وجهة نظر

قطار في زمن الخليع !

مابالك ياقطار!

ما بالك تخون العهد وتضيق بمرتاديك وترميهم الى الردى اشلاء متناثرة ؟!

ما بالك ، ترتعد فرائصك مرة واحدة فتثور ضد هم؟!

لي ولهم معك عمر طويل … اعطيتني كما اعطيتهم اشارات الامان خلافا لباقي وساىل المواصلات الاخرى.

نمتطيك وجرعة السلامة على النفس والبدن عالية….عبرك ربطنا علاقات مودة حقيقية مع البعض ، وصداقات ثابتة لم تتغير بوظيفة ولا بمنصب….

عبرك _ورغم تعنتك الكبير احيانا ووصولك المتلكئ الذي يعبث باعصابنا مرارنا_ … ، راجعنا دروسنا ونحن بعد طلابا .

في مقصوراتك البنفسجية والرمادية والبرتقالية والزرقاء…. كتبنا وحضرنا للقاءات وندوات كما وهيأنا لاختبارات كتابية و شفهية….

في ممراتك الملأى احيانا ، ترفعنا عن الشجار مع البعض …وتسامحنا مع الغلضة والتشنج والتهجم فيهم.

نأينا بالنفس عن سلوكات مشينة وقهقهات مستفزة…وكلمات نابية…ونظرات تحرش مقيتة…..في مراياك لاحظنا رسوم الزمن على وجوهنا هي بعض تجاعيد حقا وبعض ملامح نضج وتعقل كذلك…..

في مقاعد درجتيك، خضنا نقاشات جادة ومسؤولة ….وبسطنا الكلام في ظواهر هذا الوطن الحبيب …..ومفارقاته الغريبة….كما خضنا في ثرثرات فارغة كمعظم البشر .

في كل ركن من اركان مقصوراتك …لنا ذكرى …لنا حدث…..لنا اقصوصة.. لنا نكتة ….لنا بعض الدمع العالق في العين على من كانوا اوفياء من روادك ،وعلى حين غرة غادرونا….مغادرة الدنيا ومغادرة الآخرة…..

وبالجملة ، انت خزانة ذكريات وأرشيف من الواقع بتلاوين مختلفة بعضها مفرح ….جعلنا في زمرة أصحاب الشواهد واصحاب الوظائف ولله الحمد….وبعضها مترح سيجنا في خانات حزن ما يزال عالقا في دواخلنا كالوشم .

فم ابالك يا مكوكي؟

لماذا تخون العهد بعد طول العهد بك ؟ لماذا تعض افئدتنا على احبة لنا كانوا أشد اصطبار على تأخرك وعلى خدماتك …..؟؟؟

فهل يعلم القيمون عليك وحراسك، ان من هؤلاء الأحبة روادا أوفياء من اطياف مختلفة :طلابا وعمالا ومستخدمين وموظفين ….و مرضى لا حول لهم ولاقوة ،يمتطونك مكرهين صوب مستشفيات العاصمة حيث مواعيد الاستشفاء والتطبيب أمر وأصعب من انتظارك .

فهل يدري المسؤولون عن صيانتك وعن مواعيدك …أن التخاذل والخطأ مرفوضان قطعا …وأن تكلفة الخطأ فيك غالية جدا …و لا ثمن لها.
أم ان بعد الروح من نفيس في هذه الدنيا الدوارة ؟!

أيدري القيمون عليك انك ليس وسيلة ربط بين مدينة واخرى فقط ، بل وسيلة أمل لبناء مستقبل واعد لدى البعض واولهم الشباب أصحاب الحماسة المتوقدة والأمل الواعد ماشاء الله، ووسيلة لكسب لقمة عيش مضنية لدى البعض الآخر ، ووسيلة ترق اجتماعي في وظائف مركزية ممركزة في العاصمتين فقط أي الرباط والدار البيضاء…في انتظار ميثاق لاتمركز قد يحلحل هذا اللاتكافؤ …

لأجل كل هذا . وفي انتظار تحقيق يطمئن دواخلا متأججة حرقة وغضبا ….لأجل كل الرسائل التي تحويها بين مقصوراتك …..والأمل الذي يحتضنه مرتادوك على اختلاف مستوياتهم …

ابكيك وابكي هذا الأمان الذي اهتز لهول المشاهد المروعة هذا اليوم ، وانت تقذف أشلاء متناثرة …وترديها قتيلة …وتلفظها جريحة لا حول لها ولا قوة ….

فهل كثير علي وغيري ان اجزع وأفزع ؟!

ام كثير على شاشاتنا ان تعلن حدادها على ارواح الحدث …تضامنا واحتراما؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *