سياسة، مجتمع

خبيرة: الدارجة لا ترقى لتكون لغة التعليم.. ولا مبرر لها في المقررات (فيديو)

قالت الخبيرة مع منظمة اليونسكو في اللغات المهددة بالانقراض، يمينة القراط العلام، إن “الدارجة حاليا لا يمكن أن ترقى لتكون لغة التعليم”، وزادت “أنا شخصيا كمتخصصة في اللسانيات الاجتماعية وديداكتيك اللغات لا أرى مبررا لإدخال كلمات من الدارجة (العامية) في المقررات الدراسية (المغربية)”، معتبرة طريقة إدراج تلك الكلمات في بعض الكتب المدرسية “عشوائية”.

وتساءلت الأستاذة الباحثة في اللسانيات الاجتماعية وديداكتيك اللغات، في حوار مع جريدة “العمق”، “ماذا سيضيفه إدخال هذه الكلمات بالنسبة للطفل المغربي الذي يترعرع في الوسط المغربي الحقيقي ويعرف “البغرير” و”البطبوط” و”البريوات”؟ وما القيمة المضافة من خلال إدراج هذه الكلمات؟ قائلة “قد يكون إدراج هذه الكلمات إضافة بالنسبة للطفل الذي يعيش في وسط غير مغربي”.

وتابعت المتحدثة “الدارجة لا يمكن إدراجها في المنظومة التربوية لأنها لابد أن تمر من المعيرة، وتصادق عليها مؤسسات الدولة، وتصبح هناك دارجة واحدة موحدة لجميع المغاربة، فكلمة “بغرير” مثلا بالنسبة للمغرب الشرقي لا يسمونه “بغريرا” بل يسمونه “خرينكو”، إذن هناك فرض للهجات على لهجات أخرى ولا حق لهم في ذلك. أقول لا يمكن للدارجة في وضعها الحالي أن تدرج في البرامج المدرسية، ولا عيب أن تدرج، لكن بعد الرقي بها”.

ورأت الخبيرة اللغوية ومديرة مركز الدكتوراه أن “اللغات الأمم يجب أن تكون في المدرسة خلال السنوات الأولى، قائلة “لأن ذلك الانتقال للطفل من البيت إلى المدرسة لابد أن يكون تدريجيا، إذ لا يمكن في التعليم الأولي أن نخاطب الطفل من الوهلة الأولى بالعربية الفصحى، وإن كانت عدد من مدارس الحضانة تستعمل اليوم الفرنسة بالدرجة الأولى، فيصبح الطفل المغربي معرضا في عدة حالات للغة الفرنسية منذ سنتين من عمره”.

وشددت المتحدثة على أنه “آن الأوان لإشراك الخبراء في اللغات ومن لهم دراية بالموضوع”، قائلا “هناك من يقول إن اللغة العربية هي اللغة الأم للمغاربة. أقول من موقعي كأستاذة متخصصة في اللسانيات أن اللغة العربية ليست لغة أم لأي أحد، لأنها لغة نتعلمها من المدرسة ونكتسب قواعدها وصرفها منها، ولأن مفهوم اللغة الأم عند جميع المختصين وحسب منظمة اليونسكو هي التي يكتسبها الطفل بالفطرة”.

وأكدت نائبة العميد المكلفة بالبحث العلمي والتعاون أن “البحث العلمي في المغرب مازال متخلفا جدا جدا”، قائلة “وقضية مثل إدراج كلمات من الدارجة كان الأحرى أن يعتمد المسؤولون في حسمها على البحث العلمي، لأن المختص في هذا المجال سيقول إن العامية محدودة، وأنه لابد أن تُطور وتُقنن وتَمر من المعيرة حتى يتكلمها جميع المغاربة. مستحيل أن تصبح الدارجة لغة العلم”.

وقالت “إذا كانت اللغة العربية الفصحى واللغة الفرنسية لم تستطيعا أن ترقيا بنفسيهما لمستوى لغة البحث العلمي فكيف يمكن للدارجة أن ترقى وتصبح لغة البحث العلمي؟ هذا محال لأن اللغة التي فرضت نفسها كلغة للبحث العلمي هي اللغة الانجليزية بامتياز، فمن نشر بالعربية بقي في نطاقه الضيق، ومن نشر بالفرنسية بقي محصورا في نطق الفرانكفونية المحدودة، ومن نشر بالانجليزية فهو من ضمن لنفسه الانتشار على الصعيد الدولي”.

وفي ما يلي “فيديو” الجزء الأول من الحوار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *