منوعات

واجبات الشباب المسلم اليوم 

نتكلم عن الواجبات لأنه كثر الكلام عن الحقوق، كحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل، والشباب فترة عمرية مهمة في حياة الإنسان تتميز بالحيوية، والنشاط والعطاء والإنتاج والاندفاع، والشاب يريد تحقيق طموحاته على أرض الواقع، والعصر الحاضر مختلف عن العصور الماضية لكثرة المتطلبات ويسر المعلومة وثورة الاتصالات.

والشاب يجب أن يبحث عن الواجب قبل الحق، قال تعالى “إنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى”، وقال عز من قائل “يا يحيى خذ الكتاب بقوة و أتيناه الحكم صبيا”، وقال أيضا “إنا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم”، ومطلوب من الشباب عدة واجبات في العصر الحاضر…

1- العلم بالدين: المسلم يجب أن يأخذ الدين من ينابيعه الصافية (القران والسنة) ويعرف المعلوم من الدين بالضرورة، ويتعلم الدين على أنه تبشير وتيسير وليس تنفير وتعسير،يرفع الحرج عن الناس لسماحة تعاليمه، ويتميز بالسعة والمرونة، والوسطية والاعتدال، قال تعالى: “فاعلم أنه لا اله إلا الله”: وقال عز من قائل: “شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط”، وقال سبحانه: “يرفع الله الذين امنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة”، وقال النبي عليه السلام: “إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحض وافر”، وقال ابن تيمية: “مع المحبرة حتى المقبرة”، وقيل العلم في الصغر كالنقش على الحجر، وقال الشافعي: ومن فاته التعليم وقت شبابه ***فكبر عليه أربعا لوفاته.

2- العمل به: الهدف من العلم هو العمل، قال تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، والأعمال بصفة عامة تنقسم إلى قسمين: هماك أعمال قلبية، كالخوف، والرجاء، والتقوى، والخشية، والتوكل على الله، والإخلاص، والورع، والمحاسبة، والزهد، واليقين، والتفكر. و هناك أعمال الجوارح كالصلاة و الكلمة الطيبة وصدق الحديث وصلة الرحم وبر الوالدين وحسن الجوار والصيام والحج وعلو الهمة، وحتى تكون هذه الأعمال مقبولة عند الله يجب أن يتوفر فيها شرطان هما الإخلاص والصواب، أي أن تكون لوجه الله وأن تكون على السنة، قال تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين”، وقال النبي عليه السلام: “إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى”، وقال الرسول صلى الله عليه و سلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”، و الإتقان مطلوب في جميع الأعمال، قال رسول الله: “إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه”/ والمسلم مطلوب منه أن يحول العادات إلى عبادات، وأن يجعل حياته وكل تحركاته لله”، قال تعالى: “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”.

3- الدعوة إليه: بعد أن يطبق المسلم الدين في حياته يجب عليه أن يبلغه لجميع الناس، قال تعالى: “ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا وقال إنني من المسلمين”، وقال عز من قائل “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، وقال سبحانه: “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني”، و قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني و لو آية”.

و خيرية الأمة الإسلامية تتجلى في أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر و الذي يجب أن يكون بمعروف وبدون منكر وبالرفق واللين، قال تعالى “ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك”، ويجب على الداعية إلى الله أن يعرف مداخل قلوب المدعوين و نظر إليهم برحمة وعلى أنهم مشروع دعوة وكالطبيب للمريض وليس كالشرطي أو القاضي للمجرم، كما عليه تليين وتطييب كلامه للناس، وينصحهم منفردين ويعلمهم أمور دينهم ويصبر على ذلك.

4- التناصر والتآزر: كما أن الإسلام يقوم على كلمة التوحيد فإنه يقوم على توحيد الكلمة ورص الصفوف والتكتل والتعاون بين الدعاة إلى الله، وهذا ما يسمى بالعمل الجماعي المنظم والإنسان ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، والذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، والعصر الحاضر عصر المؤسسات والتكتلات بامتياز، ولابد أثناء انجاز الأنشطة في الحركة الإسلامية أن نصبر على بعضنا ونتجاوز على بعضنا البعض، وأن تكون سعة الصدر، وحسن الخلق كصفات لنا والاحترام المتبادل بيننا موجود ونقدر بعضنا و ننفتح على الآخرين و نتحاور معهم و نستفيد من التجارب السابقة ونخطط معا لنصرة الإسلام.

وفي الأخير لابد من ترشيد جهود الصحوة وهذا ما يقوم به علماء ودعاة الأمة الذين عهدناهم يعملون بإخلاص، قال تعالى: “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر”، ثم يجب على شباب الصحوة أن يكونوا موقنين من أن المستقبل سيكون للإسلام، قال تعالى: “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”. والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *