اقتصاد

مجموعة يابانية لصناعة السيارات تنشئ بطنجة أول مصنع لها بأفريقيا

وضعت المجموعة اليابانية المتخصصة في صناعة أجزاء السيارات “جتيكت كوربورايشن”، أمس الاثنين بالمنطقة الحرة لصناعة معدات السيارات “أوتوموتيف سيتي” بطنجة، حجر الأساس لأول مصنع بالقارة الإفريقية، وذلك بحضور كل من وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، ورئيس المجموعة اليابانية تيتسوو أغاتا، ورئيس مجلس الرقابة بالوكالة الخاصة طنجة المتوسط فؤاد البريني.

وأوضحت المجموعة اليابانية أن الإنتاج بهذا المصنع الجديد، يرتقب أن يبدأ خلال سنة 2020 بطاقة سنوية تصل إلى 300 ألف نظام توجيه ذي تعزيز كهربائي، موجهة إلى المصانع المحلية لمصنعي السيارات الدوليين بالمغرب، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”.

وسيستقبل المصنع الذي يمتد على مساحة 11300 مترا مربعا، خطوطا إنتاجية لـ”فوجي أوتوتيك موروكو”، أحد فروع مجموعة “جتيكت” التي تنتج أعمدة القيادة، ما سيعزز من قدرة المجموعة على تصميم وصناعة أنظمة توجيه جديدة ودعم مكانتها الريادية بالسوق العالمية.

وتعتبر مجموعة “جتيكت” أحد أبرز الموردين العالميين للحلول المبتكرة بالنسبة لصناعة السيارات وأول مورد لأنظمة التوجيه ذات التعزيز الكهربائي، حيث حققت خلال سنة 2017 رقم معاملات تبلغ قيمته 11 مليار أورو بأقسامها الأربعة المتخصصة في أنظمة التوجيه، والنقل والدحرجة وآلات التشغيل وهندسة الميكاترونيات، كما تشغل حاليا 45.600 فرد في العالم.

المغرب يجذب استثمارات اليابان

مولاي حفيظ العلمي، قال في كلمة له، إن هذا المصنع كان موضوع إحدى الاتفاقيات التي وقعت بين يدي الملك محمد السادس في دجنبر من عام 2017، مشيرا إلى أن تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، التي بلغ عددها 26 اتفاقية، 5 من بينها مع شركات يابانية، يسير “أولا بأول”.

وأوضح الوزير أن الأمر يتعلق هنا ب “مجموعة يابانية هامة” تعمل في قطاع صناعة السيارات وتتوفر على أزيد من 60 مصنعا عبر العالم، مضيفا أن المجموعة اليابانية “جتيكت كوربورايشن” تشتغل مع عدد من كبار مصنعي السيارات بالعالم، ومن بينهم “رونو” و”بي إس أ”، لافتا إلى أن المغرب صار “جذابا للاستثمارات اليابانية”.

وأضاف المتحدث أن المجموعة ستستثمر 20 مليون أورو لبناء هذا المصنع المتخصص في إنتاج أنظمة النقل وتوجيه السيارات، حيث سيتم تشغيل حوالي 100 شخص في قطاع تقني دقيق، سيتم تكوينهم بعدد من البلدان، من بينها اليابان، لتعزيز اندماجهم في روح هذه المقاولة.

وكشف أن “المصنع سيفتتح أبوابه مع بداية عام 2020، لإنتاج 300 ألف وحدة سنويا، سيوجه جزء كبير منها لتموين مصنعي السيارات بالمغرب”، معربا عن الأمل في أن يفتح هذا المصنع شهية المجموعة لزيادة استثماراتها بالمغرب، مشيرا إلى أن مصنع “جتيكت كوربورايشن” يدخل ضمن المنظومة القائمة حول مصنع “بي إس أ”، التي تزداد توسعا يوما بعد يوم، موضحا أننا “نهدف إلى تحسين ملموس لمعدل الاندماج المحلي”.

وفس نفس السياق، سجل العلمي أن مصنع “بي إس أ” بالقنيطرة، بعد افتتاحه، سيفوق معدل اندماجه المحلي عتبة 60 في المائة، أي في حدود 65 في المائة، كما أن مصنع “رونو” يسير في الاتجاه نفسه بمعدل اندماج يصل إلى 55 في المائة، يتوقع أن يفوق 65 في المائة مستقبلا.

إنتاج العربات الكهربائية والعربات ذاتية القيادة

رئيس المجموعة اليابانية تيتسوو أغاتا، اعتبر أن مصنع طنجة، الأول من نوعه بالقارة الإفريقية، سيمكن المجموعة من “مواكبة التحولات المتسارعة التي سيعرفها قطاع صناعة السيارات بين الخمس والعشر سنوات المقبلة”، مبرزا أن صناعة السيارات تتجه أكثر نحو إنتاج العربات الكهربائية والعربات ذاتية القيادة.

وقال في كلمته إن “المغرب، بموقعه الاستراتيجي وتنافسيته، يعمل بكفاءة لكي يصبح منصة لصناعة السيارات بإفريقيا”، مشيدا بالمجهودات التي قامت بها المملكة لتطوير “منظومات جذابة” لصناعة السيارات، وفق تعبيره.

من جانبه، أشار فؤاد البريني إلى الرؤية الملكية الاستراتيجية التي أطلقت دينامية تنموية قائمة على المركب المينائي طنجة وفتح المناطق الحرة، مبرزا أن هذه الدينامية مكنت من استقطاب الاستثمارات الخارجية، ومن بينها 8 شركات يابانية بلغ استثمارها الإجمالي ملياري درهم، وتشغل أزيد من 15 ألف شخص، على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *