مجتمع

حفصي.. مغربي ينال اعتراف غوغل بعبقريته في رسم الخرائط الافتراضية (صور)

يشارك الشاب المغربي حفصي كمال ابن مدينة أكادير هذه الأيام، في أكبر ملتقى عالمي بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، لمتخصصين في رسم خرائط google maps.

وتلقى حفصي الذي يعمل موظفا ببلدية أكادير، دعوة خاصة من إدارة google، نظير حصوله على مجموع مشاهدات تعتمد فيها الشركة على معايير صارمة فاقت 4 مليون، مكنته من الدخول في المراتب الأربعة الأولى عالميا، ليكون ممثلا لدول المغرب الكبير، ويحصل على جائزة غوغل للتجوال الافتراضي نظير العديد من المبادرات و المشاريع الافتراضية التي أسسها في هذا المجال لأزيد من اربع سنوات.

وتمكن حفصي من الحصول على معدل المشاهدات القياسي الذي تفاجأ به شخصيا، من خلال عمله الدؤوب والذي امتد لسنوات، قضاها وهو يحاول توطين المواقع بعدد من المدن المغربية، عبر خريطة “كوكل مابس”، وكلفه الأمر مجهودا خرافيا، واجه خلاله صعوبات كثيرة، أهمها غياب دعم حقيقي من المسؤولين، واقتناؤه لتجهيزات خاصة بالتوطين، من أوروبا وأمريكا كلفته أموالا باهضة.

وزار حفصي خلال مدة اشتغاله على مشروعه، مدن الدار البيضاء، وحول زيارة مسجد الحسن الثاني والمكتبة الحسنية الى زيارة افتراضية، وبعدها قضى بمراكش مدة حاول خلالها توطين عدد من المآثر التاريخية في خريطة كوكل، كساحة جامع الفنا وقصر البديع، وبمدينة الرباط وطن ساحة مسجد حسان، وعمل على توطين عدد من المرافق والساحات بمدينة اكادير.

وقال حفصي في اتصال حصري بجريدة “العمق”، إن “دعوة google لي للحضور إلى مقر شركتها كانت مفاجأة كبيرة، أنستني تعب السنين في أكادير، لقد فكرت مرات أن أترك مجال توطين الأماكن عبر خريطة كوكل، لأنها تسبب لي متاعب كثيرة، واليوم بعد أن حضرت مع مختصين وتلقيت تكوينا معمقا في هذا المجال، سأعود إلى بلدي بروح ونفسين جديدين وسأنقل تجربتي للمسوؤلين، وسأوضح لهم الشروط التي يجب أن تتوفر في البنايات حتى يتسنى إدخالها حسب معايير كوكل لخرائطه، أولها احترام الولوجيات”، مضيفا بقوله: “أظن أن ميدان الخرائط عبر موقع كوكل سيخلق ثورة جديدة في عالم السياحة والاقتصاد، فاليوم أغلب السياح والمستثمرين يعتمدون على هذه الخرائط قبل التوجه إلى وجهاتهم، وأكادير وعدد من المدن المغربية تحتاج عملا مضنيا لتكون في مستوى في هذا التحدي”.

وأضاف حفصي “بعد سنة من الجد والعمل والبحث في تعلم تكنولوجية التجوال الافتراضي التي أعطيتها الكثير من الوقت والمال والطاقة واستطعت أن أنزع شارة “موثوق” من غوغل للزيارات الافتراضية، وفي زمن قياسي، نظرا لاحترامي للشروط والمتطلبات اللازمة، لقد سنحت لي الفرصة بتواجدي مع فريق عمل غوغل الخاص بالتجوال الافتراضي المعروف بـ Street View، تبادلنا الكثير من المعطيات واستمعو بجدية كبيرة إلى بعض الاقتراحات التي سجلتها طيلة السنة”.

“وظيفتي بقسم الاعلاميات بجماعة أكادير، وكأكاديري غيور على مدينته، جعلتني افكر في إحداث مشروع يساعد الساكنة حاليا ومستقبلا، وفعلا بادرت شخصيا في دراسته وفي توفير البنية التحتية للمشروع ومن تم اطلقت عليه إسم Agadir VR، ومعناه أكادير في الواقع الافتراضي، وفعلا قمت بتحويل بعض المنشآت الجماعية و الادارية، الى الواقع الافتراضي ، والمعدات التي استعملتها من مالي الخاص، وكلفني العمل وقتا كبيرا أثر كثيرا على حياتي العائلية، وللأسف مشروع “اكادير للزيارات الافتراضية” توقف حاليا لمشاكل متعددة و لضغوط نفسية مما أثر على حالتي الصحية، وكان سيساعد في السياحة و التعرف عن بعد على المدينة ومنشآتها، لكن إصرار غوغل على تكريمي رغم أنني بعيد كل البعد عن رفقائي في هذا الميدان، لا من الناحية المالية و اللوجستية، يجعلني لا أندم قط على ما أنجزته من مشاريع، ولقد ضخ في قلبي دماء جديدة”.


وعن مشاركته في الديار الأمريكية يضيف ذات المتحدث: “ساهمت في إحدى ورشات غوغل بمعية أصدقاء العمل، في البحث عن حلول ناجعة لذوي الاحتياجات الخاصة، فبإمكانهم حاليا معرفة الأماكن التي تحترم شروط الولوجيات، عن طريق الولوج لخريطة غوغل، ونقاشنا كان حول كيفية حث المنشآت والإدارات على توفير ولوجيات أحسن، والتفكير في هاته الطبقة المهمشة من المواطنين، وخرجنا بأفكار رائعة أخدتها غوغل بعين الاعتبار، وما تقدمه هاته الشركة شيئ عجيب و لصالحنا”.

وعن طريقة عمل الزيارات الافتراضية عبر موقع كوكل مابس يقول حفصي “زيارة افتراضية بدرجة 360، تختلف حسب الجهاز المستعمل، أي أن استعملت نظارات vr كـ samsung gear مثلا، تمكنك أن تتواجد في الواقع الافتراضي للزيارة والتمتع أكثر، واستعمال الشاشة ستمكن اكتشاف الزيارة والتبحر بحرية، لكنها ليست أكثر افتراضية من النظارات، التي تتيح لك الانصهار ذاخل المكان”.

وعن المشاكل التي واجهته في تنفيد فكرته يقول حفصي “كل مشروع له خصوصياته و عدد الصور المكونة له، فمثلا القاعة المغطات بأكادير أخدت مني ما يقارب 10 ايام كمجموع حصص التصوير، بعد ذلك تأتي ساعات العمل الخاصة بتحرير الصور و إصلاح الأخطاء وحذف و تعويض الصور الرديئة،و هاته أصعب مرحلة وأخدت مني وقت كثير جدا، ومن تم دمج الصور في برنامج خاص لشركة غوغل للزيارات الافتراضية المعروف بغوغل سترييت، بعد دمج الصور تلزمك رخصة خاصة من طرف غوغل تساعدك على وصل الصور ببعضها وإنشاء زيارات افتراضية، هاته المرحلة تتطلب أياما متعددة كونها دقيقة جدا، عند الانتهاء تتكلف خوارزميات غوغل بخلق فضاء افتراضي للصور، ودمجها على البرنامج العملاق غوغل للخرائط، ووصلها مع البرامج الأخرى المعنية”.


وختم حفضي اتصاله بقوله” أصبحنا متأخرين جدا في هذا الميدان، فالأوروبيون مثلا يزورون المتاحف و الأماكن السياحية افتراضيا قبل زيارتها واقعيا، فيتمكنون من التعرف على المكان و على جماليته وبالتالي لا يحتاجون إلى مرشد أو خريطة تقودهم، لذلك أحببت أن تكون لمدينتنا ولمدن المملكة هاته الزيارة، لتشجيع  المغاربة والاجانب لزيارة اماكن متعددة من منازلهم والتعرف على كل الأشياء الكبيرة والصغيرة، وتشجيعهم بالتالي على زيارة المكان دون مفاجآت، فهنا في الولايات المتحدة استطاع بعض الأطباء النفسيين استعمال هاته التقنية لعلاج مرض الرهاب أو الفوبيا لمرضاهم، الذين يخافون مثلا من الطائرات أو القطارات أو الأماكن الشاهقة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *