكوناتها مستعدة لهذه القطيعة وتبعاتها؟ المراد في نهاية المطاف هو القطع مع الجدور، فالشجرة تذبل بعد قطع جذورها”.

وأشار الناطق الرسمي السابق بالقصر الملكي، إلى أن الخطورة هو اعتقاد البعض أن إصلاح المنظومة التربوية رهين بتبني الدارجة، معتبرا أن هذا الأمر هو تبسيط واختزال وكسل فكري، “فلا توجد لغة بمعزل عن الناطقين بها من الذين يعطونها محتوى وحيوية”، على حد قوله.

وأوضح المتحدث، أن نموذج كمال أتاتورك بتبني الحرف اللاتيني في كتابة اللغة التركية، لم يكن لينجح لولا سياق تاريخي وتجربة الإمبراطورية العثمانية جراء انهزامها، وانطلاقه من القوة السياسية للسلطة، وهو ما أدى إلى القطيعة مع التاريخ، وهذه القرارات لا يمكن تطبيقها بسهولة، فتركيا الآن تسعى للارتباط بتاريخها، والمرحلة الكمالية انتهت الآن”.

واعتبر أوريد أن في المغرب مؤسسات ودستور واضح في هذه المسألة، ولا يمكن العبث بالمقتضيات القاتونية والمؤسسات والتوجه العام للبلد، مردفا بالقول: “للأسف أصبحنا نطرح شبه قضايا من أجل أن لا نطرح القضايا الجوهرية في التعليم التي تستفحل سنة بعد أخرى، ودخلنا في دوامة الإصلاحات وشبه الإصلاحات من أجل اللاإصلاح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *