سياسة

خبيران: قبول دعوة التفاوض حول الصحراء “خيانة”.. و”نفق بلا مخرج”

دعا المبعوث الأممي إلى الصحراء، “هورست كولر”، كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو” إلى اجتماع بالعاصمة السويسرية جنيف، يومي 4 و5 دجنبر 2018، ممهلا الأطراف المدعوة للرد عليه قبل 20 أكتوبر 2018. وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا المغرب والبوليساريو لاستئناف المفاوضات حول الصحراء، عقب اجتماع له في غشت 2018.

وأثار الدعوة عدة تساؤلات حول التوقيت والمهلة المقدمة للأطراف، وماذا سيكون موقف المغرب المعني الأول بالقضية؟ وما الذي استجد حتى تعود الأطراف إلى طاولة الحوار؟ وعلى أية أرضية سيجتمع الأطراف؟ وما تقييم الأمم المتحدة للفشل في الماضي؟ وعلى أي شيء سيتفاوض الأطراف؟ وغيرها من الأسئلة التي ننقلها إلى مختصين في هذا الملف.

“خيانة للوطن”
في قراءته للموضوع، اعتبر الخبير في ملف الصحراء، أحمد نور الدين، قبول دعوة موفد الأمم المتحدة للصحراء، “هورست كولر”، بمثابة “خيانة للوطن”، قائلا “إن المغرب سيكون غير منسجم إذا قبل بالرجوع إلى المفاوضات دون تحقق الشروط”، مؤكدا أن لا شيء تغيير خلال 6 سنوات حتى يتم استئناف المفاوضات واللقاءات من جديد.

وتساءل الباحث في قضية الصحراء، في تصريح لجريدة “العمق”، على أي أساس وأية أرضية سيجرى الاجتماع إذا كانت الجزائر وجبهة تندوف تدفعان في اتجاه تقرير المصير فيما يقترح المغرب حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادته؟ موضحا أن على المغرب قبل العودة إلى طاولة المفاوضات أن يتحقق من زوال أسباب توقفها سابقا وأن يقوم بتقييم شامل للماضي.

“نقطة الصفر”
وانتقد نور الدين التنازلات التي قال إن وزارة الخارجية قدمتها بالاعتماد على التقنوقراط، موضحا أن الملف سياسي ويقتضي حله وجود حلول سياسية، داعيا إلى إشراك الباحثين والخبراء في تدبير القضية، واصفا مطالب العودة إلى اللقاءات والمفاوضات بـ”الرجوع لنقطة الصفر”.

وأوضح نور الدين أن جميع المحطات التي مر منها الملف انتهت في نفق مسدود بعد إعلان الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان في عام 2004 استحالة تنظيم الاستفتاء بعد استحالة التوافق على الهيئة الناخبة، مضيفا أن الدعوة ليست للمفاوضات ليست جديدة بل تم تكرارها عبر طول مسار القضية.

رفض منطقي
ورجح الخبير في القانون الدولي، خالد شيات، أن يرفض المغرب دعوة الأمم المتحدة للنقاش، قائلا “سيكون الرفض بالنسبة إليّ منطقيا ومنسجما مع الموقف المغربي”، وزاد “أعتقد أن المغرب إذا قبل بهذه المفاوضات أو هذا النوع من النقاش سيقبله على مضض، وإن كنت أفضل في ظل غياب الشروط عدم القبول.

وقال أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح لجريدة “العمق”، “ليست هناك أي مستجدات يمكن أن تدفع طرفي النزاع لتغيير مواقفهما في ما يتعلق بهذه القضية، وبالتالي ربما سيكون نقاشا من أجل النقاش، ويمكن أن يكون تفاوضا من أجل التفاوض فقط، وليست هذه أول مرة يتفاوض فيها المغرب بطريقة غير مباشرة مع جبهة البوليساريو”.

نفق بلا مخرج
وأكد منسق الدراسات المغاربية بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، أنه مادامت الجزائر لم تلين موقفها القاضي بضرورة حل القضية عن طريق تقرير المصير عبر الاستفتاء فإن هذا الأمر لن يصل إلى نتيجة تذكر في أي حل من الحلول التي تقترحها الأمم المتحدة.

وأكد الأستاذ الباحث أن الدخول في هذا النفق الذي تقترحه الأمم المتحدة غير مجدي وبلا مخرج، قائلا “إذا كان الحل من خلال نقاش قائم على حل سياسي متوافق حوله بدون الضغط من الجزائر بما يسمى تقرير المصير عن طريق الاستفتاء وكان قابلا للتطبيق فإنه يمكن أن يكون هذا شرطا أوليا للدخول في أي نوع من النقاش على قضية الصحراء المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *