سياسة

بوريطة يكشف كواليس قطع العلاقات مع إيران .. وشروط إعادتها

كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، كواليس قطع المغرب علاقاته مع إيران، على خلفية رصد الرباط لـ”مشاركة حزب الله اللبناني في تدريب عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية”، ملمحا إلى إمكانية إعادة العلاقات بين البلدين وفق شروط محددة تضمن احترام سيادة المغرب.

وقال بوريطة خلال استضافته في برنامج “بلا حدود” على قناة الجزيرة، مساء اليوم الأربعاء، إن “علاقتنا مع إيران منذ مدة متدبدبة للأسف، وكل مرة نمر بأزمة، وبعد توافقات وتفاهمات حول كيفية تقوية علاقتنا والحفاظ على الاحترام المتبادل، تظهر أمور تمس بتلك التفاهمات ومصالح المغرب”.

وأوضح الوزير أن المغرب قطع علاقته بإيران “عن قناعة”، مشددا على أن سياسة الملك مبنية على الاستقلال، والدليل اختياره سياسة الحياد في الأزمة الخليجية، مشيرا إلى أن مشاكل الرباط مع طهران “ثنائية بسبب أمور تمس قضية المغرب الأولى وهي الصحراء، وغير مرتبطة بأزمات إيران مع دول أخرى”.

وأشار المتحدث إلى أن الأزمة مع إيران بدأت عام 2009 “انطلاقا من تهديداتها ضد البحرين التي اعتبرها المغرب في إطار علاقته الخاصة مع دول الخليج، خطا أحمرا، وبناء على ذلك قطع علاقته مع طهران، لافتا إلى أن العلاقات عادت في 2014 بناء على تفاهمات ونقاش وقراءة للماضي.

وتابع قوله: “للأسف بعد ذلك لاحظنا أن هناك أمورا تمس بمصالحنا وقضايا حساسة للمغاربة، وخاصة قضية الصحراء”، مشددا على أن المغرب يتفهم مواقف وقلق السعودية والإمارات والبحرين مما تقوم به إيران من تدخلات في الشأن العربي، ويشاطرهم الرأي في كثير من الأمور، على حد قوله.

وأضاف أن التوتر الأخير بين البلدين بدأ بـ”الدعم الإعلامي من خلال حزب الله ودعوته أفرادا من البوليساريو إلى اجتماعاته بلبنان، وبعد إلقاء المغرب القبض على شخص مهم من الحزب وتسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم المرور إلى مرحلة أخرى عبر تقديم دعم لوجيستيكي، قبل أن يصلوا إلى تدريبات عسكرية وزيارة أطر أمنية لحزب الله بتنسيق مع سفارة إيران بالجزائر، وذلك بمواعيد وأسماء وتواريخ وأماكن”.

بوريطة لفت إلى أن زيارته إلى طهران قبل إعلان المغرب قطع علاقاته معها، كان “بمنطلق الاحترام وثقة المغرب فيما لديه من معطيات، وحتى لا يُساء فهم قرارنا”، مشيرا إلى أن أجوبة إيران لم تكن واضحة، “وإلا حد الآن لم نسمع منهم أي نفي لوجود علاقة لهم مع الجبهة أو إعلانهم عدم الاعترف بها، ولم نسمع منهم أن الجبهة جماعة مسلحة وأنهم مع سيادة المغرب على صحرائه”.

ويرى الوزير أن إيجابات المسؤولين الإيرانيين عن تساؤلات المغرب حينها، “لم تكن في الصميم”، موضحا أن إيران اعتبرت أن حزب الله لا علاقة له بالبوليساريو، وما يقوم به أفراد بسفارتها في الجزائر “ليسو ديبلوماسيين ولكن تابعين لتنظيمات معينة، وكل ما كانوا يقولون لنا هو: أعطونا أدلة حول ما تقولون”، وفق تعبيره.

وبخصوص شروط إعادة العلاقة بين البلدين، كشف بوريطة أن المغرب ينطلق من منطلق المصداقية في علاقته بالدول، و”إذا تم الأخذ بتفاهمات فيجب أن تطبق، وإذا تم طي صفحة فيجب طيها فعلا، وإلى حد الآن لم نسمع موقفا واضحا عن علاقة إيران بالجبهة”.

وأبرز المسؤول الديبلوماسي المغربي، أن الموقف الرسمي للجمهورية اللبنانية حول قضية الصحراء كان موقفا إيجابيا، مشيرا إلى أن وزير الخارجية اللبناني عبَّر عن موقف لبنان الثابت من دعم سيادة المغرب على صحرائه، وأنهم ضد أي شيء يمس المغرب، حسب قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *