مجتمع

“العون والإغاثة” تطلق حملة خيرية لدعم مشاريع 200 أسرة يتيمة (صور)

أعلنت جمعية العون والإغاثة بمدينة طنجة، عن انطلاق الحملة الثانية لدعم مشاريع الأسر اليتيمة بالمغرب، وذلك ضمن “مشروعي كرامتي 2” الذي شمل هذا العام 170 مشروعا مدرا للدخل تم انتقاءها من أصل 500 مشروع تقدمت به أسر اليتامى، فيما قدمت الجمعية الحصيلة المرحلية لهذه المبادرة الخيرية في نسختها الأولى التي انطلقت في 2016.

وتوجهت الجمعية خلال ندوة صحفية بمقرها بطنجة، مساء اليوم الجمعة، بنداء إلى المحسنين المغاربة داخل المملكة وخارجها، لتقديم دعم مالي لأسر اليتامى من أجل خوضهم غمار تجربة مشروع ذاتي مدر للدخل، وذلك عبر المساهمة في الحملة الإحسانية التضامنية القانونية للجمعية، من الفترة الممتدة ما بين 2 يناير الجاري و28 فبراير المقبل.

وأوضحت الهيئة الجمعوية، أنها انتقت 170 مشروعا في النسخة الثانية من “مشروعي كرامتي” الذي يستهدف الأرامل واليتامى، منها 95 مشروعا بطنجة، والباقي موزع على الصعيد الوطني، وذلك بعد مقابلات مع أصحاب 500 مشروع تقدموا بطلب الاستفادة، تلتها عملية دراسة الجدوى والتأكد الميداني من قابلية تنفيذ كل مشروع، قبل الشروع في تقديم التداريب والتأهيل والمشورة للأسرة حاملة المشروع.

مشاريع مدرة للدخل

المسؤول عن النسخة الثانية من الحملة نور الدين التمسماني، قال في عرض له خلال الندوة الصحفية، إن القيمة الإجمالية لإنجاز المشاريع المنتقاة تبلغ 5.5 مليون درهم، وهو ما يتطلب تظافر جهود المحسنين من أجل جمع هذا المبلغ، مشيرا إلى أن 200 أسرة يتيمة ستستفيد من الدعم خلال النسخة الثانية للمبادرة من أجل ضمان نجاح مشاريعها.

وكشف التمسماني أن من بين المشاريع الـ170 المنتقاة هذا العام، 90 مشروعا شخصيا، و68 مشروعا أسريا، و12 مشروعا تعاونيا، حيث بلغت نسبة الأرامل اللواتي تقدمن بهذه المشاريع 69%، بينما نسبة اليتامى بلغت 31%، لافتا إلى أن هناك 31 مشروع مخبزة وحلويات، و27 للمواد الغذائية، و25 لتربية المواشي، و27 مشروعا للمهن والحرف المختلفة، و15 للتطريز والخياطة، إضافة إلى 12 مشروعا لبيع مواد مختلفة.

وبخصوص معايير اختيار المشاريع المستفيدة، أوضح المتحدث أن هناك لجنة للخبراء تضم رجال أعمال ومهندسين ومحاسبين ماليين هي التي تشرف على عملية انتقاء ومتابعة المشاريع، وذلك وفق 4 شروط أساسية، وهي أن يكون المتقدم في صحة جيدة، وأن يكون مشروعه ملائما مع مؤهلاته التكوينية، مع إعطاء الأولوية للذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و45 سنة، ويُستثنى من سبق له الاستفادة من المبادرة.

وتعتمد جمعية العون والإغاثة 8 مراحل للموافقة على المشاريع المستفيدة من “مشروعي كرامتي”، حيث تقوم لجنة الخبراء باستقبال الملفات في المرحلة الأولى، وإجراء مقابلات شخصية وملء الاستمارات قبل انتقاء المشاريع المستوفية للشروط كمرحلة ثانية، لتنطلق في المرحلة الثالثة حملة جمع الدعم الإحساني لتلك المشاريع.

وفي المرحلة الرابعة تقوم لجنة الخبراء بتدقيق ملفات المشاريع مع أصحابها، قبل المصادقة النهائية في المرحلة الخامسة، لتمر المشاريع إلى مرحلة الأجرأة والتنفيذ، تتبعها مرحلة تكوين المستفيدين ومصاحبتهم، ثم المرحلة الأخيرة عبر تتبع وتقييم كل مشروع على حدى، وذلك طيلة 3 سنوات.

حصيلة النسخة الأولى

رئيس لجنة الخبراء عبد الإله البحراوي، أوضح في تقديمه للحصيلة المرحلية لـ”مشروعي كرامتي” في نسخته الأولى، أن هذه اللجنة مستقلة في قراراتها وتضم خبراء في المجال، لافتا إلى أن 2018 عرفت دعم 155 مشروعا، 107 منها كانت مشاريع ناجحة، و21 مشروعا مستقرا، مقابل 12 مشروعا مهددا، فيما توقفت 10 مشاريع، في حين لازالت 5 مشاريع في طور الإنجاز.

وتمركزت أغلب مشاريع النسخة الأولى من المبادرة بمدينة طنجة بـ 122 مشروعا، في حين توزعت باقي المشاريع على مدن القصر الكبير، العرائش، وزان، تيفلت، بني ملال، مكناس، الخميسات، أزرو، وذلك بالموازاة مع عملية خيرية أخرى تتمثل في كفالة ورعاية 1359 أسرة يتيمة، بما يناهز 9600 شخص بـ 12 مدينة.

وعن أسباب فشل بعض المشاريع أو توقفها، كشف البحراوي أن تخلي البعض عن مشاريعهم أو هجرتهم إلى أماكن أخرى، من أهم العوائق التي واجهت المبادرة، إضافة إلى عدم ملاءمة تكوين بعض أصحاب المشاريع مع المؤهلات المطلوبة نظرا لطبيعة الفئة المستهدفة، وكذا عدم وضوح البعض في كشف كل المعطيات المتعلقة بالمشروع والمشاكل التي تعترضه.

المتحدث كشف في عرضه، أن 93% من المتبرعين يوجدون داخل التراب الوطني، مقابل 7% من مغاربة العالم، حيث تبلغ نسبة المحسنين من الأشخاص الذاتيين 81%، فيما نسبة الشركات والمؤسسات تصل إلى 19%، مشيرا إلى أن الجمعية لديها برنامج للتواصل مع المحسنين باستمرار وتزويدهم بكل المعطيات المالية والإجرائية حول المشاريع المستفيدة، مشددا على ضرورة تعميم مثل هذه المبادرات لتشمل باقي المدن.

وحددت جمعية العون والإغاثة 3 طرق أمام المحسنين للمساهمة في دعم الأسر المستفيدة، عبر تمويل بالكامل لمشروع أو أكثر، أو تمويل جزئي لمشروع، أو تمويل جزافي لعموم المشاريع، وذلك من خلال الحساب الخاص بالحملة، مذكَّرة أنها جمعية ذات منفعة عامة بموجب المرسوم رقم 2.11.617، تهدف إلى “تحقيق كرامة أسرة اليتيم في مجتمع متضامن”، وحاصلة على شهادة التدبير بنظام الجودة “ISO 9001”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *