منتدى العمق

المال وسلطة خطر على الدولة.. قصة قارون خير دليل

منذ القديم والمال هو الذي يتحكم في تسيير السلطات والتأثير على مراكز القرار وماقصة قارون إلا دليل على ذلك ولكن لما جاء الإسلام وأرسى دعائمه ونشر تعاليمه السمحاء في اوساط الأمة الإسلامية والبشرية جميعا أصبح ذوو المال من أكبر المساعدين والممولين للعدالة والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار ولنا في الصحابة والخلفاء الراشدين مثل “أبوبكر الصديق ” و”عثمان بن عفان”و”عبد الرحمان بن عوف” رضي الله عنهم جميعا هؤلاء كانوا من أغنى الناس في الجاهلية غير أنهم لما دخلوا في الدين الإسلامي أصبحوا من كبار معاوني وممولي الدعوة والدولة الإسلامية الحديثة النشأة فأبو بكر كان يشتري العبيد ويعتقهم بمجرد دخولهم الإسلام وعثمان بن عوف اشترى البئر والبقيع من اليهودي من أجل ان يضمن للمسلمين حرية التصرف في الماء والفلاحة وقام بتجهيز جيش العسرة في تبوك هو وعبد الرحمان بن عوف رضي الله عنهما إلى غير ذلك من الوقفات الخالدة في تاريخ الإسلام.

ومن هذا نستنتج ان المال والسلطة شريكان في صناعة الدول والتأثير على مراكز القرار.

أما فيما يخص التأثير الإيجابي والسلبي في القرار فهذا يعود للحاكم الحزب ولنفسية صاحب المال والنفوذ ”فإن كان من في السلطة زاهدا في مال الغير ونيته خدمة البلاد والعباد فإن المال والرشاوى لا تؤثر عليه وإما إن كان العكس فعلى الدنيا السلام“.

ففي المغرب مثلا احتكر رجال المال و الأعمال مجال الإعلام فأصبحوا يملكون مؤسسات ضخمة واشتروا صحفيين ورؤساء تحرير بالإشهار والرواتب المغرية وسخروهم في خدمتهم كما احتكروا أكبر المشاريع الإنمائية بفعل سياسة الخوصصة وأصبحوا يشترون المنتخبين والوزراء وغيرهم بفعل تمويل حملاتهم الانتخابية والرشاوى والعمولات، إذ أصبح أغلب أعضاء الحكومة المغربية السابقون والحاليون وبعض ممن لايزالون في الحكم شركاء لأكبر رجال الأعمال سواء في الإعلام أو في غيره من المجالات، فكيف لا يؤثر هذا في التأثير على مراكز القرار في رأيكم…..؟.

اننا نعيش الآن مهزلة حقيقية كون المال الفاسد هو السائد في وقتنا الحالي وأصبح يتحكم في كل شيء بما فيه البرلمان، فليس من العجب بالقول أن المال في عصرنا أصبح هو المحرك القوي و صانع الأحداث حتى و إن كان صاحب المال لا يعرف حتى كتابة اسمه ومع الأسف الشديد هذا هو حالنا اليوم في المغرب فبالمال يمكن أن تشتري كل شيء حتى المناصب سياسية و الذمم و بالمال يمكنك أن تتحكم في العدالة وغير ذلك.

إننا نعيش مهزلة حقيقية كون ان المال الفاسد أصبح سائدا و متجبرا على إنسانية الإنسان و هذا يؤدي بنا نحو التخلف حتما، وكما هو معروف فالمال الفاسد دخل بالتحكم حتى في البرلمان الذي يشرع لشعب بكامله، وهذه مهزلة بدون لون، عكس ما يدور في العالم الغربي أين جعلوا العلم و المعرفة هو البعد السائد، أما المال فهو البعد المستعمل و نحن في العالم العربي عكسنا الآية و هذا مؤشر سلبي لا يخدم لا البلاد و لا العباد.

يجب على كل السياسيين أن يعملوا على إيقاف هذه المهزلة و على الدولة أن تضع حدا لهذا التعفن الذي أصبح يهدد أمن و استقرار الوطن ويسيئ إلى سمعتنا في هذا العالم، فالمغرب لم يعرف هذه الإشكالية إلا مؤخرا. و يجب أن نعترف بأن ظاهرة الفساد هي ظاهرة سرطانية تنخر في الاقتصاد الوطني وتعفن الوضع الإجتماعي و تهز الحالة و الثقة النفسية للمواطنين ..

وكما تعلمون أن المال الفاسد يولد جماعات ضاغطة تعمل على تقزيم الدولة و توجيه السياسي لها و صناعة القرار واذا حدث هذا فإنه يجب أن نقرأ الفاتحة على هذا الوطن لأنه انبطحت الدولة و قيمها لجماعات الضاغطة بأموال الفساد فازداد الظلم و ازدادت إنتهاكات حقوق الناس و ازداد الوضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي تعفنا و تذوب قيمة حب الوطن لتتغير إلى حب البطن و العيادذبالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *