منتدى العمق

يالله.. لقد تغيمت سماء حي سيدي يوسف بن علي بمراكش‎

تناسلت العديد من الأسئلة في ذهني وأنا أتجول رفقة مسؤول كبير بجهاز الداخلية ، داخل حي سيدي يوسف بن علي ، الحي الضارب في عمق التاريخ النضالي للمغرب ، والذي يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي مهم داخل مدينة مراكش .

كيف لهذا الحي أن يعيش كل هذا التهميش والعزلة ؟

كيف لساكنة حي سيدي يوسف بن علي أن تعيش زمن الانتظار بما يحمله ذلك من معاناة في انتظار أفق إقلاع اقتصادي واجتماعي ظل بعيد المنال إلى يومنا هذا بسبب تسيير معيب لشأنها المحلي بعد أن ساقت الظروف أشخاصا إلى كرسي المسؤولية دون أن يتوفقوا في تنفيذها على أرض الواقع منذ سنة 2003؟

فمنذ مجيء هؤلاء الذين تنافسوا بكل ما أوتو من قوة للوصول إلى تسيير شأنه المحلي والحي يعيش القطيعة مع كل الطرق المؤدية إلى التنمية والرقي والازدهار ، وإلى ما كان يطمح إليه رجالاته الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجله ومن أجل الوطن ، حي يغرق وسط أوحال النقائص وركام التسيير المختل والتهميش والنسيان الذي طال قطاعات حيوية متعددة .

وضع يعتبر بحق وصمة عار على جبين كل من تسبب من قريب أو من بعيد في ما آل إليه حي سيدي يوسف بن علي من تهميش وإهمال بعد أن كان مضرب المثل في كل شيء حتى سنة 2003 .

عندما كنت أتجول داخل هذا الحي رفقة هذا المسؤول للوقوف على ما وصلت إليه الأوضاع ، لم أكن أتوقع حجم النقائص والفوضى والعشوائية والتهميش الذي أصبح الحي يتخبط وسطه ، والمثير هو أنني وأنا أتجول بين دروبه وأخالط أهله ألمس موجة سخط عارمة من طرف الشباب والنساء والرجال وحتى شريحة مهمة من شيوخ هذا الحي الأبي .

إنه غضب شعبي على سوء الحياة اليومية ، على الصحة ومرافقها ، على التعليم وكوارثه ، على وضع الشباب والمستقبل المجهول ، على البنية التحتية والهشاشة التي يعرفها ، ليحق علينا القول بأن الحي يعيش وضع الهشاشة بكل ما في الكلمة من معنى .

الكل يجمع بأن حي سيدي يوسف بن علي أصبح غارقا في العديد من المشاكل في مختلف المجالات ، نخص بالذكر منها هشاشة الطرقات وأوضاعها المقلقة وكأنه خرج للتو من حرب ضروس ، حيث غزته العديد من الحفر التي تسببت في العديد من الأضرار ، واستحق وبدون منازع لقب ” حي المئة حفرة و حفرة ” ، الأمر الذي تولد معه سخط واستنكار ساكنة الحي التي أحست بسياسة اللامبالاة التي ينهجها الجالسون على كرسي المسؤولية ممن أخذوا على عاتقهم خدمة الصالح العام . ويكفي هنا أن نطلع على وضعية شارع المصلى التجاري ، والشوارع الرئيسية للحي التي أصابتها هي الأخرى عدوى الحفر وغيرهما من الطرق التي عرت أوضاعها عن الغش الذي طالها.

لقد تغيمت سماء حي سيدي يوسف بن علي ، وبدأ أهلها يفكرون في تسليم أمرها إلى الله بعد أن بحت حناجرهم صراخا من أجل إنقاذها .. حي سيدي يوسف بن علي ــ أيها السيدات والسادة ــ يحتاج إلى إصلاحات جدية ومسؤولة بعد أن ظل منذ سنوات كصورة فوتوغرافية جامدة ، تترقب حظها من التنمية ، ونصيبها من الإصلاح الذي يصعب تحقيقه في ظل تسيير معاق وتدبير مشلول لأمور المقاطعة منذ سنة 2003 ، وتصور محدود وضيق في معالجة قضايا هذا الحي والإنصات لهموم ساكنته !

ورش إعادة تأهيل حي سيدي يوسف بن علي الشامخ ــ أيها السيدات والسادة ــ يقتضي لضمان نجاحه وتسريع خطاه ، انخراط كل فعاليات الحي وتعبيراتها المدنية والرسمية وحتى الدينية ، بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة ، لأننا سنجد أنفسنا في نهاية المطاف ــ أبينا أم رضينا ــ أبناء ” سيبا-syba ” كما يروق لأهل مدينة مراكش نعتنا ، ولنا الخيار في أن تبقى منطقة سيدي يوسف بن علي قرية كبيرة أو نساهم كلنا بفعالية حتى نجعلها تنتمي إلى عالم الحواضر النموذجية .

فإما العمل أيها السادة المسؤولين وإما تقديم الاستقالة بكل روح وطنية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *