مجتمع

والد الزفزافي يحذر من تعرض ابنه لجلطة دماغية .. ويتهم “السجون” بالتكتم على وضعه الصحي

حذر أحمد الزفزافي، والد قائد حراك الريف ناصر الزفزافي الذي يقضي عقوبة بالسجن 20 عاما نافذا، من احتمال تعرض ابنه لجلطة دماغية وشلل نصفي، متهما إدارة سجن “عكاشة” بالدار البيضاء بـ”حجب” معلومات تخص حالة ابنه الصحية منذ فاتح مارس 2018، تفيد بـ”إصابته بتقلص شرياني بالرأس، ما يؤثر على تدفق الدم للدماغ”، مطالبا بإطلاعه بشكل عاجل على الملف الطبي لابنه.

وكشف والد الزفزافي تفاصيل ما حدث لابنه داخل زنزانته أول أمس السبت، لافتا إلى أنه “شعر بتوعك على مستوى رجله، قبل أن يصبح الأمر أشبه بجلطة أو أعراض شلل نصفي، إذ فقد القدرة على تحريك نصفه الأيمن والإحساس به (الرجل واليد ونصف الوجه)”، وذلكفي وقت أعلنت فيه المندوبية العامة لإدارة السجون أنه جرى نقل الزفزافي للمستشفى قصد تقديم العلاجات الضرورية له بسبب انتفاخ يده”.

وأشار أحمد الزفزافي إلى أنه لا يستبعد أن يكون ما حدث لابنه  “نتيجة تعنيفه يوم اعتقاله، إذ تم ضرب رأسه مع جدار البيت، حيث تم اعتقاله لأكثر من 6 مرات بقوة، وتم ضربه بالإصفاد الحديدية على رأسه وهو مكبل اليدين”، متسائلا عن “سبب عدم اطلاعنا على حالته الصحية منذ مارس 2018 وعدم إخبارنا، إذ أن ناصر أكد أن حالته هاته لم يسبق أن عانى منها إلا بعد اعتقاله”، وفق تعبيره.

“إصابة الزفزافي”

وقال والد الزفزافي في تدوينة له، اليوم الإثنين، إن ابنه أوضح له في إتصال هاتفي، أنه “استنجد بالحراس طالبا منهم إغاثته وإشعار مدير السجن بضرورة إحضار الطبيب لمعاينته، لكن بعد مرور مدة من الزمن حضر أحد الحراس وفي يده قنينة كحول، وطلب منه يقوم أن يقوم بإسعاف حالته بدهن جسده بالكحول”.

وأوضح المصدر ذاته، أن تصرف الحارس جعل الزفزافي يحتج ويلح على ضرورة إحضار من يعاين حالته، لافتا إلى أنه “أمام عدم إيفاد أي ممرض أو طبيب لإسعافه، بدأ ابني في الاحتجاج على هذا الإهمال وعدم الاكتراث بوضعه الصحي، فالتحق به زملاؤه شاجبين استفزاز زميلهم بقنينة الكحول بدل إسعافه و لإبداء التضامن معه، معلنين عدم عودتهم إلى زنازنهم إلا بعد حضور الطبيب والاطمئنان على وضع ناصر”.

وأضاف أنه “بعد أجواء الاحتجاج والشجب هاته، تم إحضار طبيب، وأخبره ابني المعتقل أنه شعر بنفس الحالة التي تم نقله على إثرها لقسم المستعجلات على كرسي متحرك بداية شهر مارس 2018، إثر الإغماء عليه وفقدانه الحركة والشعور بنصف جسده وهو متواجد أنذاك في زنزانته الانفرادية بالجناح 6”.

وأشار أحمد الزفزافي، إلى أن الطبيب “وبعد المعاينة الأولية لناصر، طلب إشعار مدير السجن بضرورة نقله على وجه السرعة لقسم المستعجلات لتشخيص حالته، وأثناء نقله تواصل مسلسل استفزازه بعد أن توجه له المدير ساخرا من وضعه مؤنبا إياه إنه أخطأ عندما لم يجد من أيام الاسبوع غير يوم السبت ليصاب بتوعك، وطلب من الحراس إبعاده عن وجهه”، حسب قوله.

سلوك المدير دفع الزفزافي إلى الاحتجاج واعتباره “تعذيبا وعنفا نفسيا ممارسا عليه، وأن ما عبر عنه يعتبر إهانة لفرد في وضع يحتاج للإسعاف والتطبيب لا التبخيس والحط من كرامته، ولاسيما بعدما تدخل موظف من مكتب المخالفات لمواصلة الاستفزاز بقوله إن المدير لديه التزامات أسرية وليس متفرغا لتتبع الزفزافي وحده، لينتفض الطبيب في وجههما معلنا أن الحالة التي بين يديه تحتاج التدخل الطبي وليس تضييع الوقت في منابزات فارغة”، وفق المصدر ذاته.

“الملف الطبي”

وتابع قوله: “تم نقله إلى قسم المستعجلات بابن رشد وسط تطويق أمني مكثف، وبمجرد الوصول عاينه مختص في أمراض الأعصاب والشرايين وآخر في أمراض القلب وكذا مختص في المسالك البولية، وبعد تشخيص حالته تبين لابني أن إدارة السجن حجبت عنه معلومات تخص حالته الصحية منذ فاتح مارس 2018، تاريخ إصابته لاول مرة بأعراض جلطة دماغية وشلل نصفي”.

المصدر ذاته قال إنه تم إخبار ابنه “يوم السبت 26 يناير 2019، أن فحوصات I.R.M للسنة الفارطة كشفت إصابته بتقلص شرياني على الجهة اليمنى من الرأس، وتم إخباره بأن الشريان ازداد تقلصا مما يؤثر على تدفق الدم للدماغ، حسب ما أسّر به رئيس قسم الأعصاب بابن رشد، بعدما تم استدعاؤه للاطلاع على نتائج تشخيص حالته”.

رئيس قسم الأعصاب بابن رشد، أعلن أن حالة الزفزافي “دقيقة وتستوجب نقله على وجه السرعة للرباط، ملمحا إلى إمكانية نقله للمستشفى العسكري، وهو ما لم يحدث على أية حال، إذ تمت إعادته للسجن بعد ذلك”، حسب ما جاء على لسان أحمد الزفزافي.

وتسائل بالقول: “أمام هذه المستجدات، أتساءل كما تساءل ابني وهو يحدثني عن سبب عدم اطلاعنا على حالته الصحية منذ مارس 2018 وعدم إخبارنا، إذ أن ناصر الزفزافي أكد أن حالته هاته لم يسبق أن عانى منها إلا بعد اعتقاله، ولا يستبعد أن تكون نتيجة تعنيفه يوم اعتقاله، إذ تم ضرب رأسه مع جدار البيت، حيث تم اعتقاله لاكثر من 6 مرات بقوة وتم ضربه بالأصفاد الحديدية على رأسه وهو مكبل اليدين”.

واتهم والد الزفزافي مدير سجن “عكاشة” بمحاولة إرغام ابنه “على التوقيع على محضر يتضمن اتهاما له بتكسير أدوات مكتبية تابعة للسجن وهو في حالة غضب، وذلك فور عودته من المستشفى، الأمر الذي رفضه ناصر الزفزافي رفضا قاطعا ونفاه نفيا تاما، واعتبره اتهاما باطلا لا اساس له من الصحة”، على حد قوله.

كما طالب بتخويله الاطلاع بشكل عاجل على الملف الطبي الخاص بابنه، باعتباره والده، وذلك لمعرفة حالته الصحية ومستوى دقتها، معلقا على بلاغ مندوبية السجون بالقول: “إنني واثق أنها تقوم بتوثيق وتصوير كل ما يحدث في محيط السجن، لذا ما عليها إلا نشر الفيديو لاطلاع الرأي العام على حقيقة ما حدث بدل توزيع اتهامات ذات اليمين والشمال”.

واستغرب “نشر بلاغات في تواريخ معلوم فيها أن المعني بالامر غير مخول له استخدام الهاتف وتفسير حيثيات الواقعة، ليتم استغلال الظرف لتحوير الحدث من عمقه، وهو الحالة الصحية الدقيقة للمعتقل ناصر الزفزافي وإخفاؤها عنه لمدة 10 أشهر، وتوجيهها بدل ذلك إلى وقائع عرضية مصطنعة تحاول تصويره في صورة المتلف للأغراض والفرد غير المتحكم في أعصابه”.

“السجون” توضح

وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون، قد كشفت أنه “على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال، من يوم السبت 26 يناير 2019، طلب النزيل ناصر الزفزافي، المعتقل على خلفية أحداث الحسيمة، ببعض الإسعافات بسبب ألم بإحدى رجليه على حد قوله”.

وأضافت المندوبية في بلاغ لها تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، أنه “لما هم الممرض بتقديمها له، رمى أرضا بمستلزمات الإسعاف وتعمد إيذاء نفسه بضرب يده بطرف أحد المكاتب وبالحائط، مطالبا بحضور المدير والطبيب ومدعيا أن الإسعافات المقدمة له غير كافية”.

وأوضحت إدارة السجن المحلي عين السبع، أن “النزيل قام بهذه السلوكات المخالفة للقانون بقصد خلق البلبلة والفوضى، إذ بمجرد أن أقدم على ذلك، رفض عدد من النزلاء المعتقلين على خلفية نفس الأحداث الدخول إلى زنازينهم”، وأنه “قد تدخلت إدارة المؤسسة في حينه لفرض النظام، فأمرت بإخراج النزيل إلى المستشفى قصد تقديم العلاجات الضرورية له بسبب انتفاخ يده جراء الإصابة التي تعمد إلحاقها بنفسه”.

وأشار البلاغ إلى أن إدارة المستشفى “قامت بإدخال النزلاء الآخرين إلى زنازينهم، في انتظار اتخاذ الإجراءات التأديبية الضرورية في حق المخالفين لزجر سلوكاتهم الرامية إلى خلق الفوضى داخل الحي الذي يؤويهم”.

ولفتت إدارة السجن، إلى “أنها بناء على طلب من النزيل المذكور، تم إخراجه إلى المستشفى مرات عديدة لإجراء فحوصات اختصاصية على بعض مفاصله السفلى، وأنها بقدر ما هي حريصة على استفادة جميع النزلاء من الرعاية الطبية اللازمة، فإنها مصممة على اتخاذ الإجراءات الصارمة لحفظ النظام بالمؤسسة وزجر كل السلوكات المخالفة للقانون”.

يُشار إلى أن والد الزفزافي أعلن عن “انحسابه من جميع مسؤولياته من أجل التفرغ لمساعدة زوجته “فيما تعانيه من إنهيار صحي وعصبي خطير”، وزيارة ابنه في السجن، موضحا: “صبرت وصبر حتى عجز الصبر عن التحمل، لأنني لم أرتكب جرما أو محظورا أو ممنوعا أو نهبا أو إختلاسا أو تسولا حتى أتعرض وحدي دون أية عائلة أخرى للمعتقلين إلى إسقاطات وإكراهات وإتهامات مجانية من طرف الجهة المخزنية التي تشتغل لصالح الجهة المعلومة التي تريد الشر وكل الشر للريف”.

وتثير وضعية ناصر الزفزافي ورفاقه داخل السجن، سجالات متكررة بين عائلته ومحاميه من جهة، وإدارة السجن من جهة أخرى، حيث يكشف قائد الحراك تعرض مرارا لـ”أشكال من الإهانات والمعاملة السيئة”، حيث سبق أن دخل في إضراب عن الطعام أكثر من مرة، فيما تنفي مندوبية السجون ذلك، مشددة على أن “جميع النزلاء سواسية أمام القانون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    مع بالغ الاسف.لازال والد الزفزافي يمشي في طريق الخطا.ولم يستوعب الدروس بعد.منذ بداية (الاحتجاج)وتهور الزفزافي الابن.ونصب نفسه فوق مالايطيق ولايستحق.في تعليقاتي كنت توجه نداء لاب الزفزافي ان تقربه واستنجاده بالاروبيين يزيد في تورط ابنه.بعد ان حصلت النيابة العامة على شرائط ومكالمات مع اناس اعداء المغرب واحفاد الاستعمار الفرنسي الاسباني.وعليه ان يكون حذرا ولكنه اخذته العزة بالاثم واستمر.وما مساندته من طرف محامين اروبيين الا دليل قاطع على ما نسب الى ابنه ومجموعته انهم كانوا جواسيس للاستعمارين وانهم يريدون تخريب الوطن وتمزيقه.فما عليه الان الا ان ان يختار بين احد امرين.إن كان فعلا مغربيا ويحب وطنه؟فاليثق في العدالة المغربية.وينصح ابنه لان بتخلى عن تهوره.وان يعفي المحامون الاروبببن ويمنعهم من ااتدخل.وان اراد تلاينمرار في السكة التي يمشي عليها فهو حر.ويتحمل مسؤوليته .واولا واخيرا؟لايكون الا ما اراد االه عز وجل.