آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية

مختصون يقاربون استعمال جماهير الكرة للكلمات النابية بالملاعب

طفت على سطح الأحداث الرياضية منذ بداية الموسم الرياضي، أحداث شغب بالملاعب الرياضية كان أبرزها ما رافق مباراة الجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي لحساب الجولة الثانية من البطولة الوطنية، وما حدث خلال مباراة الكوكب المراكشي والمغرب التطواني، والأحداث التي أعقبت خروج الوداد من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، بالإضافة إلى أحداث الشغب التي رافقت مباراة الرجاء في كأس الاتحاد الإفريقي أمام كارابرازافيل.

ورافق أحداث الشغب خلال المناسبات المذكورة وغيرها استعمال الجماهير للمفردات والتعابير الخادشة للذوق العام، والتي قد تكون سببا في عزوف بعض الجماهير عن المدرجات واقتصار الحضور على جنس الذكور دون غيره.

جريدة “العمق” ارتأت تسليط الضوء على أبرز ما رافق بعض المباريات ونقلت سؤالا حول دوافع ومألات هذه الممارسات إلى باحثين في علم الاجتماع لمقاربة هذه الأحداث.

هيستيريا الفرح

أستاذ التعليم العالي المختص في علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، أكد في تصريح لجريدة “العمق”، أن استعمال الكلمات النابية وسط ملاعب المدرجات ليس أمرا غريبا لأن العنف يبدأ بالكلمة النابية وينتهي بالعنف المادي.

وأضاف أنه “في القديم كان السب في اتجاه الحكم ثم تحول إلى الألوان ثم إلى داخل الجمهور”، مشيرا أن الكلام النابي أسبابه متعددة لأن أغلبية الجماهير من صنف المراهقين، وأن المعيار الأخلاقي يغيب في ظل ما يسمى بالحماس الجماهيري، حيث يصبح التطاول على كرامة الأخر مستباحا أمام هيستيريا الفرح”.

هوية “الجماهير”

مولود أمغار، الباحث في علم الاجتماع أكد في تصريح لجريدة “العمق”، أنه “إذا ما عدنا إلى سيبستيان لويس المتخصص في عنف الملاعب سنجد أنه يميز في الجماهير بين المشجع العادي الذي يشجع ولكن لا يشارك في العنف، وبين “الإلتراس” و”الهوليغينز”، هؤلاء يدخلون في خانة المشجعين الراديكاليين، وهم يقبلون باستخدام العنف والفرق بينهما أن العنف بالنسبة “للهوليغينز” هو الغاية من ممارسته للتشجيع، وهي دائما ما تحاول التأكيد على قوتها الجسدية كأفراد ومجموعة”.

وتالع، “الإلتراس تهتم بالأمور التنظيمية وتحاول أن تتفوق على نظرائها بإبداع أشكال تشجيعية جديدة تجعلها محط حديث الاعلام، ولكن هي لا ترفض العنف إن اقتضى الحال ذلك، مخافة فقدان هيبتها في أوساط الإلترات، بالتالي يصبح العنف جزءا من عملية تشكيل هوية الإلتراس وأيضا جزءا من ممارسات التشجيع بالنسبة لهم”.

وأوضح أمغار أنه، “إذا ما اتفقنا حول أن العنف هو جزء من تشكيل هوية “الجماهير” سنجد أنه من العادي جدا أن تستخدم الجماهير الكلمات النابية التي لا يقبلها المجتمع، لأن الجماهير تعتبر نفسها في الكثير من مناطق العالم حركة ضد مؤسساتية، وبالتالي تسمح لنفسها في فترات الحماس والهيجان الجماعي أن تخترق “النظام القيمي”، وذلك بالمرور من إنتاج ما يسميه فوكو من الخطاب المشروع الذي يلتزم بنظافة العبارات، إلى الخطاب غير المشروع”.

وحول صعوبة ضبط الجماهير باستخدام العنف، أضاف أمغار: “يمكن القول إن العنف هو أحد الآليات التي تدفع بالجماهير إلى إنتاج عنف مضاد يصعب توقع نتائجه، لأن الاحتكاك مع قوى حفظ النظام يصبح هو بذاته بالنسبة للجماهير جزءا من صناعة الفرجة”.

وأشار المتحدث إلى أنه في بعض الأحيان تصبح الجماهير حركة احتجاجية تتفاعل مع بعض القضايا وتجعل من نفسها مدافعا عن الأوضاع المزرية التي تعيشها الكثير من الفئات الاجتماعية، لا سيما وأن عددا كبيرا من الجماهير تنحدر من الأوساط الشعبية والمتوسطة.

تغدية للمكبوت

رشيد الجرموني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، أكد لجريدة “العمق”، أن “لحظة الفرجة انقلبت من فرجة كروية إلى فرجة داخل الملعب بين الجماهير، وهي تعبير عن الذات وكأنه طقس رياضي بالنسبة للمتفرجين”.

وتابع الجرموني، “بعض الجماهير تعتبر الفرجة لحظة للتحرر من قيود المجتمع والتعبير بعفوية عن مكبوت داخل الانسان، مشيرا إلى أن المشجع يكون دائما مضبوطا بالواقع والمؤسسات والقانون وفي مرحلة التشجيع، فرغم وجود الأمن فهو يتحرر”.

الأستاذ الجامعي أشار إلى أن “استعمال المخدرات من طرف بعض الجماهير، وتأثيرها على الشباب، والتلفظ في هذه الحالة بكلمات نابية هو تغدية للمكبوت داخل الإنسان”.

وكانت اللجنة المركزية للتأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد أصدرت عقب اجتماعها الثلاثاء عقوبات وغرامات في حق بعض أندية القسم الوطني الأول، وقضت بتغريم فريق أولمبيك خريبكة، مبلغ 25 ألف درهما، لاستعمال جماهيره للشهب الاصطناعية، ورميها على أرضية ملعب الفوسفات، في المباراة التي جمعته بنادي نهضة بركان برسم دور الثمن نهائي من منافسات كأس العرش.

يشار إلى أنه سجلت أولى حالات اللعب بدون جمهور في حق نادي الجيش الملكي بعد أحداث الشغب التي أعقبت مباراة الجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي لحساب الجولة الثانية من البطولة الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *