أخبار الساعة، أدب وفنون

إصدار جديد يسبر أغوار “معالم الإبداع في النظر المقاصدي المغربي”

معالم الإبداع في النظر المقاصدي عند مالكية الغرب الإسلامي من خلال نوازل الأسرة”: إصدار علمي للدكتور ربيع حمو باحث في علم المقاصد؛  والكتاب دراسة نظرية مقاصدية في قواعد الاستدلال المقاصدية عند المالكية أبرزت إضافاتهم وإبداعاتهم في ذلك، كما تتبعت تنزيل ذلك النظر المقاصدي في نوازل الأسرة.

يقول الدكتور محماد رفيع، أستاذ علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة بجامعة فاس، في تقديمه لهذا العمل: ” وأحسب أن هذا العمل العلمي الجاد … إسهام علمي قيّم في الكشف عن بعض أوجه الإبداع في إعمال النظر المقاصدي عند أجدادنا رحمهم الله من علماء الغرب الإسلامي، وذلك من خلال حزمة نوازل فقهية انتقاها الدكتور ربيع في موضوع الأسرة فأولاها العناية العلمية سردا وتحليلا وتعليلا وتأصيلا وتقصيدا.

وقد أحسن الدكتور صنعا حين زاوج في مقاربته للموضوع بين المعالجة النظرية التأصيلية في بيان المرجعية الأصولية التي استند إليها مالكية الغرب الإسلامي في التفاعل الإيجابي مع نوازل زمانهم من منظور مقاصدي متميز، وبين الدراسة التطبيقية لنوازل الأسرة التي قدمها شاهد عيان على القدرة العلمية والرؤية المقاصدية والمهارة التنزيلية للأحكام لدى علماء الغرب الإسلامي رحمهم الله.

وقد اعتمد الباحث الدكتور ربيع في انتقاء مادة عمله العلمية على مرجعية غنية ومتنوعة جمعت بين المصادر القديمة والمراجع الحديثة، وبين الكتب والرسائل الجامعية، كما زاوجت بين أصول الفقه ومقاصد الشريعة وبين الفقه والفقه العملي وغيرها من فنون المعرفة الإسلامية واللغوية”.

يتألف الكتاب من مدخل وفصلين، وقف المدخل عند التعريف بالنوازل عموما، ومسلك التأليف النوازلي الذي اشتهر في الغرب الإسلامي وأهم خصائصه، ومنها: الواقعية، والمحلية، ونسبية الفتوى النوازلية والتجدد، وتنوع التأليف. ثم حدّد المؤلف المنهجية التي سيعتمدها في دراسة نوازل الأسرة ، وهي منهجية يمكن للباحثين الإفادة منها في دراسة النوازل.

أما الفصل الأول فاختص ببيان معالم الإبداع في التنظير المقاصدي عند المالكية عموما، وعند علماء الغرب الإسلامي خصوصا من حيث تحديد المفاهيم المقاصدية وبيان مسالك التعليل والنظر المقاصدي، ومن أهم القواعد التي تعرّض لها الفصل بالدراسة من حيث المفهوم والإشكالات وبيان مواطن الإبداع: القياس المقاصدي، والاستحسان، والتخصيص المصلحي، ومراعاة الخلاف، ودفع الضرر، وسد الذرائع، ومراعاة مقاصد المكلفين، وقاعدة ما جرى به العمل باعتبارها من إبداعات مالكية الغرب الإسلامي.

أما الفصل الثاني فاشتغل على تطبيقات نوازلية تمت دراستها في ضوء النظر المقاصدي، وفق المنهج الذي حدده المؤلف في المدخل، وقد بلغت تلك التطبيقات تسعة عشر نازلة توزعت على باب النكاح، وباب الطلاق، ونوازل أخرى مختلفة في قضايا الأسرة.

وقد خلص المؤلف في نهاية كتابه إلى أن ” أن مالكية الغرب الإسلامي كان لهم إبداع مقاصدي متميز، بل إن رؤية كثير منهم على المستوى النظري والتطبيقي تنبئ عن نظرة مقاصدية مستبطنة متكاملة مكتملة الأركان، وعن تلك النظرة كانت تصدر جل تقعيداتهم وتفريعاتهم وفتاويهم. وقد تجلى تميز أعلام من هذا الصقع على مستوى التنظير والتقعيد -ونذكر منهم خصوصا الإمام ابن رشد وابن العربي والشاطبي وابن عاشور من المتأخرين -والذين أسهموا في حل كثير من الاشتباكات المفاهيمية وضبط القواعد المقاصدية حتى لا ينحرف تطبيقها عن مراد الشارع، ولا تتخذ مطية لتبرير الأهواء والنزوات.

لقد شكَّل الاجتهاد النوازلي في الغرب الإسلامي – من خلال النماذج المدروسة من نوازل الأسرة – مدرسة متميزة راعت مقاصد الشرع عند تنزيل الأحكام الشرعية وراعت أوضاع المكلفين ومقاصدهم، وميزت بين حالة ما قبل وقوع الفعل عما بعده، كل ذلك دون الخروج عن أحكام الشرع وأدلته، ودوائر الاجتهاد فيه.كما لا يُعَدُّ – من باب النظر العلمي المنصف- وجودُ بعض الاجتهادات الخاطئة المتذرعة بالنظر المقاصدي مُبَرِّرا للإعراض عن ذلك المنتوج العلمي الضخم الذي يجب استثماره في  استئناف ذلك العمل الاجتهادي الذي أسسته المدرسة المالكية المغربية  والذي تحتاجه الأمة باسترسال، لتقديم إجابات راهنة عن أسئلة واقع الحياة المعاصرة وتحدياتها ومشاكلها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *