مجتمع

في يوم واحد.. أطباء “يشلون” المستشفيات وعيادات خاصة تغلق أبوابها (صور)

خاض أطباء بالقطاعين العام والخاص، اليوم الخميس، إضرابا وطنيا متزامنا، دعت إليه بشكل مستقل كل من النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والتنسيقية الوطنية للأطباء العامين بالقطاع الخاص، احتجاجا على أوضاع القطاع الصحي ولمطالبة الوزارة الوصية بالاستجابة لملفاتهم المطلبية، بعد سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات.

يأتي ذلك بعدما “شل” أطباء النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام مختلف المستشفيات العمومية بالمملكة، في إضراب وطني يوم الإثنين المنصرم، ويستمر اليوم وغدا، سبقته إضرابات ومسيرات احتجاجية واستقلالات جماعية، بينما خاضت 5 نقابات لأطباء القطاع الخاص إضافة إلى الجمعية الوطنية للمصحات، إضرابا وطنيا شهر أكتوبر المنصرم، ضمن برنامج يشمل إضرابا في كل شهر.

وعلمت جريدة “العمق”، أن إضراب الأطباء سيصل للبرلمان خلال جلسة مجلس النواب يوم الإثنين المقبل، حيث يستعد فريق العدالة والتنمية لطرح سؤال شفوي آني لوزير الصحة حول خوض أطباء القطاعين الخاص والعام إضرابات متتالية منذ حوالي سنة ونصف، “نتج عنها تردي كبير في الخدمات الصحية، مما أدى إلى استياء كبير لدى المواطنين”، مطالبا الوزير بكشف الإجراءات المستعجلة التي سيتخذها بغية “إيقاف هذا الاحتقان وضمان السير العادي للخدمات الصحية بالقطاع الخاص والعام”.

نسبة الإضراب

الكاتب العام الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام مولاي عبد الله العلوي المنتظر، أوضح في تصريح لجريدة “العمق”، أن نسبة الإضراب وصلت إلى حدود الآن 80 في المائة كمعدل وطني، معتبرا أن “هذا الرقم يعكس تشبت الأطباء بكامل ملفهم المطلبي، وبإيمانهم الراسخ بمشروعية وعدالة قضيتهم”، مشيرا إلى أن نسبة الإضراب يوم الإثنين الماضي بلغت 79 في المائة.

وكشف العلوي أن مراكز طبية عمومية سجلت اليوم نسبة 100 في المائة من الإضراب، بينما مراكز أخرى تراوحت نسبة الإضراب فيها ما بين 73 إلى 93 في المائة، لافتا إلى أن المركبات الجراحية لأكبر المؤسسات الصحية بالمغرب لا يقومون اليوم إلا بمهام المستعجلات فقط، مشددا على نقابته لا تستهدف شل أوصال الصحة العمومية بالمغرب، وتضع استثناءات في الإضراب لتبقى الخدمات الصحية في أدنى مستوياتها نظرا لخصوصية القطاع الصحي.

وأضاف المنتظر أن الوزارة أقرت في محضر 26 أكتوبر الماضي بمشروعية مطالب الأطباء، وعلى رأسها تخويل الرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته، وضرورة توفير الشروط والمعايير العلمية والطبية للمؤسسات الصحية من أجل صون كرامة الطبيب والمريض، “غير أننا لا لنا ننتظر رد رئاسة الحكومة ووزارة الاقتصاد والمالية لعلاج مسببات الاحتجاج”، كاشفا أن الأطباء سيستبدلون زيهم الرسمي ببذلة سوداء الأربعاء المقبل في “يوم حداد وطني للطبيب المغربي”.

التصعيد

ويرى المتحدث أن نقابته تمثل صوت الطبيب المغربي 100 في المائة بالنظر إلى أنه لا يوجد من يعارض مطالب النقابة، مشيرا إلى أن الاحتجاج مستمر منذ أزيد من سنة ونصف دون توقف، ومسببات الاحتجاج لازالت قائمة وعلى رأسها طول المواعيد والاكتظاظ وانعدام الوسائل البيو طبية والنقص العددي في الأطقم الطبية وشبه الطبية وغيرها.

وتابع قوله في نفس الصدد: “نحن مستمرون وأنظارنا تتجه نحو الحكومة، فقد بدأنا احتجاجات بإضرابات من 24 ساعة، ثم صعدنا الخطوة ليومين في الشهر، والآن 3 أيام من الإضراب خلال نونبر، ونتمنى ألا تضطرنا الظروف إلى المرور لبرنامج الشهر المقبل، لأننا حاليا بصدد التسريع بجمع لوائح الاستقالة الجماعية للأطباء كنوع من تخيير الحكومة بين الاستجابة لمطالبنا أو تقديم استقالاتنا”.

ويعيش قطاع الصحة على إيقاع توتر غير مسبوق، عقب إقدام عشرات الأطباء بكل من جهة الدار البيضاء سطات وجهة الشرق وإقليم ورزازات، على تقديم استقالات جماعية من العمل بالقطاع العام، بينما هددت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بتصعيد خطواتها عبر الإقدام على الهجرة الجماعية للأطباء وشل المصالح الحيوية والمستعجلات بكل المستشفيات في حالة “استمرار الصمت الرهيب للحكومة”.

عيادات مغلقة

وفي القطاع الخاص، أعلنت التنسيقية الوطنية لأطباء العامين بالقطاع الخاص، أن أطباءً بأزيد من 30 مدينة يخوضون إضرابا وطنيا اليوم الخميس، ضمن برنامج احتجاجي سطرته 5 نقابات لأطباء القطاع الخاص إضافة إلى الجمعية الوطنية للمصحات، قبل أن تعلن 4 نقابات رفقة جمعية المصحات تعليق إضراب اليوم بعد اجتماع سابق بوزير الصحة.

وأوضحت التنسيقية الوطنية لأطباء العامين بالقطاع الخاص، أن إضراب اليوم هو ثان إضراب تخوضه التنسيقية تنزيلا للبرنامج النضالي المتفق حوله مع باقي النقابات يوم 20 شتنبر الماضي، والقاضي بخوض إضراب في يوم واحد من كل شهر، معلنة تضامنها مع النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام التي تخوض بدورها إضرابا وطنيا اليوم وغدا.

رئيس التنسيقية الوطنية الأطباء العامين بالقطاع الخاص شراف لحنش، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن الإضراب الذي تمسكت به نقابته شمل مدن: تطوان مرتيل الفنيدق طنجة مولاي بوسلهام القنيطرة بوزنيقة الدار البيضاء المحمدية برشيد الجديدة أزمور الصويرة آسفي أكادير أيت ملول اليوسفية الناظور إنزكان سلا الفقيه بنصالح بني ملال الدرويش ميضار عين تاوجطات الرشيدية الخميسات خنيفرة بن الطيب ومدن أخرى.

تمسكٌ بالإضراب

وأشار إلى أن هذه الخطوة الاحتجاجية تأتي “التزاما مع قواعدنا حول تنزيل البرنامج الاحتجاجي في ظل عدم التوصل إلى أي نتيجة خلال اللقاء الذي جمع ممثلي نقابات أطباء القطاع الخاص والجمعية الوطنية للمصحات بكل من وزير الصحة والكاتب العام للوزارة.

واعتبر شراف أن “فتح الحوار لا يعني رفع الأشكال النضالية لكي لا نقع في أخطاء الماضي، فلا صور من أجل الصور و لا إمضاءات على بلاغات فارغة، لهذا تمسكنا بالاضراب”، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث أن من أهم مطالب أطباء القطاع الخاص، مراجعة التعرفة الوطنية للخدمات الطبية حفاظا على القدرة الشرائية للمواطنين، ووضع مسار منسق للعلاجات لوقف حالة الفوضى والتيه التي يتخبط فيها المواطنون الذين يقصدون العلاج، وحماية الأطباء عبر عدالة ضريبية وحماية اجتماعية، لافتا إلى أن الأطباء يقدمون خدمة اجتماعية وليس تجارة، داعيا إلى وضع حد للممارسات غير القانونية لمهنة الطب.

وبخصوص اللقاء الذي جمع نقابات القطاع الخاص بوزير الصحة، أوضح شراف أن الدكالي وعد بعقد اجتماعات من أجل التفاعل مع المطالب المستعجلة للنقابات، مشيرا إلى أنه تم التباحث بشأن مختلف القضايا قيد النقاش مع التأكيد على استعجالية النقاط المتعلقة بمراجعة التعريفة الوطنية والتغطية الاجتماعية وانتخابات هيئة الأطباء، غير أن الأوضاع لا زالت كما هي إلى حدود الآن، على حد قوله.

(صورة الرئيسية من الأرشيف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *