وجهة نظر

حينما كانت للحيل سلطة على الأطفال

إن التحولات السوسيو اقتصادية والسوسيو ثقافية، التي شهدتها وتشهدها واحة فكيك بشكل مكثف أساسا في الخمسين سنة الأخيرة، نتيجة عدة عوامل وتأثيرات، يتداخل فيها ما هو ذاتي بما هو موضوعي وما هو داخلي بما هو خارجي (لا يتسع هذا المقال للوقوف عند بعضها وسردها). جعلت بنيات عديدة، وظواهر اجتماعية وممارسات وقيم وأخلاق وسلوكيات وخطابات ومصطلحات وأسماء تندثر بشكل شبه كلي ونهائي.

في هذا المقال البسيط، سأحاول قدر الإمكان أن أرصد كيف كان المجتمع “الفكيكي” يتدبر بعض أموره عبر أفعال وممارسات وسلوكيات وخطابات متداولة يوميا، يتداخل فيها ما هو اجتماعي بما هو ثقافي واقتصادي وتاريخي وديني وخرافي ونفسي. وسأتناول أساسا نمطا من أنماط التعامل اليومي للمجتمع، أو”فئة الكبار” مع “فئة الصغار”،أي الأطفال، في شقه التربوي والتعليمي وكذا التواصلي. وحديثي هذا سينكب أساسا على ما أسميته هنا ب «خطاب الحيلة» أو «خطاب الاستدراج».سوف لن أخوض في ماهية الآليات المنتجة والمسئولة عن التحولات المجتمعية المذكورة سلفا، سوف لن أغوص في طبيعة وفي كيفية تشكل وبناء هذا الخطاب وأشكال تداولهواشتغاله والخصائص التي تميزه عن غيره من الخطابات، ولنأسائله في مضمونه ومحموله وعما يفصح، ولن أحلل البنية التي أنتجته، فذلك من اختصاص المشتغل في حقل السوسيولوجيا وكذا ميدان اللسانيات والسيميولوجيا. وطبيعة هذا المقال ليس بالنص التحليلي التفكيكي أو النقدي بقدر ما هو نص سردي وصفي استعراضي، وأنا سأتحدث في مقالي هذا من موقعي كملاحظ وكشاهد عيان وكحاضر في الماضي لا غير.

لقد حاولت ما أمكن الاعتماد أساسا على ذاكرتي والرجوع بها إلى الوراء للتذكر واسترجاع شريط الماضي، من أجل سرد بعض الوقائع والأحداث والخطابات، وكذا أن أقتات من الذكريات، لكن لم تسعفني هذه الذاكرة الفردية والقصيرة كثيرا، لكونها ليست غنية بالقدر الكافي الذي يسمح لي أن أغني هذا الموضوع وأفيد فيه بالكثير، وذلك بسرد أمثلة متعددة ومتنوعة. ربما ظننت في قرارة نفسي أن ذاكرة الإنسان تشتغل على منوال وشكل وعاء أو خزانة، فكل ما تختزنه ستجده في لحظات طلبه، لكن الأمر غير ذلك فهو أكبر مما اعتقدت، فلذاكرتنا حياة خاصة، وأسرار وآليات اشتغال أعقد مما تصورته و ظننته، وأن هناك أمور كثيرة غائبة عني وأجهلها،كما أن هناك أشياء وحوادث كثيرة لم تسجل ولم تختزن في ذاكرتي ولم أجد لها أدنى أثر، ربما لم تكن مهمة بالنسبة إلي في لحظة وقوعها،تلقيها واستقبالها، أو ربما أتلفت وضاعت لسبب ما،قد يكون لتعرية الزمن أثر في ذلك،أو لضعف الذاكرة، أو ربما تنقصني أدوات وآليات و منهج للعمل وكذلك طريقة لاستفزاز واستنطاق الذاكرة وحثها على الاشتغال والتذكر،وأيضا المزيد من البحث والحفر في الذاكرة الجماعية، فالغبار التي تراكمت مع مرور السنين تكلست وتحولتإلى طبقات جيولوجية غطت ما تحتها ولم يعد من السهولة الكشف عنها،ولذلك لا بد من أدوات و آليات عصرية للحفر، ومزيدا من الوقت للوصول إلى ما هو مكنون ومكنوز في هذه الذاكرة،أو ربما ذلك يحتاج إلى عمل جماعيومؤسساتي جدي أو أبحاث أكاديميةممنهجة وعلمية. وفي غياب وثائق ومراجع مكتوبة – وهذا من بين العوامل التي تشكل العوائق والعراقيل التي تعترض أي دارس أو باحث في تاريخ وتراث الواحة –هكذااضطررت للاستنجاد ولطلب يد المساعدة من ذاكرة غنية مازالت خصبة وحية هي ذاكرة أمي.كما أن إضافات السيد حسن بنأعماره كانت مفيدة ومهمة.

ومن هذا المنبر أناشد المتخصصين المهتمين بكل ما هو شفهي،أن يعملوا على تحريك وتشغيل وتفعيل ما تبقى من الذاكرة الحية الجماعية، والعمل على جمع وتدوين وتوثيق ما تبقى من التراث الشفهي قبل أن يندثر ويضيع مرة للأبد، وليكن ذلك بأي لغة شئتم، حتى وإن كانت اللغة الصينية.وكما قيل سلفا:”حينما يموت شيخ إفريقي فذلك يعني حرق أو غرق مكتبة واندثارها”.

*حينما كانت الحيلة تفصل في أمور كثيرة.

الجدة/الحكاية:

إن دور الجدة كان محوري وأساسي، قبل أن يتحول المجتمع و ينتقل من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية، ولا مجال هنا لسرد أدوارها الكثيرة الأساسية والشاملة،فالجدة كانت بمثابة (P.D.G ) (الرئيس المدير العام) ،أو نائبته، كانت لوحدها تشكل مؤسسة قبل أن تتوارى وتنتقل إلى الهامش ،مع التحولات التي أشرت إليها سابقا في بداية المقال.

*حينما كانت الحكاية تنوب عن الأكل لملء البطون الفارغة الجائعة، وعلى وسائل التواصل والبيداغوجية من أجل تمرير وحقن خطابات متعددة، وملء فراغات، وكذا منأجل الترفيه والمتعة، وتشتغل كمتنفس وكمحفز للمخيلة.

مع الليل، وبعد تناول وجبة العشاء، كان الجميع يحوم ويحيط بالجدة، كانت هي المحور، هي الصوت والصورة، هيالمائدة، وكانتتبدأ دائما حكاياتها بتعبير «حاجتك أُ ما جتك، ذاتيوم» وتنطلق في الحكي والسرد، كانت ترحل بنا في حكايات طويلة، تمزج بين الأسطورة والخرافة، بين الخيال والواقع، بين التاريخ والدين، بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية، بين المحلي والشرقي والكوني. كانت تأخذنا إلى عالم مشوق، فيه العجيب والغريب والمثير، هو عبارة عن حلقات وسلسلة من المغامرات لا يحضر فيها أي نسق منطقي أوما هو مستحيل، ونحن منتبهون، مستمعون بإمعان وبكل جوارحنا ومستمتعون.

كما كانت للجدة جولات وحلقات للحكي خاصة بالأطفال،غالبا ما تتم قبل توقيت وجبة العشاء، إذ كان من وظيفة الحكي في هذا التوقيت تدبير لبعض الأمور في إطار المتوفر والخصاص، الموجود والممكن. وفي غياب الوفرة، إذ كان المجتمع في أوقات عديدة يشكو من الخصاص والنذر في المواد الغذائية الأساسية، وكذا في وسائل اللعب والترفيه، وكانت المرأة والطفل الحلقة الأضعف في مجتمع يعتمد أساسا على قوة سواعد رجاله بالدرجة الأولى.

إن متعة الحكي والسرد،ولذة الاستماع والإنصات، كانت تؤدي الى الهدوء والسكون فالنوم العميق، وإن باتت الأمعاء فارغة في مرات عديدة، لم تكن الجدة لتلعب دور« شهرزاد ألف ليلة وليلة » ،بل كانت تدبر الأزمة والشح والخصاص في (المواد الغذائية وكذا وسائل الترفيه:وجبة العشاء، لعب وتلفاز) كانت توقف بعض المعارك الليلية التي تنشب بين الفينة والأخرى بين الأطفال الاخوة أو مع أبناء العمومة أو الخؤولة، كانت تمارس التنويم المغناطيسي و تصهر على « السلم الاجتماعي » والاستقرار داخل الأسرة، كانت تحول دون أن تثور البطون الجائعة ليلا ولو عبر الصياح والبكاء، فهي صمامة أمان. كانت الجدة هي المطبخ الوهمي والافتراضي والأطباق اللذيذة، هي المذياع،هي التلفاز، وهي قاعة السينما وقاعة الألعاب.كانت هي الحاضنة،المربية والمعلمة. والملاحظ أن عالم الحكي كان غالبا ما يتم ليلا فقط،وحين كان الأطفال يطالبون الجدة أن تحكي لهم نهارا كانت ترفض معللة ذلك بقولها:«لا تقص الحكايات نهرا حتى لا تضيع الأغنام من راعيها» فالجدة منشغلة لا وقت لها للحكي نهارا ولا وقت لها لتضيعه مع الأطفال، فالأزقة و المساحات الشاسعة كافية لاحتوائهم وللترفيه عليهم، ونصف مد من التمر«أشل ن تيني »« achellou n tynii»أو قطعة من الخبز الحافي« أفروي ن غروم » «afarouy n ghroum»كافيان لملء البطون الجائعة نهارا. وإن اضطرت الجدة لأن تحكي مرة ما في النهار، فقبل أن تبدأ في الحديث لابد أن تلتجئ إلى مبرر ما كي تشرعن به الحكي نهارا -لتحافظ على مصداقيتها- الذي هو تعداد سبع 7 أعمدة « تزضين » » « tizidines» من أعمدة سقف البيت،(من جدع النخيل) وذلك كي لا تضيع الأغنام من راعيها، مادام الحكي سيتم نهارا، هذا الفعل كانت الجدة تقوم به أمام الأطفال أو تدفعهم إلى القيام به بأنفسهم.وفي مرات عديدة كانت الجدة أو الأم تقايض الحكي مقابل استجابة الأطفال لأوامر أو أفعال ما مطلوب منهم إنجازها.

إن تركيزي على نقطتي التنويم والترفيه، وعدم استحضاري للنقط الأخرى، لا يعني اختزالي لوظيفة الحكاية في هاتين النقطتين، أو إقصاء الوظائف الأخرى، إذ كانت للحكاية وظائف متعددة وكان محمول الخطاب فيها كثيف وغني، لقد كانت خزان معارف، وحاملة لرسائل تربوية وتعليمية، حيث تعمل على نقل قيم إنسانية، مثل النبل، الفضيلة، العدل، الحكمة، التضحية في سبيل الجماعة، الشجاعة ومواجهة الصعاب، الحرية، الصراع بين الخير والشر، مواجهة الظلم والظالم، تنمية القدرات الذهنية للطفل وتقوية ملكوت الإبداع والخيال عنده، كما أيضا شحنه بقسط وافر من الخرافة.

(ربما لا يخفى عنكم أن العديد من الكتاب أساسا الروائيين يتحدثون عن الدور المهم والتأثير الأساسي لجداتهم عليهم في توجههم نحو الكتابة الروائية، أمثال الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي يتحدث كثيرا عن دور كبير لجدته في تكوين شخصيته الروائية، وكذلكالروائي المغربي الطاهر بن جلون والروائية الشابة ليلىالسليماني الحائزة على جائزة غنكور لسنة 2016).

*الصبر والتحمل:

في غياب المستشفيات والأدوية و ثقافة التطبيب والاعتناء بصحة الطفل، وكذا من أجل تعويده على الصبر والتحمل، فحين كان الطفل يصاب بجروح طفيفة (meghres) (مَغْرْسْ) بين ملقى أصابع القدم مع القدم ،وحتى يتحمل ويتعلم الصبر ولا يبكي ،كان الأهالي يخاطبونه: هذا دليل على أنك في طور النمو إنك تكبر فقط”daytellidtetteymid” « داي تليد تيميد ».

حينما يقع الطفل على الأرض ساقطا و يصاب بجروح طفيفة، و حتى لا يستمر في البكاء ويتحمل وفي غياب الأدوية، كان الكبار يخاطبونه:هذا بسيط، ومن سيسقط مكانك مائة مرة على الأرض التي هي من نصيبك ؟wisadachyudanmya n ikheppidennnech « اسدش يضن اميا نخبيضن انش« ؟

في شهر رمضان، وحين يتطوع الطفل للصيام تقليدا للكبار، في مرات عديدة لا يستطيع أن يلتزم طوال النهار كله، أي حتى آذان المغرب، إذ كثيرا ما يستسلم وسط الطريق، وكي يستمر ويصبر حتى لحظةالآذان، كان الأهالي يخاطبونه: إن أقدمت على الأكل وسط النهار ولم تصبر حتى آذان المغرب فإن نصيبك يوم القيامة سيكون ناقة عرجاء “ويك إزومن داي ازكن نواس سدست تصح تلغمت تردلت من لخرت”.
talghemttaridalt mi n lakhertiwizoumen day azguen n wass)

حين كان الجميع يحوم ويجتمع حول الكانون ILAMSSI وقت الطهي ،أيام الشتاء من أجل التدفئة ،غالبا ما يكون للنار دخان، وفي صدف عديدة كان يتجه صوب الأطفال، ومن أجل تشجيعهم على البقاء في أماكنهم دون احتجاج أو طلب التحول إلى مكان آخر، كان يقال لهم :الدخان يذهب في اتجاه الإنسان الطيب والوسيم « الدخان إكور لزين » dakhanikourlazine).

*التسامح والتوافق لإيقاف المعركة:

حينما يريد الأهالي إيقاف عراك بين أطفال إخوة، أو مع أبناء العمومة ،أو مع ابناء الخؤولة، أو مع أبناء الجيران، كانوا يطلبون من أحدهم أن يتوقف، ولا يرد على الآخر بالمثل ،إذ إذا توقف سيقتص من الآخر يوم الآخرة يوم الحساب» i lakhert ad as tekksed aqdi3 الخرت اداس تكسد اقضيع ».

*القوة الذاتية والتمويه:

حينما يريد الكبار إرسال طفل لقضاء شغل ما بدون مقابل مادي، كانوا يحولون اهتمامه إلى قدراته الذاتية وقوته، إذ كانوا يبصقون في مكان ما على الأرض بشكل ممنهجومضبوط، ويخاطبونه: سنرىإن كان بإمكانك أن تذهب إلى المكان المعني وتقضي ما هو مطلوب منك وتعود إلى هنا قبل أن تبتلع الأرض البصق وتجف (أدش أيخ تشوفيس). adachyyekhtchouffiss.

ومن أجل تشجيع الطفل على المشي وأساسا حثه على الجري كان الكبار يطلبون منه بل يجعلونه يتقدم أمامهم ويستبقهم بمسافة وبعده يركضون من خلفه ويتظاهرون بعدم تمكنهم من الالتحاق به « أدش أيخ أسول » ad achyyekhassoule

* المخابرات والبوح الارادي:

حينما يريد الأهالي معرفة ما قام به الطفل في غيابهم، وحتى يتحدث بصراحة دون أن يتستر على شيء ما، يخاطبونه: لقدأخبرنا» أحمد إيزي» “mouche mann”بكل شيء فعلته و على كل التفاصيل فقل الحقيقة وتحدث دون أن تكذب أو تتستر على شيء. » إملاخت أحمد إيزي imlakhteahmedizii «

*الاقتصاد وتدبير الخصاص:

في غياب الوفرة والنوع، ومن أجل تشجيع الأطفال على أكل الخضر المتوفرة، كان الأهالي يخاطبونهم: إن الذي يأكل الخضر ينمو ويكبر « ويك إتتن لخضرت إتيما «
wikitattanlkhodarteittayma

من أجل حث الأطفال على عدم تبذير وتضييع الطعام وقت الأكل، كان الكبار يخاطبونهم: إن الذي لا يحافظ على الطعام ويسقط الفتات «إيبلكاز»ibelkaz على الأرض أثناء الأكل فإنه سيجمعهم يوم الاخرة والحساب من الأرض بأشفاره» ويك إتزدعن إبلكاز مك إتتستن إجمع من لخرت سوبليون أنس
wikk ittzedd3en ibelkazmikkitettsa ten ijme3 ilakhert s wabliwennes.

في غياب الوفرة، وحين ينفذ المرق، ولما يطلب الطفل المزيد منه لإرواء طعامه، الكسكسأوتشوoutchou كانوا يخاطبونه: أرويه بالقليل من الماء فالرسول (ص) كان يسقي طعامه بالماء. »الرسولتغ إتسوىاتشو نس س ومان«
arrassoul tough itasswaoutchounas s waman

*التخويف والترهيب من أجل تفادي و منع الشيء:

حين تجتمع الأسرة حول الكانون ILAMSSI”وقت الطهي أيام الشتاء من أجل التدفئة، في مرات عديدة كان الأطفال يأخذون أعوادا مشتعلة من أجل اللعب بها، ولتفادي مخاطر قد تنجم عن ذلك اللعب، كان الأهالي يخاطبونهم: إن الذي يلعب بالأعواد المشتعلة اسفدون issafdawann سوف يتبول ليلا في فراشه « ويك إترارن س سفداون إكيضإبزد أكمشان انس »
wikittoraran s safdawanikidibazzadoukamchanannass
حين يلوك الطفل العلكة ليلا، كان الكبار يخاطبونه: إن الذي يلوك العلكة في الليل فانه يلوك مخ الموتى. »ويكاتفزناصلغاغاكيض اتن اتفز الي نتلخرت »–
wikkiteffzenaselghaghikk id ataniteffezalli n oulakhert

وذلك لتفادي استهلاكها في الليل، حيث إذا نام الطفل والعلكة في فمه تضيع منه وتلتصق في فراشه أو فوق وسادته وتلتصق بشعره، وفي الصباح حين يستيقظ تضطر الأم إلى استعمال المقص وقص الشعر الذي التصق به العلك.

ولتفادي الصفيرإذ كان مصدر إزعاج للكبار خاصة في الليل كانوا يخاطبون الصغار: إن الذي يصفر في الليل فإنه ينادي على الجن. »ويك إتزفرناكيض إتعيض إكمشضانن« –
wikkittzeffrenikk id itt3eyyed ikkmechidanen

وكذلك لتفادي بعض اللعب المزعجة داخل البيت ليلا(خاصة التي تلعب بالحجر) كان الأهالي يخاطبون الأطفال: إن الذي يلعب لعبة » أخباض » akhbad في الليل يضر بأبيه وأمه. »ويكإترارنأخباض إكيض إخبض باس د يماس » wikk ittourarenakhbadikk id ikheppedppas d yemmas

وفي حالة إذا ما وجد نعل أو حذاء مقلوب أي تحت النعل موجه إلى السماء، كانوا يأمرون الأطفال أن يعيدوه إلى وضعه الطبيعي إذ كانوا يخاطبونهم: إن النعل المقلوب يصلي على إبليس .tighoniidarnantzalla s blis. « تيغني إدرنن تزلاسبليس » ربما حفاظا على النظام وعدم قلب وعكس طبيعة الأشياء أو لتفادي رؤية الأوساخ التي قد تلتصق بقاعدة النعل.

كذلك لتفادي الضرب بنواة التمر، ربما لما كان لها من قيمة اقتصادية كعلف للبهائم، أو لتفادي تكرار أضرار واقعة ما حدثت في الماضي، كان الأهالي يخاطبون الأطفال وينبهونهم بل يحذرونهم قائلين: إن نواة التمر أقسمت أن من تصيبه ستسبب له في العمى . »تلاتدجول نويت ويك تسيغ اس تعم » tlatadjoulnwyeteouktssigh as ta3ma

*شيء من النظافة:

عندما يتناول الأطفال وجبة العشاء، خصوصا إذا كان المرق دسم، ومن أجل حثهم على غسل اليدين والفم بعد الأكل، إذا تراخوا ولم يحبذوا ذلك، كان الأهالي يخاطبونهم: من نام دون أن يغسل فإن السحلية ستأتي إليه وتلحس بقايا الطعام والدهان الذي في فمه. » ويك إتسن بلا أل يسيرد إفسن اد يمي أنس سد أغرس تس تنجدمت أدس تلغ أشنفور أنس«.wikitssanblaalayassiradifassandyiminassadaghress tas tanajdamtadasstallaghachanffourannass
كان هذا غيض من فيض.

في انتظار إغناء الموضوع بالمزيد من هذه الكنوز العجيبة أختم بهذا الخطاب العجيب الموجه لإبليس من طرف الأطفال.

حين يتلف ويضيع للطفل شيء ما من أغراضه وأثاثه البسيط، فإنه يقوم بالبحث عنه وهو ينادي إبليس بشكل متكرر وطربي، و يطلب منه أن يرجع إليه حاجته المفقودة، مقابل أن يرد هو أيضا لإبليس حاجته، ومهددا إياه إن لم يستجب لطلبه بالإلقاء بزوجته المسكينة في البئر.(أبليسأشيد أينينوخ أدش أشخ أينينش نخ أدش أيرخ تمطوتأنش أك أنو). –

ablis, ouch i-ddayeninoukh ; ad ach ouchekhayeninnechnikh ad ach yrekhtamettotnnechoukkanou
هذا الخطاب أهو من منتوج الأطفال أم الكبار؟ أم خليط يتداخل فيه ما هو من نسج الكبار وما هو للأطفال؟ وكيف تشكل في الزمن؟ وما موقع ابليس فيه ؟وكيف سرب الى هذا الخطاب؟ ومن هو ابليس بالنسبة للطفل؟ وما معنى ان يخاطب الطفل ابليس؟ ومن قال للطفل ان حاجته عند ابليس؟ وما هي حاجة ابليس الموجودة عند الطفل والتي سيقايضها بحاجته الموجودة عند ابليس؟ ولماذا يهدد الطفل ابليس بالإلقاء بزوجته في البئر ان لم يرجع اليه حاجته المفقودة ؟هل هذا الطفل يعي معنى كلامه والتهمة الموجهة الى ابليس والخطاب العنيف الذي يستعمله حيث الوعد والوعيد والتهديد بالإلقاء بالزوجة في البئر؟ وما ذنب زوجة ابليس ان كان هذا الاخير اثما؟ابليس الضحية المتهم حتى من طرف الطفل البريء هل هذا الخطاب موجه للطفل كي ينسى حاجته الضائعة؟ ام كي يركز في عملية البحث عن هذه الحاجة المفقودة خصوصا مع الترديد والطرب؟ ام لا هذا ولا ذاك فقط كلام زائد وخليط ومزيج هجين دون معنى؟ وهل هناك خطاب بدون معاني ودلالات؟(للإشارة او التذكير فقط الاطفال في فكيك كانوا يسمون أحد انواع الحشرات الصغيرة ابليس لا أدرى ربما انقرضت حاليا وأتمنى ان ينقرض معها ابليس وسلالته كأعمال وكأفعال.

كانت هذه الحيل تتداول وتشتغل كخطابات وكأفعال، كانت مما هو معايش بشكل يومي في الواحة يحضر فيها ما هو اجتماعي، ثقافي اقتصادي، تاريخي، ديني، بسيكولوجي، خرافي، فيها التحفيز المعنوي والتخويف والترهيب وصقل الذات، يستحضر فيها مرة الجن وإبليس وأخرى كائنات خرافية مثل « احمدايزي « وكذا الجزاء والعقاب الاخروي.
لا أدري ماذا تبقى من هذه الممارسات والأشكال التعليمية، التربوية والخطابات البيداغوجية والتواصلية البسيطة.
أتذكر في الثمانينيات مقولة لمصطفى مسعودي أستاذ الفلسفة بثانوية مولاي رشيد بفكيك إذ قال: “في فكيك حل التلفاز محل الجدة” وأناأضيف حالياحل ال«آيفون» وال «آيباد» مكان الأسرة بكاملها ربما في جزء كبير من هذا العالم، كما حل أيضا الدرهم محل الحيلة عندنا.

إليكم الأمثلة الواردة في المقال مجموعة هي بالأمازيغيةومكتوبة بالحرف اللاتيني.
daytellidtetteymid
wi sad ach yudanmya n ikheppidennnech
talghemttaridalt mi n lakhertiwizoumen day azguen n wass)
» i lakhert ad as tekksed aqdi3
dakhanikourlazine)
ad ach yyekhtchouffiss
ad ach yyekhassoule
imlakhteahmedizi
wikitattanlkhodarteittayma
wikk ittzedd3en ibelkazmikkitettsa ten ijme3 ilakhert s wabliwennes
arrassoul tough itasswaoutchounas s waman
wikittoraran s safdawanikidibazzadoukamchanannass
wikkiteffzenaselghaghikk id ataniteffezalli n oulakhert
wikkittzeffrenikk id itt3eyyed ikkmechidanen
» wikkittourarenakhbadikk id ikheppedppas d yemmas
tighoniidarnantzalla s blis
tlatadjoulnwyeteouktssigh as ta3ma
wikitssanbla ala yassiradifassandyiminas sad aghresstastanajdamtadass
tallaghachanffourannass
ablis, ouch i-ddayeninoukh ; ad ach ouchekhayeninnechnikh ad ach yrekhtamettotnnechoukkanou

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *