مجتمع

“الجمجمة” و”رونالدو” .. “قنبول” جديد يغزو “درب عمر” بالبيضاء

الساعة تشير إلى الثانية والنصف ظهرا بـ”درب عمر” أهم الفضاءات التجارية بالعاصمة الإقتصادية، أصحاب المحلات منشغلين بترتيب السلع المحملة على متن الشاحنات وسط ضجيج الزبناء وأصحاب السيارات الذين يصرخون بسبب عرقلة الشاحنات لحركة السير .

لم يتبق سوى بضع ساعات على استقبال “عاشوراء” المكان مكتظ بالنساء والرجال، قدموا من أجل تلبية طلبات أبنائهم باقتنائهم لبعض الألعاب حسب قدراتهم المالية، كما تستغل المحلات الكبرى هذه المناسبة لجني أكبر نسبة من الأرباح، إذ يتراوح ثمن اللعبة الواحدة ما بين 10 دراهم و1000 درهم.

يُقدم مجموعة من الشباب خلال هذه المناسبة على بيع “القنبول”، بمختلف أنواعه، والذي يتم إدخاله إلى المملكة بطرق غير قانونية خوفا من الوقوع في قبضة الأمن، الذي يقوم بدوره خلال هذه الفترة بحملات تفتيشية لإعتقال كل من يحوز أو يتاجر في المفرقعات أو الشهب الإصطناعية بدون مبرر قانوني.

تقمصنا دور أشخاص يريدون شراء المفرقعات، وتوجهنا صوب أحد المحلات الكبرى للألعاب، واستغربت صاحبة المحل فور تساؤلنا عن إمكانية الحصول على كمية قليلة من “القنبول”، وأكدت السيدة أثناء حديثنا معها أن محلات الألعاب امتنعت عن بيع جميع أنواع المفرقعات، كونها غير قانونية.

واصلنا السير نحو الأمام، إلى أن صادفنا محلا صغيرا لبيع دمى الأفلام الكرتونية، وطلبنا من صاحب المحل أن يمدنا بأحد أنواع المفرقعات، غير أنه التزم الصمت بضعة ثواني مترددا، ثم أجابنا أنه لا يتاجر في “القنبول” خاصة في ظل الحملة التي يشهدها درب عمر، في هذه الفترة تحت إشراف عناصرالشرطة، ليدلنا على زقاق يختبئ فيه شباب يبيعون جميع أنواع المفرقعات، وقبل مغادرتنا المحل طلب منا صاحبه أخذ الحيطة والحذر.

وما إن وصلنا الزقاق المذكور، حتى تهافتت علينا أصوات شباب في مقتبل العمر، مطالبيننا باقتناء أحد أنواع المفرقعات بأثمنة تتراوح ما بين 5 دراهم و200 درهم للعبة الواحدة، وفجأة نشب صراع بين الباعة حول من يتمكن من إقناع أكبر عدد من الزبناء، وحذر بعضهم البعض، من ارتفاع حدة الشجار والتي قد تتسبب في قدوم رجال الشرطة.

ووجه لنا البائع نفسه، سؤالا حول اسم النوع الذي نبحث عنه، مشيرا إلى أن الأسواق تعرف هذه السنة ظهور أنواع جديدة من المفرقعات تحمل أسماء لاعبين، كـ”رونالدو” و”زيدان” و “الجمجمة”، غير أن هذه الأنواع الجديدة لم تنزع الإهتمام الذي تحظى به المفرقعات التي تحمل إسم “بلادن” و “داعش”.

وقد أكد مصدر أمني في تصريح لجريدة “العمق”، أن عقوبة الإتجار في المفرقعات تتراوح ما بين سنتين إلى خمس سنوات وغرامة مالية مابين 50 ألف درهم 500 ألف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *