مجتمع

15 شهرا دون راتب .. أستاذ متعاقد يوجه رسالة مؤثرة من أجل “إنقاذه”

كشف أستاذ متعاقد بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، أنه لم يتلق راتبه المهني منذ 15 شهرا، رغم التحاقه رسميا بقسمه يوم 6 شتنبر 2017، مشيرا إلى أنه “يئس” من أجوبة الأكاديمية في تبرير عدم صرف رواتبه، محملا وزارة التعليم كامل المسؤولية في تدهور وضعه المادي والمعيشي.

الركراكي دكداك، أستاذ مادة اللغة الفرنسية بمجموعة مدارس عيوش التابعة لجماعة تانديت بإقليم بولمان، والذي يدرس 4 مستويات بالسلك الابتدائي، أوضح أن وضعه المادي أصبح صعبا جدا، لافتا إلى أن التحرك والعيش رفقة زوجته في إقليم بولمان المعروف بصعوبة ووعورة تضاريسه، يتطلب موارد مادية، مردفا بالقول: “لكن للأسف وجدت نفسي أقترض حتى لم يعد لي من أقترض منه”.

وقال في تصريح لجريدة “العمق”، إنه كان يأمل ألا يتعدى تاريخ صرف مستحقاته ثلاثة أشهر على أبعد تقدير، واصفا وضعه الحالي بالقول: “لم يتبقى إلا أكل التراب، 15 شهر بدون أي درهم، ألا يحزنكم أمرنا؟ أنا أموت ببطئ، تعبت كثيرا ولم يتبق لي إلا الله، لا أريد مساعدات أو تبرعات، أريد مستحقاتي فقط، لأنه لا يمكن جمع تبرعات لجميع المتضررين”، مشيرا إلى أن عدد الأساتذة الذين لم يتوصلوا برواتبهم بجهة فاس مكناس بلغ 27 أستاذا متعاقدا.

وعن أسباب عدم صرف رواتبه، يقول المتحدث إن إدارة الأكاديمية الجهوية بفاس مكناس تبرر هذا التأخر في عدم حضور المراقب المالي بجهة فاس مكناس، والذي تم تغييره بمسؤول آخر يقطن بالرباط، حيث ينتظرون حضوره إلى الأكاديمية من أجل التوقيع على صرف أموال عدد من الملفات، من بينها ملف الأستاذ المذكور وأساتذة متعاقدين آخرين، حسب قوله.

وأضاف: “بسبب المذكرات الوزارية وضغط المفتشين والإدارة وجدت نفسي لا أقترض فقط لكي أعيش وأسكن، بل أيضا لأزين القسم ولأطبع الفروض ولأوفر الوسائل الديداكتيكية وللتنقل، حتى صحتي لم أعد ألتفت إليها بل أكتفي عند كل مرض بشراء دواء الفقراء قرص “أسبرو” بدرهم من الدكان، وأطلب أن يسجله في دفتر الديون الذي امتلأ عن آخره، صرت أستحيي من الظهور أو الرد على مكالمات من أقرضوني خوفا من أن يطالبوني بأموالهم”.

وطالب الأستاذ المتعاقد وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي بالتحرك لحل ملفه، محملا المسؤولية كاملة للوزارة ومصالحها بجهة فاس مكناس ممثلة بالأكاديمية الجهوية، متابع قوله: “لقد وقعت مع الأكاديمية عقدا، لكنهم لم يلتزموا به، فأنا لا أعرف المراقب المالي ولا تلك التفاصيل، يجب عليهم التحرك لتصحيح هذا الخطأ قبل تفاقم أوضاعي”.

وختم قوله: “أنا اليوم أعاني من ظلم المسؤولين الذين لا يحسون بما نعانيه، ملفي جاهز وليس به أي خطأ، وعندما أذهب إلى مكتب المالية بأكاديمية جهة فاس مكناس يقولون إنه ليس هناك أي جديد، وعندما أسأل عن سبب التأخر يجيبونني بأن المراقب المالي لم يوقع الملف وأن الأمر ليس بيدهم، أناشد أصحاب القرار أن ينصفوني بصرف مستحقاتي التي تأخرت كثيرا حتى صرت لا أسافر لأرى والدي اللذين يبعدان 300 كلم، لأن الأمر مكلف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *