وجهة نظر

الاختيار التنموي بالمغرب

يتميز المغرب بخصائص حضارية واقتصادية وسياسية وتاريخية واجتماعية وأمنية مما يجعله دوما قبلة للمستثمرين إقليميا ودوليا. ويمكن أن نتحدث عن آلاف الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف. بين المغرب ودول العالم .

ومن نتائج هذا التوجه انطلاق المغرب في عالم الصناعة خاصة على مستوى السيارات والطائرات والاهتمام بالموانئ والمطارات وتطوير الفلاحة والطاقات…

وفي هذا الإطار دشن جلالة الملك لنموذج توسعة المطار جناح 1 بميزانية قدرت ب 2.2 مليار درهم. ونتمنى تعميم هذا العمل بمعايير دولية. وبالمناسبة فقد بلغ عدد المسافرين 12 مليون سنة 2018.

وسيعزز ميثاق اللاتمركز الإداري هذا الاختيار التنموي إضافة إلى المخطط المديري للمرجعيات المعتمدة. كما نؤكد على أن مجموعة رونو بالمغرب تجاوزت إنتاج أكثر من 400 ألف سيارة سنة 2018.

إذن أصبح مفروضا على هذا الاختيار التنموي أن يحفز المقاولة ويحسن الاستثمار. وهذا ما بدأنا نلمسه في قطاعات متعددة نحو التكنولوجيا والطاقات المتجددة والذكاء الصناعي والأمن الغذائي…

وعلى مستوى التنمية المستدامة وضع مرسوم ليساهم في تعزيز الحكامة ، وتشكلت لجنة استراتيجية لتنفذ مجموعة من المخططات. بهدف التأهيل البيئي، وإعادة استعمال المياه العادمة بالعالمين الحضري والقروي، وتدبير النفايات وتحسين جودة المياه، وإحداث مراكز الفرز والتثمين بالمطارح المراقبة. في أفق تكريس ما يصطلح عليه بالاقتصاد الأخضر الذي من المرتقب أن يخلق الثروة والشغل. وهذا العمل البيئي يحتاج إلى التعاون بين كل الأطراف المعنية،

وبذلك ستعرف مراكز الطمر والتثمين تقدما ملحوظا، انطلاقا من تنظيم مجموعة من المنظومات المتعلقة بالنفايات. مع التركيز على التواصل والتشاركية على مستوى تحضير المشاريع والتنمية المستدامة الترابية. وهذا عمل أفقي يتطلب التعاون بين السلطات العمومية والجماعات الترابية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

تمة قطاع مهم يطور الاختيار التنموي ألا هو التحول الطاقي. لذلك عرف الأمن الطاقي قفزة نوعية ووضعت استراتيجيات انطلقت منذ سنة 2009 إلى سنة 2030. بناء على شراكات دولية وإقليمية قد تكلف 40 مليار دولار بحلول سنة 2030. وشكلت الاستثمارات الاجنبية نسبة 20 في المئة. وهذا الخيار سيحدث جاذبية للاقتصاد وينتج فرصا للشغل.

وفي هذا الإطار هناك ضرورة ملحة للالتفات أكثر إلى المقاربة التشاركية خصوصا مع التجار الصغار المهنيين المقدرين بمليون و 30 ألف شخص حسب بعض المصادر.

إن المطلوب هو استثمار اللحظة التاريخية. حيث تؤكد الدراسات أن ثمن البترول للبرميل قد لا يتجاوز 60 دولار لسنة 2019. وهذا متنفس لفاتورة الطاقة، وثمن الضخ….

ومن أهم المقومات لهذا المسار نستحضر تشجيع الاستثمارات العمومية والخاصة، من أجل الاندماج الاقتصادي الجهوي والدولي، وخلق مناخ أعمال ضمانا لاستمرارية الأعمال، والاعتناء بالبعدين التربوي والتكويني مع عدم إهمال التربية الفنية باعتبارها ميكانيزما محوريا لتطور الوعي الجمعي.، فالمغرب نقطة عبور بين القارتين لذلك هناك ضرورة ملحة للتعاون في مواضيع مشتركة : السلم و الأمن والحكامة والتجارة والاستثمار والاندماج الاقتصادي المتعدد الأطراف. باختصار تطوير الشراكة بين الطرفين في انسجام مع التحولات الاقليمية والدولية بصورة مطردة.

ولنا عودة إلى الموضوع ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *